اليمين الإسرائيلي يصف انتقاد إرهاب المستوطنين بـ"معاداة للسامية"

مستوطنون
حجم الخط

القدس المحتلة - وكالة خبر

شنّ اليمين الإسرائيلي في الحكومة والمعارضة، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء، نفتالي بينيت، اليوم الثلاثاء، هجومًا حادًا على وزير الأمن الداخلي، عومير بار ليف، بسبب انتقاده اعتداءات جماعات المستوطنين الإرهابية على الفلسطينيين وأملاكهم، ووصفوا بار ليف بـ"معاداة السامية" و"الحقير" وأنه يروج لـ"رواية كاذبة".

واعتبر بينيت، أنّ "ظواهر هامشية موجودة في جميع فئات الجمهور، لكن يحظر علينا أن نعمم على جمهور كامل، ويجب مواجهة ذلك بكافة الوسائل".

وادعى بينيت، أنّ "المستوطنين يعانون من العنف والإرهاب، يوميًا، وهم السور الواقي لجميعنا وعلينا تعزيزهم ودعمهم، بالأقوال والأفعال".

وجاء هذا الهجوم بعد نشر بار ليف تغريدة عبر "تويتر"، أمس، كتب فيها، أنّه خلال لقائه مع نائب وزير الخارجية الأمريكي، فيكتوريا نولند، سألته الأخيرة عن اعتداءات المستوطنين، التي تصاعدت في الأشهر الأخيرة، "وكيف بالإمكان خفض التوتر وتعزيز السلطة الفلسطينية"، وأشارت إلى أنّ وزارة الخارجية الأمريكية تتابع اعتداءات المستوطنين".

وأضاف بار ليف أنّه ردًا على سؤالها حول كيف بالإمكان خفض التوتر في المنطقة وتعزيز السلطة الفلسطينية، "قلت لها أن زيادة عدد تصاريح العمل في "إسرائيل" للفلسطينيين، من الضفة الغربية وكذلك من غزة، الذي بتنا ننفذه، هو المفتاح لخفض التوتر تماما مثلما تطبيق خطة إقامة منطقة صناعية مشتركة عند مشارف غزة وخطوات أخرى، ومساعدة أمريكية لمشاريع كهذه بإمكانها أن تساعد كثيرًا.

وادعى بار ليف، أمام نائب وزير الخارجية الأمريكي، أنّ "إسرائيل" تنظر بخطورة إلى العنف من جانب المستوطنين، وأنّه يعمل سوية مع وزارة الأمن من أجل "اجتثاث هذه الظاهرة".

وفي أعقاب هجوم اليمين ضده، كتب بار ليف في تويتر، اليوم، "إنني أفهم فعلًا أنه يصعب على بعضكم أن توضع مرآة مقابل وجهكم تظهر أن عنف مستوطنين متطرفين يتجاوز العالم كله، وأن حكومات أجنبية مهتمة بهذا الموضوع، وأنصح من يواجه صعوبة حيال ذلك أن يشرب كأس ماء".

وبينما تشجع سلطات الاحتلال، اعتداءات المستوطنين من خلال عدم معاقبتهم، زعم بار ليف، أنّه "سأستمر في محاربة الإرهاب الفلسطيني كأنه لا يوجد عنف مستوطنين متطرفين، ومحاربة عنف المستوطنين كأنه لا يوجد إرهاب فلسطيني".

وانبرى اليمين الإسرائيلي في الحكومة والمعارضة يدافع عن المستوطنين الإرهابيين، وكتبت وزيرة الداخلية، أييليت شاكيد، في "تويتر" مخاطبة بار ليف أنه "ارتبكت الأمور عليك، فالمستوطنين هم ملح الأرض، ويواصلون طريق الطلائع من المرج والجبل".

وأضافت شاكيد: "والعنف الذي ينبغي أن يزعزعنا هو عشرات حالات إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة على اليهود والتي تحدث يوميًا، فقط لأنهم يهود، وهذا كله بتشجيع ودعم السلطة الفلسطينية، وأنصحك بالتحدث عن هذا العنف مع السيدة نولند".

بدوره، اعتبر وزير الأديان، متان كهانا، أنّه "محزن أن نرى شخصية أمنية لديه خبرة طويلة يتقبل رواية كاذبة ومشوهة لهذه الدرجة، فالمستوطنون في يهودا والسامرة -أي الضفة الغربية- ليسوا عنيفين وإنما طلائعيين، وتراجع عن أقوالك أيها الوزير بار ليف".

من جانبه، كتب رئيس كتلة الصهيونية الدينية، عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش، أحد المعقبين من صفوف المعارضة، مخاطبًا بار ليف في "تويتر" أيضًا: "عفوًا على الفظاظة، لكنك ببساطة شخص حقير".

وزعم أنّ "مئات آلاف المستوطنين الأبطال يواجهون الإرهاب يوميًا ودفعوا الثمن بدماء عزيزة وأنت تسفك دمهم بوقاحة وتشارك حملة كاذبة ومعادية للسامية تشوه صورتهم كيف تتظاهر بالتنور وأن تعجب مجموعة منافقين، اخجل من نفسك أيها الرجل الصغير، وأشكر أييليت شاكيد التي بفضلها أصبحت وزيرًا".

يذكر أنّ وزير الأمن، بيني غانتس، عقد مداولات مع قادة جهاز الأمن الإسرائيلي، وأوعز خلالها بزيادة إنفاذ القانون والتحقيقات في اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية، إلى جانب تعليمات للجنود الإسرائيليين تحظر عليهم الوقوف جانبا أثناء اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين، وهذه ظاهرة واسعة الانتشار.

وأشارت تقارير تم تقديمها خلال هذه المداولات، إلى أنّ اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين والتي تم توثيقها تصاعدت خلال العام الحالي بنسبة 150%.