"إيباك" ستعمل علنًا لصالح "إسرائيل"

إيباك
حجم الخط

واشنطن - وكالة خبر

أعلنت منظمة اللوبي الإسرائيلي القوية، لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية ، المعروفة باسم "AIPAC”، أنّها ستطلق لجنة سوبر باك PAC أو “لجنة أثر قوية فوق العادة”، وأخرى “فيدرال-باك في النصف الأول من عام 2022، لتخوض في الإتفاق المباشر غير المحدود لصالح المرشحين الذين يعلمون كل ما تفعله "إسرائيل" أو ضدهم بشكل علني للمرة الأولى.

و”باك”، وفق التعريف والتدوين القانوني، هي نوع من لجان العمل السياسي المستقل التي قد تجمع مبالغ مالية غير محدودة من الشركات والنقابات والأفراد وإنفاقها في سبيل فوز مرشح أو مرشحة من أي من الحزبين الأساسيين في الولايات المتحدة، طالما وأن هؤلاء يخدمون أهدافها.

وأعلنت منظمة اللوبي الإسرائيلي، عن تحركها لإطلاق لجنتي “باك PACs ” دون انحياز لأي من الحزبين، أمام مجموعة من أنصارها يوم الخميس ، بالقول: “بهدف أن نصبح أكثر فاعلية في الوفاء لمهمتنا في البيئة السياسية الحالية”، وفقًا لرسالة بريد إلكتروني تم إرسالها إلى الأعضاء ونشرتها مجلة بوليتكو الأمريكية.

وستعمل هذه اللجان بحسب المنظمة “من أجل تسليط الضوء على أعضاء الكونجرس الحاليين المؤيدين لـ"إسرائيل" من الديمقراطيين والجمهوريين ودعمهم دعمًا كاملًا، وكذلك المرشحين للكونغرس” بحسب الرسالة الإلكترونية الموقعة من قبل رئيس ‘ايباك AIPAC بيتسي بيرنز كورن.

وتقول كورن في رسالتها: إنّ “الانقسام الحزبي المفرط، وتغير أعضاء الكونجرس بسرعة، والنمو الهائل في تكلفة الحملات الانتخابية الذي يسيطر الآن على المشهد السياسي، هو ما دفع مجلس الإدارة لإيباك لإطلاق هاتين الأداتين (اللجنتين) الجديدتين”.

وركزت إيباك AIPAC، جهودها تاريخيا بشكل أساسي على ممارسة الضغط من أجل كل ما يخدم "إسرائيل" ومشاريعها الاستيطانية، وتخصيص قدر كبير من قدراتها الاتفاقية الكبيرة في العمل والدعوة المباشرة للقضايا المتعلقة بـ"إسرائيل" في مبنى الكونجرس الأمريكي (الكابيتول هيل).

ويعتبر تحول أولويات اللوبي الإسرائيلي بحسب الخبراء، انعكاسًا ملحوظا للأهمية التي تعيرها إيباك للحملات الانتخابية بشكل خاص ، ومدى أهمية (وتكلفة) الحملات الانتخابية في الكونغرس.

وطالما تركت منظمة “إيباك”، وهي تعتبر اللوبي الأقوى في الولايات المتحدة، ركامًا من السياسيين الذين حطمتهم ماليًا، وتنظيميًا، وسياسيًا، بسبب مواقف هؤلاء المضادة لأي من تصرفات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، مثل بو ل فندلي (ولاية إلينويز)، وبيت ماكلوسكي (ولاية كاليفورنيا)، وجيم موران (ولاية فيرجينيا)، والعشرات مثلهم.

كما رفعت إلى مواقع القرار شخصيات بارزة، مثل السيناتور مارك روبيو (ولاية فلوريدا)، والسيناتور توم كوتن (ولاية أركنساس)، والسيناتور تيد كروز (ولاية فلوريدا)، والسيناتور بن كاردن (ولاية ميريلاند)، والسيناتور بوب ميناندز (ولاية نيوجيرسي)، والعشرات غيرهم بفعالية ومهارة الجراحين النطاسيين.

ويعتبر المؤتمر السنوي لإيباك، الذي يشارك فيه أكثر من 15 ألف شخصًا كل عام، منبرًا مهمًا للسياسيين الأمريكيين لإطلاق حملاتهم، أو تعزيز مواقفهم الانتخابية، حيث شارك كل آمل بالرئاسة الأمريكية في مخاطبة المشاركين والتودد لهم في السنوات ال45 الماضية، إلا الرئيس الحالي جو بايدن، الذي لم يشارك في مؤتمر عام 2020 بشكل مباشر، رغم مشاركاته المتعددة في المؤتمرات التي سبقت ذلك.

إلا أن المنظمة عانت في السنوات الأخيرة من بعض الفشل في منع النقاش في الكونجرس بشأن الحقوق الفلسطينية التي يثيرها التقدميون من الحزب الديمقراطي، ولم تتمكن من إقحام الدعم العسكري لـ"إسرائيل" في النقاش، وربط ذلك بانتهاكات حقوق الإنسان التي تمارسها ضد الفلسطينيين (من قبل التقدميين)، كما فشلت في عرقلت الحملات الانتخابية لكل من رشيدة طليب، وإلهان عمر، وبتي مكالوم، وجمال بومان وعشرات الآخرين .

وستقود مارلين روزنتال لجنة PAC الفيدرالية ، فيما سيقود روب باسين، السوبر باك وفقًا لما صرح به مسؤول في إيباك لمجلة بوليتكو.

وترفض إيباك، تسليط المزيد من الضوء بشأن من مرشحي القوى العرقية المختلفة سيكونون تحت محاولات الضغط التي تمارسها منظمة اللوبي الإسرائيلي بمهارة فاعلة كم أنها لم تؤكد ما إذا كانت تخطط لإنفاق الأموال على الانتخابات التمهيدية المقبلة في شهر تشرين الثاني 2022 المقبل لأي من الحزبين، لكن توقيت الإطلاق يدفع للتكهن بأن إيباك ستناضل من أجل ضمان فوز أرباب "إسرائيل" وسقوط نقاد الاحتلال الإسرائيلي في أي انتخابات أميركية وطنية.

وقال المتحدث باسم AIPAC، مارشال ويتمان، في بيان أرسل بالبريد الإلكتروني إلى مجلة بوليتيكو: “إنّ إنشاء باك PAC وسةبر باك Super PAC هو فرصة لتعميق وتقوية مشاركة المجتمع المؤيد لـ"إسرائيل" بشكل كبير في السياسة، ومن خلال العمل مع الحزبين”.

وتخطط إيباك، إلى استهداف كل من النائبة إلهان عمر، وهي نائبة مسلمة، محجبة من أصل صومالي-يمني (من ولاية مينيسوتا) تتهمها إيباك أنها معادية للسامية بسبب تأييدها للقضية الفلسطينية ولحركة مقاطعة "إسرائيل"، بي.دي.إس BDS، وضمان خسارتها في الانتخابات المقبلة، وكذلك النائبة من أصل فلسطيني، رشيدة طليب (من ولاية ميشيغان)، والنائبة السوداء، كوري بوش (من ولاية ميزوري) والنائبة بتي ماكولوم (من ولاية مينيسوتا)، والنائبة أليكساندريا أوكاسيو كورتيز (من ولاية نيويورك)، والنائب جمال بومان (من ولاية نيويورك) وعشرات الآخرين من النواب التقدميين في الحزب الديمقراطي.

وبحسب الخبراء ، ستتمكن إيباك، من الحفاظ وضع الإعفاء الضريبي (رقم 501 (c) 4، والذي يسمح لها بالمشاركة في السياسة طالما أن السياسة ليست عملها الرئيسي، كما هو الحال باستخدام أحد براثنها المسمى الصندوق التعليمي الأمريكي – الإسرائيلي ، التي تنظم وتمول الرحلات إلى "إسرائيل" للمشرعين الجدد وغيرهم من المؤثرين، ولديها استثناء الضرائب رقم 501 (ج) 3 ، مما يسمح بإعفاءات ضريبية أكبر.

ويقتصر هذا الوضع على المنظمات التي تكون أهدافها تعليمية أو دينية أو خيرية، وهو بكل تأكيد ليس عمل إيباك المخصص لدعم "إسرائيل".