"أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله"، هكذا كانت إجابة يسوع المسيح حينما نصب له الفريسيون والهيرودسيون كميناً ليخطيء في الإجابة على سؤال محرج بشأن دفع الضريبة للقيصر من عدمه، فإما أن يخسر يسوع الشعب فيثورون عليه لتخليه عنهم وإقراره بدفعهم الضريبة للقيصر، أو، يخسر الحاكم فيضعه القيصر الروماني في السجن بحجة التحريض عليه إذا لم يقر المسيح بدفع الشعب الضريبة للقيصر، كما الآية: "ثُمَّ أَرْسَلُوا إِلَيْهِ قَوْمًا مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالْهِيرُودُسِيِّينَ لِكَيْ يَصْطَادُوهُ بِكَلِمَةٍ. فَلَمَّا جَاءُوا قَالُوا لَهُ: يَا مُعَلِّمُ، نَعْلَمُ أَنَّكَ صَادِقٌ وَلَا تُبَالِي بِأَحَدٍ، لِأَنَّكَ لَا تَنْظُرُ إِلَى وُجُوهِ النَّاسِ، بَلْ بِالْحَقِّ تُعَلِّمُ طَرِيقَ اللّهِ. أَيَجُوزُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ أَمْ لَا؟ نُعْطِي أَمْ لَا نُعْطِي؟« فَعَلِمَ رِيَاءَهُمْ، وَقَالَ لَهُمْ: »لِمَاذَا تُجَرِّبُونَنِي؟ اِيتُونِي بِدِينَارٍ لِأَنْظُرَهُ«. فَأَتَوْا بِهِ. فَقَالَ لَهُمْ: »لِمَنْ هذِهِ الصُّورَةُ وَالْكِتَابَةُ؟« فَقَالُوا لَهُ: »لِقَيْصَرَ«. فَأَجَابَ يَسُوعُ: »أَعْطُوا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلّهِ لِلّهِ«. فَتَعَجَّبُوا مِنْهُ« (إنجيل مرقس 12:12-17).
حل الدولتين في الموضوع الفلسطيني الإسرائيلي له استحقاقات أقرتها الأمم المتحدة رغم غبنها وظلمها للحقوق الفلسطينية ورغم استجابة الفلسطينيين لعملية سلام مقابل الأرض وبتشجيع من الولايات المتحدة وأوروبا والرباعية الدولية ورضى غالبية عربية وغالبية فلسطينية بحل الدولتين لإقامة الدولة الفلسطينية على الأراضي التي إحتلتها إسرائيل في حزيران 1967 دون انتقاص شبر واحد وطبقا لعدم شرعية الاستيلاء على الأرض المحتلة أو تغيير طابعها الجغرافي والديمغرافي الذي أقرته الشرعية الدولية وشرعة حقوق الإنسان.
عندما ماطل المحتل الإسرائيلي في تلك الاستحقاقات لحل الدولتين وغير الكثير من طبيعة الأرض الجغرافية ببناء المستوطنات ومصادة الأرض والسيادة عليها وتقسيمها إلى A,B,C وعمل على إبقاها تحت السيطرة والسيادة الاسرائيلية في أي حل ، ضف إلى ذلك فقد غير المحتل الطبيعة الديموغرافية كما حدث أخيراً بقرارات ترحيل سكان حي الشيخ جراح في القدس والتضييق المستمر على سكان الأرض المحتلة كلها منذ احتلالها في العام 1967 ودفعهم للهجرة، وكذلك الإستيلاء على المياه الجوفية والغاز والثروات الطبيعية وحتى الآثار وكل ذلك مخالف للشرعات الدولية والقانون الدولي والإنساني ..
حل الدولتين يعني استحقاق الحرية والإستقلال وتقرير المصير وإرجاع كل أراضينا المحتلة في العام 1967 وعلى رأسها القدس الشرقية والأماكن المقدسة دون انتقاص عندها يصبح حل الدولتين قابل للتنفيذ ويحل السلام.
أعطوا لحل الدولتين ما للدولتين أو أعطوا لحل الدولة الواحدة ما للدولة الواحدة.