أقلام وأراءبالمختصر… وربما المفيد لو المعارك.. بالخطابات والبيانات!

دعيبس.PNG
حجم الخط

بقلم: إبراهيم ادعيبس

 

الرئاسة تطالب بتحرك عاجل لوقف ارهاب المستوطنين .. وجامعة الدول العربية ليس اقل اهتماما، فقد طالبت هي الاخرى المجتمع الدولي بالتحرك ضد هذا الارهاب. والجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد مشروع قرار حول سيادة فلسطين الدائمة على مواردها الطبيعية ووزير خارجيتنا د. رياض المالكي يعلن ان اجماع العالم على حقنا في تقرير المصير هو رد صارخ على جرائم الاحتلال
ومثل هذه التصريحات والبيانات لم تتوقف منذ عشرات السنين، وكذلك فان غطرسة الاحتلال واعتداءات المستوطنين والبناء الاستيطاني لم يتوقف منذ عشرات السنين، ومنذ قيام الحركة الصهيونية وبدء توسعها في فلسطين وهم يتوسعون ونحن نستنكر ونناشد ونطالب على المستوى القيادي، وقد كان الشعب يقدم الكثير من التضحيات والاستعداد القوي للدفاع عن الارض والحقوق ولكن القيادات كانت دائما تخذله ولا ترتقي الى المستوى المطلوب، كما كان العالم العربي كما هو اليوم، يملك الكثير من القدرات ولكنه لا يقدم سوى بيانات التأييد اللفظي والتضامن بالخطابات والبيانات.
اليوم وصلنا الى ما نحن عليه من اوضاع مؤلمة ولم تقدم القيادات ابسط المطلوب منها، واوضح مظاهر هذا التخاذل هو استمرار هذا الانقسام المدمر، ولو كانت المعارك بالخطابات لانتصرنا واكتسحنا الاحتلال ومن يؤيدونه..!!.
هنية واستراتيجيات
حسم الصراع مع الاحتلال
انعقد في اسطنبول المؤتمر الاكاديمي الدولي الواحد والعشرون لدراسات بيت المقدس وشارك اسماعيل هنية به عن بعد ومن خلال «الزووم». وقال في كلمته ان هناك ست استراتيجيات لحسم الصراع مع الاحتلال، واعتبار المعركة معركة امة وليست قضية الشعب الفلسطيني فقط، وان القدس هي محور الصراع وان الاحتلال يخطط لتكريس يهودية عاصمتنا الموعودة، واكد ان الدعم المالي واعلاء شأن العلم من ابرز هذه الاستراتيجيات.
ان من اهم استراتيجيات حسم الصراع هي استعادة الوحدة الوطنية والعمل المشترك والموحد لمقاومة الاحتلال وممارساته، وبدون ذلك يظل الكلام مجرد حبر على ورق او صراخ في الفضاء.
اميركا بين الكلام
السياسي والفعل!!
اكدت مساعدة وزير الخارجية الامريكي ان واشنطن تؤيد حل الدولتين رغم معارضة اسرائيل لذلك، وان المسؤولية عن المسجد الاقصى يجب ان تكون بايدي الاردن وان الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي يجب ان يتمتعا بالمستوى الامني نفسه، وقالت ان ما اسمته عنف، وليس ارهاب المستوطنين، سيشعل المنطقة كلها.
وهذا الكلام يبدو منطقيا، وواقعيا ولكن ينقصه المواقف الفعلية التي على واشنطن القيام بها لجعل هذه المواقف خطوات ميدانية حقيقية، لأن اسرائيل لا تستمع الى هذه الاقوال وتواصل الاستيطان والتهويد وفي الوقت نفسه تواصل واشنطن دعمها الاعمى ومساندتها اللامحدودة للاحتلال بكل ممارساته، وشتان ما بين الكلام الذي يبدو جميلا والمواقف السوداء غير الاخلاقية.
ملاحظة اخيرة
وانا اتابع الاخبار الرئاسية يثير استغرابي كثرة ما يقوم به مكتب الرئيس من تهنئات وتعاز ومباركات في مختلف انحاء العالم، وكان اخرها تهنئة ملك بوتان بمناسبة العيد الوطني، وللحقيقة فاني لأول مرة اسمع بهذه المملكة، كمان ان هناك عشرات المناسبات الدولية المماثلة التي يهنئها الرئيس او يعزيها.
وهذه مواقف ليس فيها ما هو غير ضروري او غير مناسب، ولكن ما يثير الاستغراب هو هذا المكتب الذي يتابع كل دول العالم في كل الانحاء والمناطق ويقدم الواجب باسم الرئيس، ولله الحمد انها مجرد برقيات وليست زيارات.