تحت رعاية وزارة شؤون المرأة ووزارة التربية والتعليم العالي نظمت كلية مجتمع غزة للدراسات السياحية والتطبيقية اليوم، مبادرة "رغم القيد" لمناهضة انتهاكات الاحتلال الاسرائيلي بحق الاسيرات وذلك ضمن المبادرات التي نظمتها الوزارتان ضمن الحملة الدولية لمناهضة العنف ضد المرأة.
وتضمنت المبادرة التي تستمر لمدة يومين العديد من الفعاليات مثل عرص مرئي لمعاناة الاسيرات في زنازين وسجون الاحتلال الإسرائيلي وكذلك جلسة حوارية مع الاسيرتين المحررتين نسرين أبو كميل وروضة حبيب، وفقرة للفن التشكيلي حول معاناة الاسيرات في الأسر، وفقرة شعرية بعنوان أسيرات في سجون الاحتلال، كما تتضمن عرضاً مسرحياً حول أساليب التحقيق مع الأسيرات، ومعرضاً للصور خاص بالأسيرات إضافة الى العديد من الفقرات الفنية المعبرة.
وحضر الفعاليات التي بدأت بأيات من الذكر الحكيم والسلام الوطني د. ناصر أبو العون عميد الكلية، وأعضاء الهيئتين الأكاديمية والادارية بالكلية وحشد من الطلبة ولفيف من الوجهاء والمخاتير والشخصيات الاعتبارية.
وألقى د. عبد القادر إبراهيم حماد رئيس مجلس الأمناء كلمة الكلية التي أكد فيها على أن هذه المبادرة تأتي وفاء للأسيرات والأسرى من أبناء شعبنا القابعين خلف القضبان في زنازين وسجون الاحتلال الذين قدموا أغلى ما يملكون من أجل أن نقف اليوم هذا الموقف، موجهاً لهم كل الحب والتقدير.
وقال إنّ هذه المبادرة تمثل لوحة جميلة رائعة تذكر العالم وتذكر شعبنا بمعاناة الأسيرات في سجون الاحتلال والانتهاكات التي يصر الاحتلال الإسرائيلي الغاشم على ممارستها بحق أسيراتنا على مرأى ومسمع من العالم أجمع من خلال ابداعات طلابنا وطالباتنا.
وأضاف أن هذه المبادرة تعبر عن التفاف شعبنا حول قضية الاسرى، ورفضهم وادانتهم لكل الممارسات والانتهاكات التي تمارس بحق الاسرى عامة والاسيرات على وجه الخصوص، منوهاً الى أن سلطات الاحتلال وعلى مدار سنين الصراع الطويلة مع إسرائيل اعتقلت أكثر من 15.000 امرأة وشابة فلسطينية، بحيث لم تميز إسرائيل بين كبيرة في السن أو قاصرة اقل من "18" عاماً.
واستذكر د. حماد في كلمته أسماء العديد من الأخوات الأسيرات في سجون الاحتلال سيما اللواتي منهن ممن يعانين من أمراض مستعصية وظروف صعبة للغاية.
كما أوضحت أ. نهال حسن مدير دائرة تنمية القدرات في وزارة شؤون المرأة أنه في كل عام وضمن الحملة العالمية لمناهضة العنف ضد المرأة تقوم وزارة شؤون المرأة باختيار موضوع خاص بهذه المناسبة، وكان الاختيار لهذا العام للأسيرات الفلسطينيات تحت عنوان "رغم القيد"، حيث تتضمن الحملة عدة فعاليات بمشاركة العديد من المؤسسات التي تهتم بقضايا المرأة الفلسطينية والأسيرات الفلسطينيات.
وتابعت أنه كان ضمن فعاليات الحملة الإشراف على تنظيم مجموعة من المبادرات الشبابية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي، حيث تن تنظيم مبادرة رغم القيد لنسلط الضوء على واقع المرأة الفلسطينية داخل سجون الاحتلال وما تعيشه الأسيرات الفلسطينيات من أوضاع صعبة في سجون الاحتلال.
وذكرت أن الاسيرة الفلسطينية تواجه التحقيق لمدة طويلة يرافقه أساليب التعذيب الجسدي والنفسي كسياسة العزل الانفرادي وكاميرات المراقبة المسلطة عليهن، والإهمال الطبي المتعمد، كما ويمارس الاحتلال بحقهن عمليات قمع وضرب واعتقال وتقييد طوال فترة التحقيق، والحرمان من النوم لفترات طويلة، والابتزاز والتهديد، ومنع المحامين من زيارتهن خلال فترة التحقيق، كما تتعرض عائلاتهن للتنكيل والاعتقال والاستدعاء كجزء من سياسة العقاب الجماعي، إضافة إلى ذلك فإن الِأسيرات يحرمن من رعاية طبية دورية من قبل طبيبة نسائية مختصة. إذ تعاني الِأسيرات خاصة منهن من مماطلة متعمدة في تقديم العلاج ومتابعته، وتعد حالة الأسيرة إسراء جعابيص أبرز الشواهد على هذه السياسة، إذ تعاني من الحروق من الدرجة الأولى والثانية والثالثة في جسدها، وفقدت 8 من أصابع يديها، بالإضافة إلى تشوهات في منطقة الوجه والظهر، ولا تزال تعاني من وضع صحي ونفسي صعب بسبب مماطلة إدارة سجون الاحتلال في علاجها
وشددت على أن القانون الدولي يدرج هذه الانتهاكات ضمن جرائم حرب بحق الإنسانية ويعتبرها انتهاكات صريحة لقواعد القانون الدولى واتفاقية جنيف الرابعة وملحقاتها وهي ايضا مخالفة لمبادىء حقوق الانسان وللمواثيق المتعلقة بالصحة وتلقى العلاج واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة وغيرها من الاتفاقيات الدولية
وأضافت أنه من منطلق مسؤولية وزارة شؤون المرأة ودورها بالمحافظة على الثوابت الوطنية وحماية المرأة الفلسطينية، عمدة لإطلاق الحملة الدولية لنصرة الأسيرة "اسراء الجعابيص"، كما نجحت الجهود التي بذلت في الحملة الإعلامية للإفراج عن الأسيرة انهار الديك، واليوم نعمل معا في حملة " رغم القيد" لتحفيز المبدعين من الشباب ودورهم في الحفاظ على الثوابت الوطنية من خلال تنفيذهم للمبادرات الشبابية التي تهدف إلى فضح انتهاكات الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية وخاصة الأسيرات.
من جهته، استعرض الأستاذ خالد الجرجاوي رئيس قسم الأنشطة الطلابية في وزارة التربية والتعليم العالي حقوق المرأة في الشريعة الاسلامية والقانون الدولى مذكراً بأن المواثيق الدولية والأعراف والأخلاق الإنسانية لم تمنع الاحتلال عن ممارسة الجريمة في حق المراة الفلسطينية التي وقعت في كثير من الاحيان ضحية لاستهدافه المباشر سواء بالاعتداءات اللفظية أو الجسدية أو الاعتقال والاسر دون مراعاة كونها انثى ودون مراعاة لخصوصية وضعها الانساني والصحي والنفسي
وقال إن القانون الدولى نص في عدة اتفاقيات على وجوب معاملة الأسرى بكرامة، خاصة بالنسبة للأسيرات ومن أبرز هذه الاتفاقيات اتفاقيات جنيف، واتفاقية مناهضة التعذيب والعهد الدولى الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الا ان اسرائيل كانت وما تزال تنتهك هذه الحقوق وتعامل النساء الاسيرات معاملة مهينة وقاسية وتحتجزهن في ظروف صعبة ، وتحرمهن في اغلب الاحيان من الرعاية الصحية ومن الغذاء الكافي، ومن حقهن في حضانة اولادهن او حتى رؤيتهم بالإضافة الى اساليب التحقيق والتعذيب المهينة التى تتم احيانا على يد محققين او سجانين رجال بخلاف ما ينص عليه القانون الدولى
وتوجه بالشكر والتقدير لكل مؤسسات التعليم العالي على هذا المجهود والاهتمام الكبير وخاصة كلية مجتمع غزة للدراسات السياحية والتطبيقية على هذا الجهد الكبير والاهتمام الرائع والتنفيذ المتقن لهذه المبادرة التي تحمل عنوان( رغم القيد لمناهضة انتهاكات الاحتلال ضد الاسيرات الفلسطينيات) وذلك ضمن الحملة الدولية لمناهضة العنف ضد المرأة، كما توجه بالشكر والتقدير لوزارة شؤون المرأة الراعية لهذه المبادرات، وكذلك للفرق الطلابية التي تنفذ هذه المبادرات وتجتهد في ذلك رغم قلة الامكانات المتاحة، وصعوبة الظروف المحيطة التي يعيشها طلبتنا الكرام الأعزاء، فيكفينا منهم الاهتمام وبذل الجهد والوقت في سبيل قضية عادلة من قضايانا الوطنية.
وقال م. رفيق اليازجي مدير شؤون الطلبة في كلمة فريق المبادرة الشبابية بالكلية أن المبادرة تتضمن مجموعة من الأنشطة البسيطة القائمة على ما يمتلكه الشباب من إمكانات وقدرات وتوظيفها لخدمة الناس من حولهم تطوعياً للمساهمة في تنمية الشباب، مضيفاً أن أجمل هذه المبادرات هي التي خصصت هذا العام لتسليط الضوء على معاناة الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال الإسرائيلي والأجمل أن المبادرون هم من طلبة الجامعات الفلسطينية.
وأعرب عن سعادة كلية مجتمع غزة لاختيار فريق المبادرة بالكلية من ضمن أفضل مبادرات شبابية على مستوى جامعات وكليات قطاع غزة، والتي تنظمها وزارة شؤون المرأة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي لمناهضة انتهاكات الاحتلال ضد الأسيرات وذلك ضمن الحملة الدولية لمناهضة العنف ضد المرأة.