معاريف – علاقات قيد الاختبار

حجم الخط

معاريف – بقلم البروفيسور ايتان جلبوع

أدى انضمام المغرب الى اتفاقات ابراهيم والاعلان الرسمي عن اقامة اتفاق التطبيع مع اسرائيل قبل سنة، بعد نحو اربعة اشهر من الاعلان عن اتفاقات ابراهيم مع اتحاد الامارات والبحرين، ادى الى خلق محور جغرافي – سياسي – استراتيجي من الخليج الفارسي، عبر السودان وحتى شمال افريقيا، وعزز الاتفاقات بشكل كبير. 

تعاونت اسرائيل مع المغرب على مدى السنين، ولا سيما في مجالات الامن والسياحة. في 1995، في اعقاب اتفاق اوسلو، اقامت الدولتان علاقات دبلوماسية قطعت في العام 2000 عقب اشتعال الانتفاضة الثانية. ورمم الانضمام الى اتفاقات ابراهيم ورفع مستوى العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين ووسعها الى مجالات اخرى. 

انضم المغرب الى اتفاقات ابراهيم بسبب تطلعه لمقابل سياسي عظيم القيمة تلقاه من الرئيس الامريكي في حينه دونالد ترامب. ففي 1976 احتل المغرب الصحراء الغربية، ومنذئذ وهو يخوض حربا ضد جبهة التحرير بوليساريو التي تدعي الاستقلال والسيادة على المنطقة. لا تعترف معظم دول العالم بالاحتلال المغربي، ولهذا فقد طلب المغرب اعترافا امريكيا بحقه في حكم المنطقة مقابل انضمامه الى اتفاقات ابراهيم. اما ترامب الذي كان معنيا جدا بتوسيع الاتفاقات، فقد استجاب للطلب. 

في البداية اقام المغرب واسرائيل علاقات دبلوماسية على مستوى الممثليات فقط، عندما فتحت اسرائيل في كانون الثاني 2021 مكتب ارتباط في الرباط، وبعد شهر من ذلك فتح المغرب مكتب ارتباط في تل أبيب. في زيارة وزير الخارجية يئير لبيد الى المغرب في آب الماضي، اتفق على رفع مستوى الممثليات الى سفارات ووقع على اتفاقات للتعاون في مجالات السياحية، الثقافة والرياضة. 

في الجوانب العسكرية والامنية ايضا بدأت تطورات ذات مغزى. فالخطوة الاهم جرت في الشهر الماضي، عندما زار وزير الدفاع بني غانتس الرباط ووقع على اتفاق تعاون امني. في تموز بدأت رحلات جوية مباشرة بين المغرب واسرائيل، والتجارة، من الجانب الاسرائيلي اساسا فارتفعت بشكل ملحوظ. 

رغم العلاقات الاخذة في التحسن، من المهم أن نذكر انه توجد محافل اسلامية ومؤيدة للفلسطينيين في المغرب تعارض التطبيع بين اسرائيل والمغرب وتتظاهر ضده. وفي السنة الماضي كان تخوف من أن اشتعالا في جبهة المواجهة الاسرائيلية – الفلسطينية والذي  بلغ ذروته في حملة حارس الاسوار،  وكذا في انتصار بايدن في الانتخابات للرئاسة في الولايات المتحدة – سيعرضان العلاقات المتحققة للخطر. رئيس وزراء المغرب المنصرف، العثماني، هنأ اسماعيل هنية بـ “انتصار” حماس في حزيران بل واستضافه في زيارة رسمية. ورغم ذلك، فان العلاقات مع اسرائيل لم تتضرر. كما ان ادارة بايدن اعلنت عن أنها ستعزز اتفاقات ابراهيم.

وختاما، يمكن القول ان الاتفاقات تنجح في اختبار التحديات الاقليمية، وقد حسنت مكانة اسرائيل وعززتها في المنطقة. يمكن التقدير بان العلاقات مع المغرب ستتعاظم في السنوات القريبة القادمة.

 البروفيسور ايتان جلبوع  – خبير في الشؤون الدولية في جامعة بار ايلان وباحث كبير في معهد القدس للاستراتيجية والامن