كشف عضو المكتب السياسي في حركة "حماس"، مشير المصري، مساء يوم الإثنين، النقاب عن تفاصيل اجتماع قيادة حركته مع الوفد الأمني المصري في قطاع غزة.
وأوضح المصري، في تصريحات صحفية، أنّ "علاقة حركة حماس مع الأشقاء في مصر مستمرة، وزيارة الوفد المصري لقطاع غزة تأتي في إطار استمرار هذه العلاقة وتعزيز جوانبها، وخاصة فيما يتعلق بدور مصر في التهدئة وملف إعادة الإعمار"، وفقًا لوكالة "سبوتنيك" عربي.
وأشار إلى اعتقاده بوجود "حالة هروب من قبل العدو الصهيوني من تحمل المسؤولية، والاتجاه لإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة، ومن هنا كان تحذير المقاومة الفلسطينية بأن استمرار تجديد الحصار وحرمان الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من أبسط مقومات الحياة، سيكون له تداعيات خطيرة".
وحول الملفات التي جرى مناقستها، قال المصري: "تمت مناقشة دور مصر فيما يتعلق بملف إعادة الإعمار، والمطالبة بضرورة الإسراع بإنجازه، المطلوب من مصر الإيفاء في الوعود، باعتبار الأشقاء في مصر هم وسطاء في ملف التهدئة، ويدركون أن حالة التباطؤ والتلكؤ التي يمارسها العدو الصهيوني وغيره من الأطراف، في مسألة إعادة الإعمار، تدفع الأمور باتجاه الهاوية".
وأضاف: إنّ حركته تلقّت "جملة من الوعود من الأشقاء في مصر، نتمنى الإسراع في إنجازها، وبخاصة على صعيد الإعمار، والإنسيابية بالحركة البشرية والتجارية، باعتبار مصر تمثل منفذًا روحيًا لقطاع غزة، والأمر الثالث هو في ممارسة ضغط حقيقي على السلطة وحركة فتح لدفعهم إلى المصالحة والوحدة الوطنية بعد التنازلات والمرونة التي قدمتها حركة حماس".
وحول ما تقوم به الحركة لكسر الحصار، ذكر المصري، أن "حركة حماس بحكم أنها تقود الحكومة في قطاع غزة، تعمل على أكثر من مسار واتجاه بغية تعزيز مقومات الصمود لدى الشعب الفلسطيني والعمل على كسر حلقات الحصار، سواء من خلال توفير مقومات الحياة عبر تعزيز العلاقة مع مصر في بعدها التجاري".
ونوه الى أنّ الأمر الثاني هو أن نمارس الضغط على العدو الصهيوني لإنهاء الحصار على قطاع غزة، وتجلى ذلك عبر مسيرات العودة وكسر الحصار والضغوط التي تمارسها قيادة الحركة مع المقاومة الفلسطينية، مثل إدخال المنح المالية والمساعدات لصالح قطاع غزة والمطالبة المستمرة لقيادة السلطة في رام الله، بضرورة إنهاء العقوبات الإجرامية المفروضة على قطاع غزة، والتي طالت مؤخرًا أسر الشهداء والجرحى والأسرى، ومن هنا حركة "حماس" تتحرك بروح وطنية مشتركة مع كل قوى وفصائل الشعب الفلسطيني في القطاع للعمل على توفير حياة كريمة لشعبنا الفلسطيني، وأن تكون دومًا وثيقة لتعزيز صموده في مواجهة الاحتلال والتحديات الكبرى التي يمر بها شعبنا".
وفيما يتعلق بدور مصر في المصالحة الفلسطينية، بيّن المصري، أنّ "حركة حماس تقدمت للأشقاء في مصر مؤخرًا برؤية متكاملة حول موضوع المصالحات، تبدأ بإعادة بناء القيادة الوطنية المشتركة، وترتيب البيت الفلسطيني، بدءًا من منظمة التحرير الفلسطينية، وحركة حماس كذلك سارعت بالترحيب في الجهد الجزائري المبذول باتجاه تقريب وجهات النظر، وكذلك بمبادرة الرفاق في الجبهة الشعبية التي صدرت مؤخرًا، نعتقد بأن حركة حماس ذهبت بكل اتجاه كفيل بدفع عجلة المصالحة قدما، وقدمت تنازلات كثيرة ومرونة عالية بغية تحقيق الوحدة الوطنية، إدراكًا من الحركة وانطلاقًا من المسؤولية الوطنية بأن تعزيز الوحدة الوطنية واستعادة اللحمة الفلسطينية هو مقوم أساسي من مقومات مشروع التحرير، لنتفرغ لمواجهة العدو المشترك لشعبنا ولأمتنا وهو العدو الصهيوني، أعتقد أن مصر تدرك أكثر من غيرها مدى التنازلات والمرونة التي قدمتها حماس في هذا الاتجاه".