الخطة الأولى: يخطط الإسرائيليون لاستيعاب موجة هجرة محتملة جديدة من أُوكرانيا، وهم يتوقعون أن تشنَّ روسيا حربا على أوكرانيا في بداية العام 2022م، لأن روسيا حشدت على حدود أوكرانيا مائة كتيبة عسكرية، لذا فإن الخبراء يوصون بالاستعداد لهذه الهجرة الكبيرة، لذا يجب اعتماد ميزانيات خاصة لهذه الموجة الجديدة من المهاجرين، بالإضافة إلى احتمال أن يُصاحب هذه الهجرة موجة هجرة أخرى من روسيا نفسها، لأن أميركا وأوروبا ستطبقان عقوبات اقتصادية على روسيا نفسها، ما سيدفع آلافا من يهود روسيا إلى الهجرة أيضا!
أشار الكاتب، ميشا ليفنسون في صحيفة، الجروسالم بوست، 19-12-2021 إلى هذه الخطة: «هناك مائتا ألف يهودي أوكراني ينطبق عليهم قانون حق العودة، غير أنهم لا يعتبرون يهودا وفق تصنيف الحاخامية الدينية، لذا فإن حكومة، نفتالي بينيت، تقترح كسر احتكار التهويد، ونزعه من الحاخامية الكبرى المتزمتة، وإتاحة الفرصة لحاخامي المدن والإصلاحيين أن يُجروا التهويد وفق طقوس سريعة، لأن هناك نصف مليون من المهاجرين من الاتحاد السوفييتي والدول الأخرى، هم غير يهود، وفق اعتبارات الحاخامية، حتى أن حاخام شاس الأكبر، يتسحاق يوسيف يسميهم (شيوعيين أعداء إسرائيل) وهم يشكلون 5% من يهود إسرائيل وفق تحليل خبير الديموغرافيا الأبرز، سيرجيو ديلا فرغولا، وهو بروفيسور في الجامعة العبرية»!
أما الخطة الثانية: من صحيفة إسرائيل اليوم، 19-12-2021، وهي طريقة قمع تظاهرات وانتفاضات أهلنا الفلسطينيين الصامدين في أرضهم منذ العام 1948:
«استخلص الجيش والشرطة بعد عملية، حامي الأسوار في غزة في شهر أيار 2021 العبر من المشاغبات وحرق الممتلكات في المدن المختلطة، اتفقت الشرطة مع وزارة الدفاع على تشكيل فرقة من سلاح الحدود للتعامل مع أي تظاهرات ومشاغبات مستقبلاً حيث يعيش العرب واليهود معاً في هذه المدن، مثل اللد، الناصرة، حيفا، عكا، وغيرها، وستتولى هذه الفرقة حماية قواعد الجيش أيضاً»!
أجرت هذه الوحدة أولى تدريباتها منذ أيام في مدينة أم الفحم الفلسطينية، وسوف تتولى هذه الوحدة التدخل السريع بحجة الحفاظ على الأمن، وبحجة مكافحة الإرهاب الفلسطيني وعمليات القتل اليومية، والهدف غير المُعلن هو قمع الفلسطينيين وحدهم!
أما الخطة الثالثة: فهي خطة يجري تطبيقها خارج إسرائيل في أكبر لوبي لإسرائيل في أميركا، وهو منظمة، الأيباك، وهي جمعية الشؤون والعلاقات الخارجية، ستغيِّر تسميتها السابقة إلى، اللوبي الإسرائيلي لدعم مرشحي الكونجرس، وذلك بتمويل حملات أعضاء الكونغرس الموالين لإسرائيل والمرشحين للانتخابات، ستدعمهم ماليا ولوجستيا لاجتذاب أنصار لإسرائيل من الحزبين، الديموقراطي، والجمهوري!
ورد في النشرة الصهيونية 18-12-2021م، صرح رئيس الإيباك، بتسي كورن يوم 16-12-2021: «ستغير الإيباك استراتيجتها التقليدية، بحيث تكون قادرة على تغيير البيئة السياسية الأميركية في واشنطن، وتدعم مناصري إسرائيل في الحزبين، الديمقراطي والجمهوري، وستدعم كذلك المرشحين للكونغرس، مع العلم أنها منذ تأسيسها قبل سبعين عاما لم تدعم الحملات الانتخابية للمرشحين بالمال، أما اليوم فسوف تقوم بذلك، بوساطة استحداث لجنتين، ما سيجذب مليونا ونصف المليون عضوية جديدة لعضوية الأيباك»!
علق رئيس الأيباك الديموقراطي السابق، ستيف غروسمان، وهو عضو اللجنة الاجتماعية في الكونغرس، على هذا التحول قائلاً: «هذا التغيير في منظمة الأيباك سيجعلها مؤثرة في السياسة الأميركية في هذا الوقت الحساس»!
أخيرا؛ ليتنا نستفيد من آليات إسرائيل في التخطيط والاستعداد للمستقبل، بأن نُجريَ تصحيحا لمسيرتنا النضالية؛ أن نعترف أولاً بأخطائنا، ثم نضع الخطط المستقبلية المناسبة لتصحيح مسارنا!
تذكروا: إن السياسة لعبةُ شطرنج، الفوز فيها لا يتحقق إلا بمعرفة خطط الخصم!