معاريف : تعديل تعليمات إطلاق النار.. غير قانوني

ران-ادليست.jpeg
حجم الخط

بقلم: ران أدليست

 

 



عدّل الجيش الإسرائيلي، مؤخراً، تعليمات فتح النار بحيث يكون ممكناً، الآن، إطلاق النار على من يرشق حجارة على قواتنا في "يهودا" و"السامرة"، حتى بعد الرشق، وهو هارب، طالما كانت النار تتم فور الحادثة. لا يقول الأمر العسكري صراحة بأنه ينطبق أيضا على "الأطفال"، ولكن كذا ما استنتجه منه. هذا أمر غير قانوني على نحو ظاهر، وآمل أن ترفضه بسرعة شديدة محكمة العدل العليا. اذا لم تتدخل، فإنها ستكون عرضة لدعاوى على دورها في إطلاق النار على ظهر طفل رشق حجارة وهرب.
في الماضي حظر على المقاتلين إطلاق النار على من يلقون الزجاجات الحارقة والحجارة، إلا في زمن الإلقاء نفسه، ما مس بالقدرة العملياتية، وعرض للخطر حياة المقاتلين الذين كان يتعين عليهم أن يترددوا في الزمن الحقيقي فيما إذا كانوا في خطر أم لا.
السابقة هي حالة العقيد يسرائيل شومير، الذي أطلق النار في 2015 عندما كان قائد كتيبة بنيامين، فقتل قاصراً فلسطينياً بخلاف تعليمات فتح النار، بعد أن رشق ذاك القاصر حجراً كبيراً على السيارة التي كان الضابط يسافر فيها. طارده شومير، وأطلق النار على ظهره فتُوفي الفتى. في اعقاب الحادثة جُمّد ترفيع شومير كونه خرق الامر الذي يقول انه لا ينبغي اطلاق النار على شخص متحرك.
نشر الأمر الجديد على خلفية شغب المستوطنين بعد العملية التي قتل فيها فلسطينيون مستوطناً كان في بؤرة غير قانونية على ارض مستوطنة اخليت (حومش).
موجة "الشغب" الحالية هي امكانية كامنة لنشوب انتفاضة شعبية. يوجد في الضفة ما يكفي من الوسائل القتالية والعنف المكبوح الكفيل بأن يدفع انتفاضة تلزم استخدام قوة غير متوازنة. المحفز الحالي هو الصراع حول حومش. وتكنيك المستوطنين بسيط: يسترقون الى حومش ليلاً، عندما تكون طواقم التلفاز نائمة وتكون الكتائب التي ابقيت للحراسة ضد الاحتكاكات مع الفلسطينيين متناثرة في الضفة. يرفعون مبنى أو اثنين، وعند الصباح، عندما يصل الجيش الإسرائيلي والشرطة لاخلائهم تصل وسائل الاعلام لتصوير اقتلاع مستوطنين من أرضهم على خلفية صراخ سياسيين مثل ايتمار بن غير وآييلت شكيد.
وهكذا وصف الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي حدث البناء – الاخلاء: "قبل الصباح وصل مئات السكان (سكان؟ لماذا ليسوا مستوطنين؟) الى منطقة بؤرة حومش. عمل السكان بعنف تجاه قوات الامن، اقتحموا حواجز نصبت في المنطقة، ودخلوا الى منطقة البلدة المخلاة كي يحاولوا ان يقيموا في المكان مباني غير قانونية. قوات الجيش الإسرائيلي، حرس الحدود، والشرطة حاولوا منع وصول السكان، وهؤلاء استخدموا العنف الجسدي واللفظي، وأفسدوا ممتلكات عسكرية، وأغلقوا الطريق أمام عبور القوات. مقاتل من الجيش الإسرائيلي أُصيب بجراح طفيفة".

عن "معاريف"