هآرتس – السلام للمهاجمين

عميرة-هاس.jpg
حجم الخط

هآرتس – بقلم  عميره هاس

 

هاكم عدد من الأنباء التي ضاعت بين فيروس “أو ميكرون” وانتقاد التطعيمات.

  • الجيش الاسرائيلي قام بتغيير اوامر فتح النار، واصبح يمكن للجنود اطلاق النار على راشقي الحجارة وملقي الزجاجات الحارقة ليس فقط اثناء تنفيذ العمل، بل ايضا بعده على الفور. هذا هو المطلوب. في حين أن الواقع، حتى قبل تغيير الاوامر، هو أنه  كانت توجد حرية للجنود في التقرير بأن شخص رشق حجر أو ألقى زجاجة، وعندها يتم اطلاق النار عليه وقتله. هل تريدون مثال على ذلك؟ في 9 تموز 2020 طارد جنود في قرية كفل حارس شابين ابناء 15 سنة، حسب اعتقادهم قاما في السابق بالقاء زجاجة حارقة على موقف عسكري، واطلقوا النار عليهما وقتلوهما. في نفس المناسبة اطلق الجنود النار على ظهر محمد أبو يعقوب (34 سنة)، الذي ذهب للسير على الاقدام وقتل. الجنود قرروا بأنه “مخرب هارب”. تغيير اوامر فتح النار يعطي الجنود حرية اكبر لتنفيذ الاعدام في المكان، مع الاخذ في الحسبان أن معظم من يرشقون الحجارة هم من الاطفال والفتيان فان التبسيط يعني أن الجيش الاسرائيلي يشجع الجنود على قتل واصابة عشرات الاطفال الفلسطينيين في كل اسبوع، الذين رشقوا الحجارة أم لا. من الجدير الاشارة الى أن اطلاق النار لن يوجه لليهود الذين يرشقون الحجارة ويهاجمون الفلسطينيين.
  • في مساء يوم الثلاثاء اطلق الجنود في موقع عسكري في يعبد غرب جنين النار على سيارة انحرفت عن مسارها واصطدمت بسيارة عسكرية فارغة. السائق هو حكمت عبد العزيز من قرية مركا وعمره 22 سنة. وحسب اقوال أبناء عائلته فقد كان عائدا من عمله في اسرائيل. “عملية دهس” صرخت مواجيز الاخبار. المتحدث بلسان الجيش قال إن “السائق زاد سرعة السيارة وانطلق نحو الجنود. وهم قاموا بتحييده”. اطلاق النار اصاب كما يبدو خزان الوقود في السيارة. الصور تظهر ظلام وسيارة عسكرية فارغة تحترق وقربها سيارة تحترق، السائق كان في السيارة، هل احترق في داخلها؟ هل قتل قبل ذلك بالرصاص؟ هل كان مصاب وحاول الخروج من السيارة المشتعلة ولم ينجح؟ نحن لا نعرف ماذا حدث. لا نعرف أين كان يقف الجنود ويشاهدون السيارة والسائق، الذي ربما احترق ومات امام اعينهم.

استنادا الى ماذا قرر الجنود بأن هناك عملية دهس وأن حكمه هو الموت في المكان، وليس سائق فقد السيطرة في الشارع الرطب، الذي ربما كان متعب بعد يوم عمل طويل؟ ربما قام بزيادة سرعة السيارة بعد أن اطلقوا النار عليه؟ ولزيادة التسهيل لم يكن هناك أي شهود أو مصورين مثلما كان في أم الحيران عندما اطلق الجنود النار على سيارة يعقوب أبو القيعان وكذبوا حول ظروف الحادثة. اسرائيل ما زالت تحتجز بقايا جثة السائق الشاب، الذي لو كان له حظ لكان قتل بالرصاص ولم يحترق.

  • في صباح يوم الجمعة دهس سائق اسرائيلي غدير سلامة (63 سنة) وقتلها على مدخل قرية سنجل في شمال رام الله. السائق الداهس هرب من المكان. وفي وسائل الاعلام الفلسطينية كتب أن قتلها اعتبر عملية دهس متعمدة نفذها مستوطن. المئات شاركوا في الجنازة الغاضبة بعد صلاة يوم الجمعة. منسق اعمال الحكومة في المناطق في منشور له في الفيس بوك وبخ الفلسطينيين لأنهم يعرضون حادثة طرق كعملية دهس واعتبر ذلك تحريض. وهو أيضا ذكر بضرورة السياقة بحذر. السائق الداهس قام بتسليم نفسه للشرطة، كما كتب في المنشور. 
  • الجيش والشباك والشرطة والحكومة سمحوا لآلاف المستوطنين بالذهاب في يوم الخميس الى اراضي قرية برقة التي تقع في قلب الضفة الغربية. وطالبوا بدعم المدرسة الدينية في حومش التي اقيمت على اراضي خاصة سرقت من اصحابها. في حين كان اليهود في المسيرة فان الجيش قام بتقييد حركة الفلسطينيين في المنطقة وفرق متظاهرين فلسطينيين باطلاق الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت والرصاص المغلف بالمطاط. عدد من المشاركين في المسيرة هاجموا الفلسطينيين وحطموا شواهد قبور في المقبرة. سواء بالصدفة أو بصورة متعمدة، فانه منذ اقامة المدرسة الدينية التي هي غير قانونية حتى حسب القوانين المتساهلة لدولة السلب، فان اسرائيليين يهود يهاجمون مرة تلو الاخرى الفلسطينيين الذين يريدون الوصول الى اراضيهم وغيرهم من الفلسطينيين. السلام للمهاجمين. 
  • في يوم الجمعة بعد الظهر الشرطة وجنود حرس الحدود هاجموا بقنابل الصوت والضرب بالعصي والدفع متظاهرين في الشيخ جراح، الذين احتجوا على نية الطرد الوشيك لـ 11 شخص من عائلة سالم من بيتهم لصالح مستأجرين يهود. اسرائيل هي دولة نسوية: ضمن قواتنا ايضا هناك نساء (واحدة منهن لها غرة شقراء) يهاجمن المتظاهرين ويدفعن ويعتقلن. ثلاثة متظاهرين اعتقلوا، وحتى كتابة هذه السطور (في ظهيرة يوم السبت) ما زالوا في الاعتقال. اسرائيل هي دولة ديمقراطية: متظاهرون قاموا بتصوير ما يحدث. اسرائيل دولة قوية: رجال الشرطة لا يهمهم. رجال الشرطة يعرفون أنه لا أحد، بما في ذلك وزير الامن الداخلي، سيمنعهم من فعل نفس الشيء في الاسبوع القادم.