اسرائيل اليوم – الوضع تجاه ايران الاصعب من اي وقت مضى

حجم الخط

اسرائيل اليوم – بقلم  اليعيزر (تشايني) مروم  – قائد سلاح البحرية الاسبق

 

محادثات النووي بين القوى العظمى وايران تتقدم، ومن شأنها أن تصل قريبا الى مرحلة تتحقق فيها القرارات الحاسمة. واستعارة من عالم كرة القدم، فان مرحلة جس النبض انتهت، وكل طرف بات يعرف الى هذا الحد او ذاك حدود الطرف الاخر. الايرانيون، فنانو المفاوضات، حاولوا ان يشترطوا استمرار الاتصالات برفع العقوبات واجيبوا بالرفض. يبدو أن الاوروبيين هذه المرة (واساسا المانيا، فرنسا وبريطانيا) يشاركون اكثر في المفاوضات، والامريكيين، الذين في عهد اوباما قادوا المفاوضات، يعملون بالتعاون مع القوى العظمى الاخرى. يبدو أنه رغم التهديدات المتبادلة والاحساس بان المفاوضات تفشل، سيتحقق في نهاية الامر اتفاق يقيد وتيرة التخصيب الايرانية، وفي طهران سيحصلون على مطلبهم، ومعظم العقوبات المتشددة سترفع. 

ان المصلحة الايرانية الاستراتيجية بعيدة المدى هي امتلاك السلاح النووي، ولكن في الواقع الناشيء – العقوبات والوضع الاقتصادي المتعثر تهدد بقاء الحكم في المدى القصير، وتستدعي عملا يرفع العقوبات ويحسن الاقتصاد. في الدين الاسلامي معروفة طريقة التنازل المؤقت عن الاهداف، من اجل الوصول لاحقا الى حسم استراتيجي بعيد المدى. الولايات المتحدة، برئاسة بايدن، المتعثر في الاستطلاعات بحاجة الى انجاز يحسن وضعها. الصينيون  والروس، الذين على اي حال لا ينفذون محظورات العقوبات، سيسرهم العودة الى صفقات شرعية مع ايران – هكذا بحيث أن في نهاية المطاف، ستكون لكل الاطراف مصلحة في الوصول الى اتفاق.

توجد اسرائيل في الوضع الاصعب. اذا تحقق اتفاق سيعود الارهاب الايراني، بواسطة الاموال التي ستتحرر بعد رفع العقوبات، ليعربد في ارجاء الشرق الاوسط، والنفوذ الايراني سيزداد. معقول ان حالة الوضع في سوريا ستتغير، وسيمارس الايرانيون ضغطا اكبر كي يدقوا وتد النفوذ في هذه الدولة. التهديد النووي لن يرفع، وهو سيكون قريبا جدا من التحقق. وسيتمكن الايرانيون من أن يتقدموا بسرية في عدة مواضيع في البرنامج العسكري تقربهم من ان يحققوا في وقت قصير قدرة نووية في الموعد الذي يروه مناسبا. 

السيف على الرقبة تقريبا

بالنسبة لهجوم اسرائيلي: لاسرائيل توجد قدرة للهجوم في ايران، وهي كفيلة بان تفعل هذا بشكل لا مفر منه عندما يكون “السيف على الرقبة”. يخيل أننا قريبون جدا من هذه اللحظة. لن نتمكن من الاعتماد على تدخل عسكري امريكي، والذي اغلب الظن لن يصل. عندما وقفت اسرائيل في الماضي امام تهديد امني هام وأخذت المبادرة، عمل الجيش الاسرائيلي بنجاح وازيل التهديد. الاستعدادات التي تجري الان تستهدف تحسين قدرة الهجوم لاجل الوصول الى خطة هجوم محسنة. 

على الجيش الاسرائيلي ان يتخذ عقيدة واضحة من حكومة اسرائيل تحدد الهدف: ضربة هامة وقاسية للبرنامج النووي، وتحديد موعد الهجوم – خريف 2020. رغم الصعوبة يبدو أن اللحظة حانت، والجيش الاسرائيلي مطالب بان يعد خطة بالتعاون مع أسرة الاستخبارات. للجيش الاسرائيلي قدرة عملياتية  جدا لان يضرب البرنامج النووي، وستكون الخطة متنوعة وستتضمن عناصر تفاجيء الايرانيين وتلحق ضررا جسيما لمواقع النووي ولمنظومات الدفاع الجوي. 

بالتوازي مطلوب الاستعداد كرد ايراني يأتي من ارض ايران، واغلب الظن ايضا من حزب الله. لا يوجد ما يدعو الى الدخول في قلق – فالاحاديث عن حرب مع ايران مبالغ فيها. اسرائيل توجد في معركة تجاهها منذ اكثر من عقدين، وللجيش الاسرائيلي توجد قدرة لمواصلة التصدي  للتهديد الايراني والضرب الشديد لحزب الله. فضلا عن الاستعدادات العملياتية، على دولة  اسرائيل أن تعد خطة سياسية تسمح بالشرعية للعملية وتلطف حدة الرد الدولي.