هآرتس – العنف القاتل ضد الفلسطينيين هو في دماء حركة الاستيطان

روغل الفر.jpeg
حجم الخط

هآرتس – بقلم  روغل الفر 

 

في موضوع العنف، المستوطنون في اعماقهم يقولون بأن الامر يتعلق بظاهرة هامشية كليا. وأنه يأتي من حفنة من المتطرفين وكأن الاستيطان في الضفة وفي شرقي القدس غير متطرف بحد ذاته. وهم يقولون ايضا بأن ابعاد العنف هي لا شيء مقارنة مع عنف الفلسطينيين، ويؤكدون بأن نشر التحريض على العنف ضد اليهود في المجتمع الفلسطيني هو الدليل على عمقه وحجمه. 

الفلسطينيون، كما يقول المستوطنون، يرضعون الكراهية اللاسامية لليهود  من المناهج التعليمية. التيار العام للمستوطنين لا يدين بالضبط عنف اشخاص في صفوفه ولا يتنصل منهم، لكن الى جانب تقزم هذه الظاهرة فانه يسعى الى التأكيد على أن الامر لا يتعلق بسياسة رسمية للتيار الرئيسي. احداث المسيرة الى حومش في يوم الخميس الماضي، التي في اطارها جاء نحو 10 آلاف مستوطن الى هناك وطالبوا باسم يهودا ديمنتمن الذي قتل على ايدي فلسطينيين باعادة اقامة المستوطنة التي تم اخلاءها خلال الانفصال ومنع هدم المدرسة الدينية في المكان، تثبت أن العنف القاتل ضد الفلسطينيين والتحريض على العنف القاتل ضد الفلسطينيين هي امور تسري في دماء حركة الاستيطان.

“رجاء، قم بتذكيري”، هو احد الالحان الحسيدية التي لحنها في 1996 دوف شورين لكلمات مأخوذة من سفر القضاة. هي تتحدث كيف قام شمشون بالصلاة لله بعد أن اقتلع الفلسطينيون عينيه، وطلب من الله أن يعطيه القوة للانتقام من اعدائه للمرة الاخيرة. عندها هدم المبنى عليه وعلى من قاموا بأسره. اغنية انتقام على قتل جماعي نفذه شمشون (يمكن تسمية ذلك مذبحة) الذي في اطاره قتل ايضا نفسه، أي قام بالانتحار. اسطورة متسادا قاتلة اخرى. “لتمت روحي مع الفلسطينيين”، اغنية تبجل الانتقام القاتل والذبح الجماعي والموت والانتحار.

في كانون الاول 2015 بث روعي شارون، الذي كان في حينه في القناة العاشرة، فيلم فيديو قصير من حفل زواج ليمينيين (“متطرفين”) وهم يرقصون على انغام الاغنية. بعضهم كان يحمل السلاح. اثناء الرقص طعن أحد الحاضرين صورة الطفل علي دوابشة الذي حرق حتى الموت في العملية الارهابية اليهودية في دوما، بعد أن القيت زجاجة حارقة على بيته. أي، داخل فرح حفل الزفاف تم تضمين رقص متحمس على انغام اغنية تحتفل بالثأر القاتل وطعن صورة طفل عربي حرق حتى الموت على ايدي يهود، فقط لأنه ولد عربي. 

فكروا بشلال التعاطف لدى الجمهور الاسرائيلي مع اسحق سعيديان الذي حاول احراق نفسه. الموت حرقا هو اسلوب قتل وحشي بشكل خاص، وهو مقرون بالتسبب بالمعاناة غير الانسانية للضحية. الطفل علي دوابشة ليس فقط طفل، بل هو طفل عذب بوحشية حتى مات. وهذه البربرية الخالية من أي انسانية يتم الآن الاحتفال بها في حفلات الزواج بالرقص والغناء.

هذه الاغنية قام بغنائها ايضا المستوطنون الذين شاركوا في المسيرة نحو حومش، بزئير عال ورقص متحمس وسعادة كبيرة وهم يعناقون بعضهم ويقفزون بنشوة، “لكن في هذه المرة يتم الانتقام “لعين من عينيه”، صرخ عدد من المشاركين في المسيرة؛ كانوا يغنون بصوت مثل  فرقة البيتلز؛ انتقام “لعين من عينيه من الفلسطينيين”، (“ليمحى اسمهم”!) اجابت جوقة المغنين بسرور؛ “سأنتقم لعين من عينيه من الفلسطينيين”.

جميع اليمين البيبي موحد في دعمه لهذه المسيرة وفي تفاخره بها. يوسي دغان، رئيس المجلس الاقليمي شومرون، وقف على رأسها. رجل مؤسسة الاستيطان. المسيرة لا تعتبر حدث لحفنة مستوطنين “متطرفين”. التيار الرئيسي كان موجود هناك. وهم حرضوا بصوت عال وبفرح وسرور، على قتل جماعي لفلسطينيين ابرياء باسم الله. المستوطنون المحتفلون ظهروا وسمعوا ثمالى، ثمالى بالعنف العنصري والقومي المتطرف والبربري.