إلى الغاضب من احتفال الفلسطينيين بعيد الميلاد؟!

توفيق أبو شومر.jpg
حجم الخط

بقلم: توفيق أبو شومر

أزعَجَ احتفالُ الفلسطينيين بأعياد الميلاد الكاتبَ والسياسيَ الإسرائيلي، إيتمار ماركوس، في صحيفة «جورسليم بوست» 25-12-2021م وهو رئيس مركز رصد الإعلام الفلسطيني، وهو ضمن المائة شخصية يهودية مؤثرة في العالم، ومحاضر جامعي، ورئيس المفاوضات على التحريض، ومسؤول سابق عن صندوق التبرعات لدعم إسرائيل، والضيف الدائم على الكونغرس الأميركي!
سببُ انزعاجه يعود إلى أن تهنئة المسلمين الفلسطينيين لإخوتهم المسيحيين بعيد الميلاد لم تقتصر على البروتوكولات الرسمية، بل شهدت احتفالاتٍ شعبيةً في وسائل التواصل الرقمية!
شرع، إيتمار ماركوس في إعادة بذر الشقاق بين المسلمين والمسيحيين، مدعيا حرصه على تقاليد الدين المسيحي، دين السلام، احتجَّ على أنَّ الفلسطينيين يعتبرون المسيحَ فلسطينيا، لأن المسيح في اعتباراته كان (يهوديا) مسالما، ليس فدائيا كما صوَّرَهُ الفلسطينيون!
اقتبس إيتمار من وسائط التواصل الرقمية عبارات عديدة، لمفتي القدس الشيح، محمد حسين، واقتبس من صفحة اللواء، توفيق الطيراوي اقتباسا؛ «كان المسيحُ أولَ شهيد فلسطيني، أي فدائيا (إرهابيا)»! هذا في نظر، إيتمار ماركوس إهانة للمسيحية المسالمة!
نشر مقتطفاتٍ عديدةً اقتبسها من صحيفة «الحياة الجديدة»، ومن صفحة حركة فتح، حيث يظهر سانتا كلوز في أفلام كرتون الإعلام الفلسطيني وكأنه فدائي قتله جنود إسرائيل، ونفى أن الفلسطينيين جرى غزوهم من البابليين والأشوريين، ومن الفرس، والمصريين، واليونانيين، والرومانيين، ونفى أن يكون تاريخ فلسطين يعود إلى ما قبل خمسة آلاف عام، وهذا في نظره تشويه للتاريخ المسيحي!  
أرسلت له رسالة خاصة على صفحته الرقمية تقول:
«إلى Itamar Marcus أرجو الإجابة عن أسئلتي التالية إجاباتٍ علميةً:
متى ظهر اسم إسرائيل كدولة؟ من هو محرف التاريخ، ومزيفه؟ هل هو الفلسطيني صاحب البيت الأصلي، أم الصهيوني المجلوب من وراء البحار؟
ما رأيك فيما كتبه المؤرخ الإسرائيلي، شلومو صاند، في كتابه «اختراع الشعب اليهودي»، وكتاب اختراع أرض إسرائيل، ثم كتابه التالي الذي أعلن فيه براءته من اليهودية بسبب تزييف التاريخ؟
وما رأيك فيمن كتبوا عن التزييف الصهيوني للتاريخ، وجرى إقصاؤهم وإبعادهم من إسرائيل، مثل يهودا ماغنس، إسرائيل شاحاك، آفي شلايم، إيلان بابيه، إبراهام بورغ ... وغيرهم، من المؤرخين الجدد ممن اكتشفوا أن الحركة الصهيونية جرَّعتهم تاريخا مزيفا، وأن كل ما درسوه وتعلموه كان أساطيرَ، ولم يكن له ارتباطٌ بالحقيقة!
هل تقرأ أخبار انتحال المؤسسات الصهيونية المغرقة في التزييف للشخصية الفلسطينية التقليدية؟!
ماذا تعرف عن المصطلح المحرم دوليا، وهو  Culture Appropriation أو الاستحواذ وسرقة تراث الشعوب، حينما سرقت دولتكَ الثوب الفلسطيني التراثي، ما أثار منظمة «اليونسكو»، وسجلته تراثا فلسطينيا خالدا، وليس إسرائيليا؟!
ما رأيك في سرقة الأكلات الشعبية الفلسطينية، وسرقة التراث الفني الفلسطيني، بخاصة رقصة الدبكة؟!
لن أنهي أسئلتي دون أن أسألك، أيها الحريص على التراث المسيحي، عن تزييف آثار فلسطين القديم، وسرقة مقتنيات المتحف الإسلامي في القدس؟!
هل تذكر حادثة سرقة حجر المعمودية المسيحي من بيت لحم في شهر تموز 2020م في ساعات الصباح الأولى بواسطة سيارة نقل كبيرة تابعة لجيشكم؟!
أيها الحريص على تراث المسيحيين، ماذا فعل جنودكم و(زعرانُكم) ممن تسمونهم شبان دفع فاتورة الثمن، ماذا فعلوا في الكنائس المسيحية، منذ العام 1967 وحتى اليوم؟!
ألم يُحرقوا كنيسة الخبز والسمك (الطابغة) على ضفاف بحيرة طبريا في شهر حزيران 2015؟! وماذا فعل الجيش لكنيسة القيامة، العام 1967 عندما استولوا على الكنيسة الأرمنية وحولوها إلى مساكن للجنود؟!
ألم يُطلق جنودُكم النار العام 2002 على كنيسة المهد، ثم اغلقوا أبواب كنيسة القيامة؟!
هل سمعت قرار حكومتكم، الصادر بمبادرة عضو الكنيست الليكودي، ديفيد إمسالم في شهر حزيران 2020، القرار الذي ينص على إغلاق تلفزيون (الرب) المسيحي الإنجيلي الذي يبث من إسرائيل لأنه يبشر بالمسيحية، اعتبرتموه ضد اليهودية؟!
ما أوردته كان من أخبار صحف الدولة التي تسمي نفسها (واحة الديمقراطية)!
أسئلتي السابقة هي وفق المثل العربي (غيض من فيض) أي قليلا من كثير!