معاريف : قـبـل «خـراب الـبـيـت الـيـهـودي»

اسحاق-ليفانون.jpg
حجم الخط

بقلم: إسحق ليفانون

 

 



كما هو معروف، فقد الشعب اليهودي استقلاله على مدى التاريخ مرتين: في خراب البيت الأول وفي خراب البيت الثاني. في الحالتين كان للكراهية العابثة دور مركزي في الخراب، وان كانت أيضاً عوامل أخرى. وان قلق من التفكير من أن من شأن هذا ان يحصل لنا للمرة الثالثة.
الوضع في الدولة، بعد منفى طويل، بعده عدنا الى بلادنا وأقمنا البيت الثالث، يستوجب معالجة جذرية. منذ الأزل كان في داخلنا جماعات متناقضة في آرائها ومختلفة في سلوكها، لكن امر الساعة يستوجب منها أن تجد الطريق الذهبي كي تعيش معاً وأن تقيم حياة يهودية ديمقراطية ومزدهرة. في حالتي خراب البيت اليهودي، كان خرق التوازن بين الجماعات هو الذي شق الطريق للخراب.
في "خطاب القبائل" الشهير الذي ألقاه في الماضي الرئيس السابق روبين ريفلين اشار الى وجود أربع قبائل مختلفة الواحدة عن الأخرى تعيش على أرض إسرائيل. لا يوجد قاسم مشترك بينها، وكل قبيلة تشد في الاتجاه الذي هو خير لها ولمصالحها.  أما الكراهية وانعدام التسامح فيملآن الفراغ الذي بين القبائل. العنف بات متواصلاً ولم يعد من نصيب جماعة واحدة فقط. نحن نسمع صبح مساء عن شبيبة عنيفة في المدارس، عنف في المستشفيات، عنف في الشارع، عنف لفظي لمنتخبين وغيره.
ان ابقاء هذه المشكلة بلا جواب سيفاقم الوضع. فالصدام العنيف بين اليهود والعرب في المدن المختلطة مثلما حصل في حملة حارس الاسوار كان يجب أن يعالج بشكل فوري. كنا على شفا حرب أهلية. في كل ما يتعلق بمسألة المواطنين العرب في اسرائيل، علينا أن نتذكر بأن لهم حقوقاً كاملة مثلما لكل واحد من مواطني الدولة. من يرى نفسه خلاف ذلك، سيتلقى معاملة اخرى. محظور للشرخ السياسي، كما يجد تعبيره اليوم، ان يواصل الوجود. مسموح أن تكون آراء سياسية مختلفة، بل ومتعارضة، ولكن يجب الحرص على احترام القانون وعلى الانصات للغير. أما عبادة الشخصية، الآراء المسبقة والدوس على القانون فهي وصفة مؤكدة  بدمار يصعب ترميمه.
حتى المسائل الأكثر قطبية يمكن أن تحل باستفتاء شعبي يلزم الجميع. ينبغي التوجه الى الشعب، وهو سيحسم كل المسائل. فالتحديات التي تقف أمامها أسرائيل، مثل إيران، الإرهاب، حماس، حزب الله – تستوجب رص الصفوف الداخلية، الحصانة الاجتماعية، القناعة بعدالة الطريق والاستعداد لمراعاة الغير. أما اليوم فصورة الوضع مهزوزة ومن هنا الخوف العميق الذي أشعر به. والنتيجة التي من شأنها ان تكون بانتظارنا في الأفق مخيفة. الكثيرون سيقولون إننا نعرف كل هذا. لكني أقول: تعالوا نبدأ بالاستفتاءات الشعبية وعبرها نشق الطريق لمستقبل الدولة التي كل واحد من عناصرها يحبها حتى النهاية. هذا يستحق  التجربة.

عن "معاريف"