تحدث المراسل والمحلل العسكري الإسرائيلي لصحيفة هآرتس عاموس هرئيل العبرية، عن سببين لامتناع "إسرائيل" عن تنفيذ عملية برية في قطاع غزة.
وقال هرئيل في مقال تحليلي نشر له اليوم الجمعة، إن القيادة السياسية، مثل قيادة الجيش الإسرائيلي، ليس لدى أي طرف منهما الحرص على القيام بعملية برية واسعة النطاق في القطاع.
وأضاف أن السبب الأول يتمثل في أن مثل هذه العملية ستكلف الجيش الإسرائيلي خسائر متعددة، والثاني، أن ليس لدى إسرائيل خطة فعالة لما يجب القيام به في قطاع غزة في حال أطاحت بنظام حماس.
وأشار هرئيل إلى حالة الهدوء الكبيرة التي تسود على حدود قطاع غزة منذ عملية “حارس الأسوار/ العدوان الأخير على غزة” في مايو/ أيار الماضي، والتي أطلق بعدها فقط 5 صواريخ وهي نسبة ضئيلة مقارنةً بالفترة المماثلة بعد عملية من العمليات السابقة، مشيرًا إلى أن هذا الهدوء كاد يمكن أن يتغير بعد حادثة إطلاق النار على عامل إسرائيلي في الجدار الحدودي.
ورأى أن العملية العسكرية الأخيرة على غزة، لم تحدث تغييرًا جوهريًا للوضع، مشيرًا إلى أن كل طرف حاول إظهار نجاحاته، حيث سوقت حماس نفسها للجمهور الفلسطيني والعربي كمدافع عن القدس بعد إطلاقها الصواريخ على المدينة، وتمكنت من إشعال الأوضاع بالضفة ومدن الداخل، فيما حاول الجيش الإسرائيلي إظهار قوته العسكري بإحباط العديد من الهجمات لحماس وإسقاط القبة الحديدية لعدد من الصواريخ، واغتيال قادة منظومة تطوير الصواريخ لدى حماس، مع استمرار الجدل في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية حول فشل خطة “قتل أكبر عدد ممكن من عناصر حماس في الأنفاق”، بهدف ردع الحركة ومنعها من استخدام الأنفاق في أي جولة مقبلة.
ولفت إلى أنه منذ مقتل الجندي الإسرائيلي بارئيل شمولي في آب/ أغسطس الماضي على يد شاب فلسطيني خلال تظاهرة على حدود غزة، بات لدى الجانب الإسرائيلي شعور أن هناك خسائر يتكبدها جيشهم أثناء أي مهمة عسكرية، وهو أمر أصبح غير مقبول، حتى بات يسمع قادة الجيش من سكان مستوطنات غلاف غزة، ورؤساء مجالسهم، بأنه في أي مواجهة مقبلة يجب القيام بأي عملية عسكرية عبر القصف الجوي ومنع عبور أي جندي لخارج السياج مع غزة.
وذكر هرئيل، أن حماس غير معنية حاليًا بجولة أخرى في ظل دخول فصل الشتاء وضعف البنية التحتية بغزة، وذلك رغم التهديدات العلنية في الأسابيع الأخيرة من قادة الحركة، فيما تعلق إسائيل من جانبها الآمال على التوصل لاتفاق تهدئة طويل الأمد، يضمن مزيد من التسهيلات الاقتصادية كزيادة تصاريح العمال، بينما تنظر قيادة حماس إلى هذه القرارات بحالة من عدم الرضا وتهدد بإشعال الأوضاع.
ولفت إلى أن حماس تركز في تطلعاتها على ما يحدث في الضفة الغربية، وتنشط في محاولة إشعال الأوضاع فيها، وتشجيع الهجمات الفردية، على أمل أن يؤدي ذلك إلى زيادة التوتر بين الحكومة الإسرائيلية، والسلطة الفلسطينية، ومحاولة تقويض مكانة الأخيرة، خاصة بعد الزيارة النادرة من رئيس السلطة محمو عبادس، إلى منزل وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس قرب تل أبيب.
ونوه إلى إلى أن الأخير هو الوزير المركزي الوحيد الذي يحافظ على علاقات وثيقة مع أبو مازن، وليس خائفًا من اللقاءات المفتوحة معه رغم امتناع بينيت عن ذلك.