ولدت فكرتها فلسطينية نقية، بأيدي طاهرة مجاهدة عفيفة شريفة،، لتكون حركة فتح أنبل ظاهرة عرفها التاريخ البشري المُعاصر، تحرير فلسطين، والمسجد الأقصى غايتها، وكان رأس سنامها الإيمان بالله، ومن ثم بحتمية النصر ، من خلال الكفاح المسلح وفوهة البنادق، وبناء الانسان، ومؤسسات الدولة، لتكون فتح برجالها الاوفياء الشرفاء كالغيث المنهمر،، والذي أينما حل نفع.
ها هي الذكري السابعة والخمسين لإنطلاقة المارد الفتحاوي تأتي علينا وشغبنا في أصعب الظروف، والاستيطان تغول، والتهويد استشري كالسرطان، والتطبيع المذل مع الاحتلال صار علنًا بكل صلف!!.
ورغم الألم والاحتلال لكن شعبنا صابر،، فكل مُر سوف يمُر،، وها هي تمضي قاطرةُ الأيام مُّسِرعةً كلمح البرق، وتطوي معها أعمارنا، وأحلامنا، وحياتنا، وفي كل إطلالة عامٍ ميلادي جديد عام ٢٠٢٢م، تهل علينا ذكري عطرة، يحتفي بها شعبنُا الفلسطيني في كل بقاع الأرض؛ ذكري انطلاقة حركة فتح "أم الجماهير"، وحارسة القرار الوطني الفلسطيني المستقل، وهي أول من لمتّ وجمعت الشمل للكُل الفلسطيني، وحملت البندقية لمقاومة الاحتلال البغيض، قبل أكثر من نصف قرن؛ فحركة فتح أنبل، ظاهرة، وطنية عرفها التاريخ البشري المعاصر بين حركات التحرر الوطني في العالم؛ وظلت صامدة شامخة، في ظِّل ظروف استثنائية، وصعبة، وخطيرة؛ ومتغيرات محلية، واقليمية ودولية،
وعلي الرغم من تلك المتغيرات والمؤامرات والفتن، والدسائس، والضغائن، وتغول الاحتلال الصهيوني المتطرف، والانحياز الأمريكي الّسَافر، ودعم امريكي متواصل لموقف عصابة الاحتلال الصهيوني!؛ وبعد فشل "صفقة القرن"؛ يستمر التطبيع العربي الرسمي المخزي مع كيان الاحتلال، ويجري أمام وسائل الاعلام، وللأسف فإن الانقسام الفلسطيني البغيض لايزال مسُتمراً في قطاع غزة دون أن ينتهي، ولا مصالحة تلوح في الأفُق القريب إلا إن يشاء الله عز وجل بذلك؛
ورغم كل تلك الرزايا، والمحن والهموم، والصعاب، والواقع الدولي، والعربي والإسلامي المرير، إلا أن حركة فتح صاحبة الفكرة المُستنيرة لا تنكسر، رغم الامواج العاتية، فلقد استمرت تسير كالسفينة العظيمة الشامخة، القوية، التي تّمخُر عباب البحر متحديةً ظُلمات البحر اللجُي، وتشُق طريقها رغم كل الأمواج الهادرة العاتية، بكل إرادة، وتصميم وعزيمة علي تحرير فلسطين، والقدس الشريف، والاسري البواسل وفي تلك الطريق الوعرة عبر السنوات العجاف،
ارتقي، واستشهد الصغار والكبار، والقادة العظماء، وعلي رأسهم شمس الشهداء الرئيس الشهيد القائد أبو عمار رحمه الله، وهو يقول: علي القدس ريحين شهداء بالملايين؛؛ وكانت حركة فتح أول الرصاص، وأول الحجارة، وهي السباقة لحمل البندقية، والانطلاق لتحرير كل فلسطين التاريخية من البحر إلي النهر، من خلال الكفاح المسلح، وكانت انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، في 1/1/1965م، أقسموا اليمين علي تحرير فلسطين من المحتلين؛ رافعين شعار لا للوصاية، ولا للتبعية لأحد، ونعم للقرار الوطني الفلسطيني المستُقل النابع من الفكر الوطني الحُّر؛؛ واليوم، وبعد مضي أكثر من نصف قرن علي انطلاقة حركة فتح، لازال شلال الدم الفلسطيني متدفق، والشهداء يومياً يرتقون برصاص قوات الاحتلال المتطرفة الارهابية؛ وفشلت كل مشاريع المفاوضات، والتسوية، وحتي اتفاقية أوسلوا، قتلها، واغتالها الاحتلال الاسرائيلي؛ فلا يريدون السلام، ويسعون الأن لإجهاض السلطة الوطنية، والاجهاز عليها، وشطب منظمة التحرير الفلسطينية، وكل هدفهم للحل هو سلام اقتصادي، وتشكيل إدارة مدنية، في الضفة بعد تقسيمها لثلاثة أقسام، وضم الكتل الاستيطانية الُّكبرى..!!؛ ولكن كل تلك المحاولات لن يُكتب لها النجاح، لأن حركة فتح صمام الأمان الوطني، والسد المنيع، في وجه جميع المؤامرات، وإن كانت فتح بخير ففلسطين بخير، والعكسُ صحيح؛ ولن ينعم الاحتلال بالأمن أو الأمان طالما فلسطين مُحتلة، وطالما المسري، والأسري، معتقلين في سجون الاحتلال البغيض.
وختامًا إن الثورة مستمرة أمام غرسة وعنجهية وعنصرية هذا الاحتلال الصهيوني الجبان والذي تنّكر لكل الاتفاقات، والقرارات الأُممية، والدولية، وضربها بعرض الحائط، والتي فاقت أكثر من 704 قرراً، وكذلك بدأ يطبق القانون العنصري يهودية الدولة السادي!؛
نحن امام إحتلال نازي يؤكد أنهُ لا حل ولا سلام مع هذا الاحتلال الاحلالي الاستيطاني الصهيوني من خلال المفاوضات، أو بالسلام، بل بالمقاومة بكافة أشكالها من السلمية حتي العسكرية، فما أّخّد غصباً بالقوة، وعبر ارتكاب المجازر من قبل جنود الاحتلال، فلا يمكن أن ترجع فلسطين بغير القوة؛ بشرط ان يسبقهُا تحقيق الوحدة الوطنية، ولم الشمل للبيت الفلسطيني واقامة العدل، وشرع الله في الأرض؛ فلا عاصمة لفلسطين سوي القدس الشريف، ونحن في فلسطين في رباطِ ليوم القيامة، والمعركة مع الاحتلال متواصلة.. عاشت الذكري، ودامت الفكرة، وعاشت الثورة، ورغم كل الألم لابد من أن يبقي الأمل، وكل عام وانتم جميعًا بألف خير..