تناول ملفات "الشبيبة والانتفاضة وأوضاع الحركة"

بالفيديو: القيادي عبد الحكيم عوض في حوار خاص بمناسبة الذكرى الـ57 لانطلاق حركة فتح والثورة 

عبد الحكيم عوض
حجم الخط

غزة - خاص وكالة خبر

أكّد عضو المجلس الثوري لحركة فتح، القيادي في تيار الإصلاح الديمقراطي، د. عبد الحكيم عوض، على أنَّ شعبنا الفلسطيني يُحيي ذكرى انطلاق الثورة الفلسطينية وحركة فتح على قاعدة استخلاص العبر، وليس من أجل ممارسة طقوس جامدة.

وقال عوض، في حوارٍ خاص مع وكالة "خبر" بمناسبة ذكرى انطلاق الثورة وحركة فتح الـ57: "إنَّ هذه الذكرى تتزامن مع تردي مكانة القضية الفلسطينية على المستوى الدولي والإقليمي، وفي ظل قمع قوات الاحتلال والمستوطنين لشعبنا في مخيمات ومدن الضفة".

وأضاف: "نحن لا نُحيي هذه الذكرى لكي نُمارس طقوس جامدة، بل من أجل استخلاص العبر على قاعدة المقارنة بين نهجين للقيادة الفلسطينية، الأول شكَّل نموذجاً في الكفاح والعطاء بقيادة الشهيد ياسر عرفات، وآخر أوصلنا إلى ما نحن عليه في هذه الأيام بقيادة الرئيس محمود عباس".

وتابع: "على شعبنا الفلسطيني أنّ يتفحص الدروس والعبر ليضع النقاط على الحروف، ولمقارنة أين كنا وأين أصبحنا الآن"، مُردفاً: "نُحيي هذه الذكرى لاستخلاص العبر ووضع البرامج والأفكار الممكنة لإعادة حركة فتح التي تردت مكانتها إلى وضعها الطبيعي في طليعة الكفاح الوطني الفلسطيني".

وأكمل: "هذه الذكرى مناسبة للتأكيد على أنَّ حركة فتح هي عامود نضال الشعب الفلسطيني، وأنَّه إذا صلُحَ حالها صلُح حال العمل السياسي الفلسطيني، واقتربنا من تحقيق أهداف شعبنا بالحرية والاستقلال"، لافتاً إلى أنَّ المعطيات السياسية الراهنة غاية في الخطورة على المشروع الوطني الفلسطيني.

وأردف: "نحن اليوم في انقسام مقيت بلغ مداه أكثر من 15 عاماً، حيث يوجد حكومة في الضفة وأخرى في غزّة، في ظل حالة تفتت وضعف بالنسيج الاجتماعي الفلسطيني دون أنّ تُحرك القيادة ساكناً".

حسابات سياسية

قال عوض: "لقد نشأت داخل هذه الحركة منذ نعومة أظافري، وكنت أحد كوادر الشبيبة في عام 1984، لكّني لم أعايش على الإطلاق قيادة تضع اعتباراً لحسابات سياسية حينما تتعامل مع عدو مجرم كما يجري في هذه الأيام".

واستطرد: "عندما اقتحم قطعان المستوطنين قرية برقة، أرادوا أنّ يعيثوا فيها كل الفساد، ثم ترى القيادة تضع اعتباراً للحسابات السياسية، وتستمر في التنسيق، وتمنع قوى شعبنا من الدفاع عن أرض يُريد أنّ يسلبها هؤلاء المستوطنين، دون أنّ يتم استخلاص العبر من السرطان الاستيطاني الممتد من أريحا حتى القدس، وبذلك تم قتل خيار حل الدولتين".

الشبيبة الفتحاوية

واستدرك: "حركة فتح المعاصرة بدءًا من أجهزتها العسكرية وأطرها التنظيمية المختلفة، وعلى رأسها الشبيبة التي شكلت نواة وقاعدة صلبة لهذه الحركة، وكانت مصنعاً يُثري فتح بالكوادر، ويتبوأون في هذه الأيام مواقع متقدمة في العمل السياسي الفلسطيني والمؤسسات الفلسطينية".

وأضاف: "على سبيل المثال الأخ محمد دحلان الذي كان مؤسساً بالشبيبة الفتحاوية برفقة مروان البرغوثي وأبو علي شاهين وثلة من قيادات الحركة، أصبح اليوم قائداً وطنياً مُبهراً وفاعلاً دولياً مُهماً".

وأشار إلى ما وصفه بـ"القنبلة السياسية" التي فجّرها النائب دحلان في كلمته بالمؤتمر التنظيمي لحركة فتح بساحة غزّة، والتي تمثلت بقبول حل الدولة الواحدة، مُردفاً: "هذه القنبلة بلغ مداها وصداها كل وسائل الإعلام الإسرائيلية وأوساط الساسة الإسرائيليين".

وأكمل حديثه: "الشبيبة الفتحاوية دفعت بالقيادات لتتميز بالعمل السياسي وتُصبح حاضرة في كل الأزمنة والأوقات، وكي يتجاوز تأثيرها المدى عربياً ودولياً ومحلياً"، مُستدركاً: "انظر إلى مروان البرغوثي الذي عندما يترشح سيفوق الكثير من الشخصيات في أيّ انتخابات رئاسية".

وشدّد على أنَّ حركة فتح أعطت كل الدعم والاهتمام للشبيبة الفتحاوية، مُضيفاً: "عندما انطلقت الشبيبة كانت تُعلم الشباب الفتحاوي كيف يُقدم ويُمارس العمل التطوعي بدون مقابل، وهذا كان سر قوة الشبيبة".

ولفت إلى أنّ قوة الشبيبة امتزجت بانتفاضة عام 1987، وشُكل منها صقور فتح والقوات الضاربة واللجان الشعبية، وهو الأمر الذي قرع ناقوس الخطر لوزير الجيش الإسرائيلي اسحاق رابين، حينما قرر إخراجها عن القانون واعتقل في ليلة واحدة 5000 من كوادرها وجرى تحويلهم إلى سجن "أنصار 3" في صحراء النقب.

ياسر عرفات والانتفاضة

قال عوض: "إنَّ الرئيس الراحل ياسر عرفات كان حينما يشتد البأس يطرق جدار الشبيبة ويقرع جرسها، ويطلب منها الاستنفار والوقوف إلى جانبه، ومثال ذلك عندما دنس شارون المسجد الأقصى، فطلب مني في حينه كوني رئيساً للشبيبة في فلسطين استنفار كل قوى حركة فتح الشابة، ووضعنا أمام أعينه مُخططاً لتعي قيادة الاحتلال أنّ عليها التفكير قبل أنّ تُقدم على مثل هذه الخطوات".

وتابع: "قلت لأبو عمار إنّنا نستطيع أنّ نُلقنهم درساً لن ينسوه وأنّ نقطع كل أشكال التواصل بين المستوطنين في قطاع غزّة وامتدادهم في الأراضي المحتلة، وبذلك حاصرنا كل المستوطنين في القطاع، وهنا كانت باكورة انتفاضة الأقصى".