معاً لتجريم الـ "هشششش"

shutterstock_270083243-800x400
حجم الخط

لو حصرنا الكلمات التي يسمعها الطفل في سنواته الأولى من حياته في العالم العربي سنجد أن أكثر الكلمات استخداماً معهم منذ أيامهم الأولى وحتى نهاية طفولتهم هي “هششششش”. نستخدم “هشششش” في البداية حتى يشرعون في الكلام والفهم فنطور الـ “هششش” إلى “بس” ثم إلى صور أخرى مثل: “لا تتحدث في حضرة الكبار”، أو “هذه ليست مواضيع أطفال فلا تسأل فيها”، أو أي أمر بالسكوت عامة.

أحياناً أتخيل أننا نشارك في كبت أطفال يحتاجون الآن إلى كل سؤال وكل تعليق ليشكلوا غدهم كما يشاؤون. كيف لا يجرم فعل إسكات الأطفال، كيف لا يجرم تجريف المستقبل وخلق أجيال لا تفكر ولا تسأل ولا تحمل في قلبها شغف المعرفة.

يبرر العديد من الأهالي هذا الفعل بأن أسئلة الأطفال تأتي مفاجئة أو أن تعليقاتهم قد توتر الحاضرين! كيف للعفوية أن توتر أشخاصاً ناضجين؟ أما عن أسئلة الفجأة فنعلم جيداً معظمها، ولكننا نحاول أن ننأى بتفكيرنا عنها علّها لا تحدث بدلاً من أن نفكر مسبقاً كيف نرد عليها ردوداً تحترم عقل وفضول الطفل.

كيف يتصور الأهالي أن التهرب من الإجابات سوف ينهي المسألة؟ ولماذا من الأساس يسعى الأهل لإنهاء بعض الأفكار من مخ الطفل؟ يعلم أغلبنا أن الأسئلة التي بلا إجابات تحترم أذهاننا تفتح أبواب أسئلة أكبر وأبواب البحث عن إجابات في أماكن أخرى قد تكون ليست الأصح للتعلم. كما أن المرفوض محفز، كلما أشعرت الطفل أن تلك المنطقة خطيرة كلما ازداد عنده الفضول نحوها.

لا يدرك الطفل أن الـ “هششش” هي عجز من الكبار على السيطرة على موقف ما، لا يفهم أننا الطرف الأضعف في العلاقة وإن حاولنا إظهار العكس. من المؤكد أننا الأضعف طالما نحاول إسكاتهم. الطرف القوي لا يهاب الصوت الآخر.

أقترح أن يتم توزيع كتيبات على الأهالي الجدد بها أسئلة وأجوبة كتلك التي نشتريها ليلة الامتحان توضح لهم كيف يتم الإجابة عن الأسئلة التي قد تبدو محرجة من أطفالهم. أقترح أيضاً أن يتم تجريم الـ “هششششش” والـ “بس” وأي فعل أمر بالسكوت للأطفال.

لا تقتلوا الشغف فيهم وافتحوا لهم الطريق!