هآرتس – لبيد كشف بأنه لا يوجد شريك اسرائيلي للسلام

0A4A0983-323E-4040-98A0-60987A26316C-e1608481804606.jpeg
حجم الخط

هآرتس – بقلم  جدعون ليفي 

 

الاحتمالات تتزايد بأن يئير لبيد يمكن أن يتم تذكره كوزير خارجية افضل من اسرائيل كاتس. في الحقيقة لبيد سنحت له في هذا الاسبوع فرصة لقول الحقيقة: “حتى عندما ساصبح رئيسا للحكومة فنحن لن نجري مفاوضات مع الفلسطينيين”. هذا النبأ تم ابعاده الى هامش الاخبار كما يستحق لأنه لا يوجد فيه أي جديد عدا عن ظهور وزير قال الحقيقة ولو للحظة. مع ذلك، يجب شكر لبيد لأنه كشف لنا الحقيقة المعروفة منذ زمن وهي أنه لا يوجد شريك اسرائيلي. لا يوجد شريك اسرائيلي لانهاء الاحتلال، ولا يوجد شريك اسرائيلي لأي حل، والآن لا يوجد أي شريك اسرائيلي حتى لاجراء المفاوضات. الحقيقة هي أنه لم يكن هناك في أي يوم، لكن الآن اسرائيل الرسمية للمرة الاولى في تاريخها، تعترف بذلك. المبرر هو كالعادة من مجال السياسة الداخلية: “الاتفاقات الائتلافية تمنع أي تقدم في هذا المسار”، شرح من سيكون رئيس الوزراء.

المضربون عن الطعام سينتظرون وآلاف السجناء يجب عليهم الانتظار، والعائلات الممزقة يجب عليها الانتظار، والعائلات الثكلى يجب عليها الانتظار، والعاطلون عن العمل واللاجئون ومسلوبو الكرامة والارض والحاضر والمستقبل، جميعهم سينتظرون الحكومة ما بعد القادمة. فيها بالتأكيد سيتم تشكيل ائتلافات تمكن من انهاء الاحتلال بسرعة كبيرة. لو كان وزير خارجية اسرائيلي صرح بذلك قبل بضع سنوات لكانت السماء سقطت على الارض. لن تكون هناك أي مفاوضات؟ بالمرة؟ الامريكيون كانوا سيدينون ذلك والاوروبيون كانوا سيغضبون والامم المتحدة كانت ستنشر مشروع قرار وحزب العمل كان سيهدد بالانسحاب، وكانت هناك خطوة ايضا بين ميرتس والانسحاب. والآن، حتى ولا رفة جفن.

لبيد وفر علينا كل ذلك. فقد اعلن عن نهاية عبادة السلام، التي اعطت اسرائيل سنوات احتلالها الجميلة. لأن لا أحد يخطر بباله أنه في اسرائيل ستتشكل في السنوات القادمة حكومة معتدلة اكثر من هذه. وعلى أي حال كانت تكفي خمسين سنة من حكومات سلام معتدلة جدا كي نفهم أنه لا يوجد في اسرائيل من نتحدث معه ولا يوجد ما نتحدث عنه، من غير المهم من الذي سيكون في السلطة. لبيد يقودنا خطوة صغيرة ومهمة اخرى الى الاعتراف بذلك. الآن هذا الاعتراف يجب أن يتسرب عميقا: لن يكون هناك حل، وبالتأكيد ليس حل الدولتين. 

احتمالية أن يتم الحكم على الفلسطينيين بمئة سنة ابرتهايد اخرى لم تعد احتمالية معدومة. فعليا، هذا هو الخيار المرجح اكثر، ومن بالتحديد سيخلصهم من الابرتهايد وكيف بالضبط سيخلصون انفسهم. لقد جربوا في السابق كل شيء والآن هم على الاقل يدركون، والعالم معهم، بأنه لا يوجد أي احتمالية لأنه لا يوجد شريك، ولأنه لاسرائيل توجد اتفاقيات ائتلافية.

الامريكيون لن يواصلوا التأرجح مع مبعوثي السلام خاصتهم، والاوروبيون لن يصدروا المزيد من بيانات الادانة الفارغة، ومثلهم الامم المتحدة والرباعية ايضا ستموت. رؤساء دول لن يضطروا الى اضاعة الوقت والكرامة في محادثات عقيمة حول القضية الفلسطينية. لأنه لا يوجد مع من يتحدث معه في اسرائيل، وسيكون بالامكان الحديث فقط حول ايران وشركة “ان.اس.أو” والعلاقات الثنائية، على الفور بعد وضع اكليل ورود في “يد واسم” وبطاقة في حائط المبكى، دون دفع ضريبة كلامية عن السلام.

يمكن فقط الأمل بأن تنبؤ وزارة الخارجية هو تنبؤ حقيقي: خبراء الوزارة يتوقعون منع مشاركة اسرائيل في احداث رياضية وثقافية عالمية. هنا يكمن الاسهام الحقيقي للبيد في الخطاب العالمي. ولأن الدبلوماسية اسقطها من اجندته بسبب الاتفاقات الائتلافية فقد انتهى بالنسبة له عهد الاحاديث والحوارات الفارغة. 

الآن يجب كما يبدو أن يأتي وقت الافعال. هذا هو السؤال المفتوح والمهم: هل شهادة وزير الخارجية الاسرائيلي ستكون مقنعة بما فيه الكفاية في نظر العالم من اجل البدء في العمل؟ هل الحقيقة التي كشفها لبيد عن عدم نية اسرائيل التقدم نحو حل ستعتبر في واشنطن وبروكسل قاطعة بما فيه الكفاية من اجل استخلاص الدروس المطلوبة منها؟ وربما العالم لن يكتفي بذلك ايضا. ومرة اخرى سيمسك بآخر من حمل السكين وطعن رجل حراسة على الحاجز من اجل اتهام الفلسطينيين بالارهاب. ومرة اخرى يطلب من الطرفين العودة الى طاولة المفاوضات.

أيها العالم، استمع للبيد. لا يوجد شريك اسرائيلي. يجب عليك استخلاص الدروس.