كثيرًا ما نصدم بخبر انفصال ثنائي نعرفه رغم ما يظهر عليهما دائمًا من الرومانسية والانسجام واستغلالهما كل فرصة لإظهار مدى تعلقهما ببعضهما ببعض وإظهار مشاعر الحب المتبادلة.
إن أشكال كثيرة من الحب الذي يتسم بالاندفاعية والرومانسية المفرطة والرغبة الشديد في تملك الآخر والحفاظ عليه تؤدي في النهاية إلى حدوث الطلاق والانفصال، لأن الحب في وسطيته يتميز بالمرونة والعلاقة التبادلية والشمولية واتساع مساحة العلاقات الاجتماعية عند الزوجين، أما الحب الاندفاعي فإنه مع حدوث أول مشكلة أو صدمة نفسية أو شيء عكس التوقعات يؤدي للطلاق السريع، وهذا يرجع لعدة أسباب:
أضرار المبالغة في إظهار الحب
رفع سقف التوقعات
عندما يكون الزوجين يتمتعون بمشاعر جياشة فيكون لديهم سقف توقعات عالي ويعتقدون أن العلاقة الأسرية سترسخ هذا الحب وسيزداد تأججا أمام الآخرين بحيث إن الكل يحكي ويتحاكى به، وهذا بالطبع غير صحيح لإن العلاقة الأسرية لها مجموعة من الالتزامات، التي قد تزعج الزوجة أو الزوج ولا يمكن أن تستمر المشاعر بهذا التدفق.
الصدمة بالواقع
عندما تصطدم الزوجة بالواقع وينهار سقف توقعاتها تبدأ في "خنق" الزوج والتضييق عليه والتركيز معه، ويكون الحب بينهما أشبه بالمطاردة والملاحقة وليس المناجاة والمودة.
الشعور بالحصار
المبالغة في التعبير عن الحب تجعل أحد طرفي العلاقة يشعر أنه فقد حريته و"دخل السجن برجليه" ويبدأ يحن لأيام ما قبل الزواج، وبالتالي يحدث فجوة كبيرة بين الزوجين مما يؤدي إلى المشاكل العاطفية ومن ثم للطلاق.
غيرة المحيطين
يحرص الزوجين في بعض الأحيان على تثبيت صورة ذهنية لدى الأخرين عن قصة حبهما أنها لا مثيل لها، من خلال نشر صورهم مواقع التواصل الاجتماعي فبالتالي المبالغة في إظهار مشاعر الحب هذه عبر السوشيال ميديا تكون مثار حسد وهذا يثير فضول كل حاسد وحاقد وغاضب وكل واحد يريد أن ينال من هذه العلاقة، ويثير دوافع كل شخص يريد أن يدمر هذه العلاقة، وفي أحيان كثيرة ينجحون في إشعال نيران المشاكل بين الزوجين ويقع الطلاق بالفعل.
حب التملك
المبالغة فى التعبير عن الحب بين طرفي العلاقة الزوجية يتسبب في وجود حب التملك والنرجسية، فبالتالي يزداد الارتباط والاتساق إلى درجة الملل والزهق مما يؤدي إلى الطلاق أيضا.
التعطيل
الحب المتأجج بين الزوجين يوقف مشاريع الحياة فبالتالي يكسر سقف الطموح، ولكن بعد فترة يشعر الإنسان بالندم، حيث أن الحب الزائد يتسبب في حدوث التبعية وبالتالي يقيد الحرية ويحد من النمو المهني ويقتل الطموح ويجعل الأهداف تتلاشى، لذا عندما يراجع أحد طرفي العلاقة حساباته يندم ويطلب الطلاق فورا.