"وفا" ترصد التحريض والعنصرية في وســائل الإعلام العبرية

"وفا" ترصد التحريض والعنصرية في وســائل الإعلام العبرية
حجم الخط

رام الله - وكالة خبر

أصدرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، اليوم الإثنين، تقريرها الـ237، رصدت فيه التحريض والعنصرية في وســائل الإعلام العبرية خلال الفترة ما بين 2-1-2022 وحتى 8-1-2022.

ورصدت وكالة الأنباء في تقريرها، توثيقًا للخطاب التحريضي والعنصري في الإعلام العبري المرئي، والمكتوب، والمسموع، وبعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لشخصيّات سياسيّة في المجتمع "الإسرائيلي".

واستعرض هذا التقرير أهم مقال يحمل تحريضًا على المجتمع الفلسطيني عامةً، وعلى القيادة الفلسطينية خاصةً، وكتبت داليت هليفي مقالاً في "مكور ريشون" متطرقة إلى جلسة المجلس الثوري لحركة "فتح"، مدعية أن المواقف التي صدرت عنه "تصعيدا".

وجاء في مقالتها التي حملت العنوان "بموافقة أبو مازن- قرار بتصعيد الصراع"، "عقد المجلس الثوري لحركة "فتح" اجتماعا في رام الله لمناسبة الذكرى الـ57 لبدء الكفاح المسلح، شارك به قائد "فتح" ومنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية محمود عباس".

وهاجمت الكاتبة كل ما جاء في البيان الختامي لاجتماعات المجلس وكلمة الرئيس محمود عباس فيه، مبينة أنه يمثل تصعيدا فـ"التحية التي بعث بها الرئيس لـجميع الأسرى الأبطال، والبيان الذي أصدره المجلس والتزامه الكامل بتصعيد النضال الشعبي وتوسيعه، وأن نجاح النضال ضد المستوطنين أصبح أمرا ملحا، والعمل على إقامة قيادة موحدة لكافة المنظمات واللجان الشعبية، والاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى المبارك التي تشكل خطرا جسيما لحرب دينية، كلها اعتبرتها الكاتبة تحريضا ودعوة للتصعيد والعنف والإرهاب.

وفي "مكور ريشون" كتب نوعام أمير مهاجما إضراب الأسير هشام أبو هواش عن الطعام واستجابة سلطات الاحتلال لمطلبه بوقف اعتقاله الإداري لفك إضرابه، لأن هذا الاعتقال وفقا للكاتب، هو "إبعاد للإرهاب ومنعه".

ويدعي الكاتب أن "اسرائيل تخوض معركة عنيدة أمام الإرهاب الفلسطيني القاتل، وبين الأدوات التي تستخدمها هو الاعتقال الإداري. والغرض من الاعتقال الإداري هو إبعاد الإرهاب ومنعه. والمعتقل الإداري يحصل بعد تقديم ملف استخباراتي على أمر من وزير الأمن ويحدد الفترة التي سيكون بها المعتقل رهن الاعتقال، وبالتالي فإنه سيتم توقيف الإرهاب الذي كان تحت رعايته أو سيتم إحباطه تماما".

وهاجم الكاتب ما سماه "خضوع النظام" لمطلب أبو هواش، وغيره من الأسرى الإداريين الذين أضربوا عن الطعام "فإضراب أولئك السجناء كان دائما يلعب دورا ضد إسرائيل. أولئك الذين اجتازوا الاختبار وصمدوا لأشهر مثل أبو هواش، تمكن من إخضاع النظام. من ناحية لا توجد موافقة على الإطعام القسري، ومن ناحية أخرى الحساسية التي يتلقاها كل سجين أمني من التنظيمات الإرهابية والتي تخلق بالنسبة للجهاز الأمني أكثر تحد هادئ، وعرف الجميع كيف ستنتهي القصة: إما أن يعود السجين لتناول الطعام أو تلغي إسرائيل الامر الإداري وتطلق سراحه".

كما هاجم البرت لانكري وهو ضابط متقاعد كبير في إدارة مصلحة سجون الاحتلال الأسرى المضربين عن الطعام وتعامل الاحتلال معهم، فـ"السجناء الأمنيون المضربون عن الطعام ليسوا أشخاصا أبرياء يواجهون انتهاكات حقوق الانسان، ويسعون جاهدين لتقويض متانة دولة إسرائيل وخلق صراع داخلي".

وينكر الكاتب حقيقة أنّ هناك أسرى يقضون فترات طويلة، أحيانا، دون محاكمة، وهذا منافٍ لحقوق الإنسان، ويحرض على الأسرى ويتهمهم بعدم البراءة، رغم عدم وجود لوائح اتهام أصلا، ويطالب بوقف ما أسماه "الخضوع لهم"، ويقدم مشورة في كيفية اطعامهم بالقوة، رغم عدم قانونية الموضوع، ووقف التضامن العالمي مع قضيتهم العادلة.

وقال إن الإضراب "خطوة وقحة لشخص اختار طريق الإرهاب كقاعدة لحياته، حيث لا توجد قيمة لحياة الانسان ولا لأرواح المدنيين الذين يُمارس ضدهم عنف صريح وخفي، ولا يرى مشكلة بالتضحية بحياته أو بحياة الآخرين. الحياة الإنسانية الغالية علينا جدا في المجتمع الغربي تساوي بالنسبة لهم قشرة ثوم، وليست لها قيمة في مجموعة اعتباراتهم. وحياة المضرب ليست استثناء في هذا الصدد، وهؤلاء الإرهابيون يتلهفون للمتاجرة بها في نوع من اللعبة القاسية".

وطالب الكاتب بحل قضية أي أسير مضرب عن الطعام، بـ"إطعام المضرب بالقوة عن طريق استخدام مسبار وتغذيته بالفيتامينات، والعمل على اتخاذ اجراءات لوقف الاحتفالية الإعلامية والضجة حوله، لأن التواجد الإعلامي هو الوقود الذي يحرك هجمات المساومة، ويجب عزل المضرب عن طريق أمر إداري، ووقف حج السياسيين من اليسار والأحزاب العربية فورا، ويجب الحد قدر المستطاع من إخراج الصور أو أي نشر عن وضعه".

وواصل الكاتب تحريضه: "يجب أن نتذكر مرة أخرى أن الحديث لا يدور عن شخص بريء ولا يدور عن حادث مرتبط بمنع حقوق الانسان، إنما بنشاط إرهابي وقح يهدف الى استمرار تقويض متانة دولة إسرائيل وخلق صراع داخلي من خلال قضية أخلاقية مزعومة".

ورصد التقرير عدة تصريحات في سياق الهجوم على الأسرى، خاصة من أضرب منهم على الطعام، وتعامل الاحتلال معهم أو "الانصياع لرغباتهم"، عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وغرد عضو "الكنيست" عن "الصهيونية الدينية" بتسلئيل سموتريتش في "تويتر"، "خضوع للإرهاب. لا توجد طريقة أخرى في تسميتها. هذه حكومة تستند على داعمي الإرهاب وحولتنا كلنا الى رهائن لديهم".

وفي "تويتر" أيضا كتب عضو "الكنيست" عن "عوتسماه يهوديت" ايتمار بن غفير، "مجددًا انصياع وانطواء وسأصل قريبًا الى المستشفى الذي يتواجد فيه المخرب. نفتالي بينت وأييلت شاكيد ينطويان مجددًا أمام الابتزاز...

افهموا كيف تتم هذه الطريقة: الاضراب عن الطعام، النواب العرب يحجون، الشاباك والشرطة ينطوون. هكذا تبدو دولة إسرائيل التي تنازلت عن أمنها".

وفي "تويتر" كتبت حركة "ام ترتسو" اليمينية، "محزن جدًا أن الحكومة فضلت أن تسرح مخربا بدلاً من الوقوف بحزم أمام داعمي الإرهاب، منظمات الإرهاب والاتحاد الأوروبي الذين أخرجوا يوم أمس بيان استنكار، هكذا لا تردعون الإرهاب".

وفي موضوع آخر، غرد عضو "الكنيست" عن "الصهيونية الدينية" ميخال فلديغر في "تويتر"، "الحرب على حومش هي عقائدية وذات قيم، لكن خلف ذلك، هي ترمز الى السهم والدرع الذي يمثل يهودا والسامرة بالنسبة لدولة إسرائيل وشمال السامرة، وسيتم الرد على كل عملية في المستوطنة، هكذا يتم بناء الأمل لدينا ونقطع أمل المنفذين".