تشهد الفترة الحالية صراعًا خفيًا بين قيادات الصف الأول داخل حركة حماس، حيث إن هذه الخلافات بدأت تأخذ منحنيات أكثر خطورة من أي وقت مضى.
والخلاف الرئيسي هو بين قطبين مهمين داخل الحركة وهما يحيى السنوار وخالد مشعل، فهذا الأخير يسيطر على الحركة في الخارج، والأول هو زعيم الحركة في قطاع غزة.
المنافسة بدأت بين الرجلين في ظل الطموح الذي يسيطر عليهما منذ انتهاء انتخابات الحركة العام الماضي، والتي سجلت لهما انتصارات مهمة في قيادة الحركة، ولكن الطموح الأن هو رئاسة المكتب السياسي بعد انتهاء ولاية اسماعيل هنية الثانية.
ومن المعروف أن هنية لن يستطيع المنافسة على رئاسة المكتب السياسي للمرة الثالثة لانه حظي بفترتين رئاسيتين، ولكنه وفق القانون يستطيع أن يعود للمنافسة على الكرسي بعد مجيئ مكتب سياسي جديد من بعده.
ويرى السنوار، أنه أصبح مؤهلًا الآن لخلافة هنية بعد فترتين في قيادة المكتب السياسي لحماس في قطاع غزة، ما يعني أنه اكتسب الخبرات اللازمة لقيادة مصير إحدى أكبر الفصائل الفلسطينية، كما يعتبر أن الانفتاح على إيران وحزب الله أكثر سيعطي حماس قوة وقدرة على مواجهة التحديات، ويٌسانده في هذا الطموح شخصيات بارزة منهم خليل الحية، وصلاح البردويل، إضافة لروحي مشتهى.
وعلى الجانب الأخر، يعتبر مشعل أن الحركة خلال فترة حكم اسماعيل هنية تراجعت كثيرًا لاسيما على المستوى العربي والدولي، ولم تستطيع ان تتغلغل كثيرًا في الخارج باستثناء تواجد بسيط في اسطنبول والدوحة وبيروت والجزائر وطهران، فيما يرى أن مصالحة حركته للمملكة العربية السعودية، ستكون هي المخرج الحقيقي من كل أزمات الحركة.
ومن أبرز الداعمين لعودة مشعل لرئاسة الحركة موسى أبو مرزوق، وأيضًا محمد نزال، وأسامة حمدان.
ويقف اسماعيل هنية ومحمود الزهار على الحياد في هذه المرحلة، مع انحياز بسيط باتجاه مشعل الذي يمتلك الخبرات الاكبر من السنوار.
خلاف أخر ظهر على السطح بين مشعل و السنوار، يتعلق بممثلي مجلس الشورى، حيث كل طرف منهم يريد حشد اكبر عدد من المؤيدين داخل مجلس الشورى خاصة وأن مجلس الشورى له قدرة كبيرة على التأثير في قرارات الحركة والمكتب السياسي، إضافة لقدرته على التأثير في قرارات القيادات أمام صندوق الانتخابات.
ويقول المحلل السياسي أحمد أبو عون، إن المنافسة بين مشعل والسنوار تأتي في السياق الطبيعي لأنه فترة ما بعد هنية تحتاج اشخاص اقوياء لقيادة الحركة والأنسب في الوقت الحالي هذين الرجلين.
وذكر أن خلافات مجلس الشورى لان الجميع يعرف تأثير هذا المجلس على المرشحين ونتائج الانتخابات، فليس لدى الحركة مجلس أو هيئة أقوى من كولسات مجلس الشورى، لأنه يضم نخبة قيادات الصف الأول، والذين جلهم يعتبروا من المحافظين والصقور.
أما المحلل السياسي أشرف عباس رأى، أن مشعل أوفر حظًا من أي شخص أخر لتولي رئاسة المكتب السياسي بعد انتهاء فترة هنية، وهذا يعود لمدى قدرته على الخروج بالحركة إلى بر الأمان، وأيضًا خبرته الطويلة في الرئاسة تضعه المرشح الأوفر حظأ دائمًا.
وتوقع بأن ينسحب السنوار أو أي منافس أخر لمشعل قبيل الانتخابات، لأن التوجه العام للحركة الأن وبعد فترة قصيرة سيكون نحو مشعل، كما أن شخصيات مثل موسى أبو مرزوق ومحمود الزهار واسماعيل هنية سيدعمون مشعل امام السنوار، وهذا ليس انتقاصا من الأخير بل لأنهم يرون أن الحركة ستكون في أوضاع صعبة مستقبلًا في ظل عدم قبول دول عربية كبيرة للحركة أو سياسياتها.