هآرتس – نحن ، فقط نحن ، نسمى بشراً

ب ميخائيل.jpeg
حجم الخط

هآرتس – بقلم ب.ميخائيل 

 

احد المقولات الاكثر متانةً والتي اخرجتها اليهودية من داخلها هي المقولةالتلمودية: “انتم تسمون بشراً والاغيار لا يسمون بشراً“. هكذا، ببساطة،عنصرية صافية. بنقرة لسان متمادية تحدد ان اليهود فقط هم بشر. وكلالباقين – دون بشر.

ليس شخصاً يرش الحشرات هو من صكَّ هذا الهراء المتغطرس بل هوالقديس الحاخام شمعون بار يوحاي .

وهذا لم يكن هو الوحيد. عددٌ لا بأس بهم انضموا لرأيه الحكيم. بعد حوالي1900 عام انضم لهذا الرأي المقرف الحاخام افراهام يتسحق هاكوهين كوك. والد الحاخام تسفي يهودا كوك، والذي هو الاب الروحي للاستيطان والذيهو الاب الروحي لمن هم دون البشر الذين يتلألأون مؤخراً في الاخبار .

وهكذا كتب الحاخام ابراهام كوك في كتابه اوروت “انوار” (باختصار):”الفرق بين الروح الاسرائيلية وبين روح جميع الاغيار هو اكبر واكثر عمقاًمن الفرق بين روح الانسان وروح البهيمة“. وذلك ليعلمنا ان الاغيار ليسواكلهم فقط دون بشر، بل ايضاً ذوي ارواح هي ادنى من روح البهيمة.

كان بالإمكان بالطبع الغاء هذه المقولات المشينة بجرة قلم، والقول انه لكلشخص _ حتى لو كان الحاخام شمعون بار يوحاي او الحاخام افراهام كوك_ الحق في ان يقول احياناً اقوالاً هرائية. ولكن ليس هذا ما حدث. فيالق منالمفسرين والواعظين والمتعلمين والمتحمسين نفذوا وينفذون عدداً لا يحصىالقفزات في الهواء من اجل محاولة تخفيف العنصرية الفظة هذه ولكن دونجدوى. اغراءات العنصرية والتعالي اقوى منهم. هذه المقولات انغرست وقبلتوقدست وسممت. لم يعد بسيطاً ان تجد يهودياً، وبالتأكيد اسرائيلياً، غيرمقتنع في اعماق قلبه او بصورة علنية بأنه ابنٌ للشعب المختار، الذي هوافضل من كل باقي الشعوب، ابنٌ عزيزٌ على الله، ويمثل اكليل الخليقة، وذوروح متفوقة تتفوق في صفاتها على ارواح كل البهائم الاغيار الذين يملئونالعالم .

كم هذا محرج، يتضح ان اليهود سبقوا بإلفي عام الالمان في تطوير اسطورةالشعب الاسمى والشعوب الدونية. وفي الواقع فإن مصادرة صفة انسان منكل من ليس محسوباً على الشعب المختار لم يخترعها النازيون.

ان انقضاض المافيا اليمينية في وسائل الاعلام على تعبير “دون بشر“لوصف ارجاس المستوطنين ، هو بناءً على ذلك امرٌ مصطنع، متوارعوبالأساس منافق. واختفاءهم خلف الاستخدام النازي لهذا التعبير، على املان يهربوا من نقاش حاد في جوهره الى نقاش يتحلى بالأدب، فقط يضيفُضغثاً من الوقاحة الى إبالة النفاق .

“تحظر المقارنة“، هم يقولون بتعبيرٍ مهتز:”تحظر المقارنة“. ولكن من المسموحبالفعل المقارنة. في الواقع لا بد من المقارنة من اجل التعلم، ومن اجل اننصاب بالدهشة او من اجل ان نرى الى أي درجة اقتربنا، والى أي مدىابتعدنا.

اجل. تتوجب المقارنة. يجب مقارنة قانون الاحوال الشخصية هنا مع قانونالاحوال الشخصية هناك. قانون المواطنة مع قوانين المواطنة. مشروعالاستيطان مع مشروع الاستيطان هناك. التوسع شرقاً مع التوسع شرقاً. التنكيل بالسكان مع التنكيل بالسكان. ادارة “مدنية” مع ادارة “عامة“. سحقحقوق مع سحق حقوق . عصابات زعران مع عصابات زعران. عنصرية مععنصرية. جيتو مع جيتو. نهب ممتلكات مع نهب ممتلكات. منظومات قانونمزدوجة مع منظومات قانون مزدوجة. فقدان الصورة الانسانية مع فقدانالصورة الانسانية

لان هذا يتعلق بكل انسان. لا دين، لا قومية ولا قومية ولا عرق ولا لون ولارأي، فقط صورة انسان. وكل من يفقد الصورة الانسانية هو دون بشر.