كشفت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى، عن تحركات جديدة وهامة ستطرأ على ملف المصالحة الفلسطينية الداخلية المُجمد منذ شهور طويلة بسبب الخلافات الجوهرية بين حركتي “فتح” وحماس” وانعدام الثقة المتبادلة.
وأكدت المصادر في تصريحات لـ”رأي اليوم”، أن الجزائر ستجري خلال الأيام القليلة المقبلة، تحركات مبدئية بملف المصالحة “المُعقد”، من خلال اتصالات مع قادة حركتي” فتح” وحماس” لمحاولة “جس النبض” حول إمكانية فتح باب المصالحة وعقد لقاء قريب على أراضيها.
وأوضحت أن الخطوة الجزائرية تأتي استكمالات للتصريحات التي صدرت عن الرئيس عبد المجيد تبون قبل أسابيع، حول إمكانية عقد لقاءات للفصائل في الجزائر لتحريك مباه المصالحة، مشيرةً إلى أن اتصالات ستبدأ خلال أيام لتجهيز لقمة خلال شهر شباط (فبراير) المقبل على أبعد تقدير.
وذكرت المصادر الفلسطينية ذاتها، أن “فتح” وحماس” قد أكدتا للجزائر مساندتها ودعمها لأي تحرك بملف المصالحة، وأن وفودها جاهزة للتوجه مباشرة للجزائر في حال تم توجيه دعوات رسمية لهما.
وتوقعت أن تُحدث الجزائر اختراقه جوهرية وهامة من خلال المبادرة التي تنوي تقديمها على فتح وحماس، بعد الاستماع لملاحظات الفصائل جميعها، مشيرةً إلى أن توافر النية لدى الفلسطينيين إضافة للضغط والمتابعة الجزائرية ستكون كفيلة تمامًا لإزالة العقبات التي تعترض طريق المصالحة وتحقيق الوحدة.
وأعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، عزم بلاده استضافة مؤتمر جامع للفصائل الفلسطينية قريباً من دون تحديد تاريخ، وأشار عقب استقباله الأخير لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إلى أن هذه الخطوة جاءت “بعد أخذ رأي الرئيس عباس”، وكشف عن منح بلاده 100 مليون دولار لدولة فلسطين، إضافة إلى تخصيص 300 منحة دراسية في الجامعات الجزائرية لطلاب فلسطينيين.
ولاقت المبادرة الجزائرية ترحيباً واسعاً من الفصائل الفلسطينية، وهي التي تستهدف تعزيز وحدة الجبهة الداخلية وإغلاق صفحة الانقسام الممتد منذ 2007.