هارتس : كونفيدرالية بين دولة المستوطنين ودولة إسرائيل

تسفي-برئيل.jpeg
حجم الخط

بقلم: تسفي برئيل



ثلاثة جنرالات احتياط، كانوا في السابق قادة للمنطقة الوسطى، غادي شمني ونيتسان الون وآفي مزراحي، حذروا، أول من أمس، من الخطر على أمن ومكانة دولة إسرائيل والمجتمع الإسرائيلي بسبب النشاطات العنيفة والخارجة على القانون لـ"جهات متطرفة من أوساط المستوطنين"، ("هآرتس"، 11/1).
لا يوجد هنا اكتشاف عظيم، ولا يوجد كشف لأحد اسرار الدولة. يحسب لهؤلاء الجنرالات أنهم خلافا لشخصيات رفيعة اخرى في جهاز الأمن، هم لا يحسبون على من استيقظوا، مؤخراً، وفقط، الآن، بدؤوا في ازالة آثار النوم عن عيونهم والاستغراب من مشاهدة اعمال المستوطنين البشعة. حتى عندما كانوا يخدمون في وظائفهم حذروا من "المتطرفين"، وحذروا من أنه يمكن حدوث عملية تخريبية يهودية ضد قوات الجيش الإسرائيلي.
بناء على ذلك، فإنهم، وبالاساس نيتسان الون، تلقوا الجرعة المعتادة من مياه المجاري التي تم سكبها على كل من لا ينسجم مع المستوطنين. "هذا إعلان حرب على المستوطنين، والتعيين يشبه الفيل في محل الخزف. الون هو يساري متطرف ينفذ سياسة جمعية "محسوم ووتش"، التي زوجته عضو فيها. كما يبدو من الآن سنشاهد المزيد من الصراعات في يهودا والسامرة". اقوال ناشط اليمين، نوعم فيدرمان، عند تعيين الون قائدا للمنطقة. لن يكون هناك استئناف على الحكم الحصري للمستوطنين. هددت قيادته. ليس من قبل الجيش أو "الشاباك" أو من قبل الدولة كلها. إذا قامت دولة إسرائيل بتعيين قادة عسكريين لا يمتثلون لقوانين زعرنة المستوطنين فستعتبر هي وحكومتها دولة معادية وسيعتبر جيشها جيشا اجنبيا معاديا يجب اعلان الحرب ضده.
إن خطأ هؤلاء الجنرالات، قادة المنطقة، هو أنهم، الآن، مثلما كانوا في الماضي، يتمسكون بمفهوم "جهات متطرفة". وهو مفهوم كاذب وحفيد مشوه لمفاهيم "شبيبة التلال" و"أعشاب ضارة". ربما كان لهذه المفاهيم مكان عندما كانت دولة المستوطنين في المهد، ولكن اليوم توجد لهم دولة بكل معنى الكلمة، ولسكانها جنسيتان، الاولى إسرائيلية لكونهم يهودا. والثانية، الاهم والاكثر خطرا، هي جنسية دولتهم. هذه الدولة اصبحت تعمل في اطار كونفيدرالية مع دولة إسرائيل. عدد من قوانين دولة إسرائيل يتم إملاؤه من قبل رؤساء المستوطنين في البرلمان الكونفيدرالي. لذلك، هي لا يمكنها أن تناقض قوانين دولة المستوطنين. هذه الدولة ممولة بميزانية كونفيدرالية، وسياستها الخارجية تلزم وزارة الخارجية الكونفيدرالية. وهي محمية من قبل جيش الكونفيدرالية ومليشيات محلية. صحيح أنه يوجد فيها مواطنون معتدلون ومتطرفون، متدينون وعلمانيون، عقائديون و"اشخاص لا يتدخلون"، لكنهم جميعا وطنيون مخلصون لدولتهم غير الشرعية.
يحذر الجنرالات من الخطر الأمني المحتمل، لكنهم يتجاهلون التهديد المتجسد. خصائصه مفصلة في مقال إسرائيل هرئيل "هآرتس"، 7/1 الذي كتب فيه: "بصورة مستمرة، علنا ودون معارضة، دفع البدو بأنفسهم الى وضع اعترفت فيه دولة اليهود بدولتهم. بدولاند... بتصويت تاريخي في الكنيست، حصلت هذه الدولة، التي تنقص فعليا قلب النقب الرئيسي من الدولة التي اقامها دافيد بن غوريون... اعتراف فعلي". هذه هي الصرخة المذعورة لهرئيل ضد قانون الكهرباء. هو يتهم دولة إسرائيل بـ"في المساحة التي تمتد من شرق بئر السبع الى ديمونة ومن جنوب بئر السبع الى (رمات هنيغف)، سيكون هناك حكم ذاتي سيدار – هو يدار حاليا – حسب القانون والقضاء البدوي. والدولة المجاورة، إسرائيل، ستمول، حسب ما يقتضيه قانون الميزانية الاخيرة، هذا الحكم".
يجب استبدال فقط كلمة واحدة وهي كلمة "بدو" بكلمة مستوطنين كي نفهم قسمات وجه دولة المستوطنين. ضائقة هرئيل مفهومة. حيث إنه من مؤسسي الكيان الذي قام على أسس الزعرنة وسرقة الاراضي وفرض الارهاب وسرقة الرأي والتهديدات السياسية، وقام ببناء دولتين لشعب واحد. هرئيل والمستوطنون يمكنهم الهدوء. البدو لا يريدون دولة منافسة، بل يريدون الحصول بالقانون على ما حصل عليه المستوطنون بالقوة.

عن "هآرتس"