أكّد القيادي في حركة فتح رأفت عليان، أنّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي، تُسابق الزمن لتهويد القدس المحتلة، فقد اتخذت سلسلة إجراءات وسنّت مجموعة قوانين وتشريعات تصبّ كلها في اتجاه السيطرة الجغرافية والديمغرافية على المدينة وتهويدها.
وقال عليان، في لقاء خاص لـ"الكوفية"، مساء اليوم الخميس: إنّ "الهيمنة الإسرائيلية على ثقافة البناء في الأراضي المحتلة يوقع الخطر على الهوية الوطنية الفلسطينية بالقدس في المدى البعيد، عن طريق عزل الفلسطينيين بعنصرية ومنعهم حقوقهم في مدينتهم التاريخية".
وأضاف: إنّ "الاحتلال لم يتعرض لأية ضغوطات دولية تجبره على وقف ممارساته العنصرية تجاه شعبنا"، مؤكّدًا أنّ الاحتلال والإدارة الأمريكية لا يفهموا سوى لغة القوة، وأنّ الاحتلال استغل حالة الانشغال العربي في الأوضاع الداخلية.
ووجه عليان التحية لأبناء شعبنا في القدس وقراها الذين يتصدون لممارسات الاحتلال الإسرائيلي، مبيناً أن الانقسام الداخلي شجع الاحتلال على الاستمرار في الاستيطان ومصادرة الأراضي الفلسطينية.
وذكر أنّ المقدسيين قاموا بدورهم في مواجهة تغول الاحتلال، مطالبًا القيادة الفلسطينية بوضع استراتيجية لتوحيد الكل الفلسطيني لمواجهة ممارسات الاحتلال ومخططاته التهويدية.
كما وجّه عليان تحية إجلال وإكبار لكافة الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي الذين يسطرون أروع ملاحم الصمود في وجه السجان.
وأشار إلى أنّ الشعب الفلسطيني يعرف جيدًا كيف توظف السياسة الإسرائيلية مبادرات منح التسهيلات الاقتصادية والمدنية، للتهرب من الاستحقاق السياسي، مردفًا بقوله: "الاحتلال نجح في فصل غزة عن الوطن، كما نجح في الاستفراد بالقدس".
وتابع: إنّ "قضية القدس الشريف وقضية المسجد الأقصى المبارك لا زالت هي القضية المحورية الأهم التي يحب أن يجتمع عليها العرب والمسلمون".
ودعا عليان، المقدسيين إلى الالتفاف حول الرموز الوطنية المقدسية، وحمايتها بالتحرك الجماهيري، وكافة الأنشطة والفعاليات الجماهيرية، لإفشال مخططات الاحتلال في اعتقال وتصفية تلك الرموز.
وطالب عليان القيادة الفلسطينية بوقفة جادة للتصدي الى هذا الاستهداف الشرس من الاحتلال لتصفية الوجود العربي في القدس، محذّرًا من أنّ "اعتداءات الاحتلال، وشرطته، ومنظّماته، ومستوطنيه بلغت حدا يهدد هوية المسجد في صميمها، ويهدد حصرية المسؤولية الإسلامية عنه، ممثلة بدور الأردن الذي حمل أمانة شؤون إدارة شؤون المسجد، ورعايته، والدفاع عنه طوال العقود الماضية".
وشدّد على أنّ "هذا التهديد يجب أن يُقابل بموقف أردني رسمي وشعبي حازم، متسلّح بأوراق القوة الموجودة، وفي طليعتها التفاف الأمة حول حقها الحصري بالمسجد الأقصى وإدارته".
وأوضح أنّ "هذا الموقف يشتد قوةً إذا رافقته قرارات تتعلق بمراجعة حقيقية لجدوى العلاقة مع الاحتلال الغاشم، وإعادة النظر في بنية الأوقاف وهيكليتها، وتمكينها من كل ما يسندها في حماية الهوية الإسلامية للمسجد الأقصى في إطار استراتيجية مواجهة تستجيب لهذا التحدي الوجودي بما يناسبه".
ولفت عليان، إلى وجود مخطط لتدمير منظمة التحرير وحركة فتح بأدوات إقليمية وعربية وبعض الأدوات الفلسطينية، محمّلًا قيادة حركة فتح الحالية، مسؤولية كبيرة في الانقسام الداخلي في أطر وهياكل الحركة.
وأردف: إنَّ "عقد مؤتمر حركة فتح الثامن بهذه الحالة يعني نكسة جديدة لهذه الحركة العملاقة"، مُبيّنًا أنّ " الهدف من عقد المؤتمر السابع، هو طي صفحة المؤتمر السادس، بهدف التفرد بقيادة الحركة واستبعاد كل من جرى التخطيط لإبعادهم بتهمة التجنح والإبقاء على المقربين من الرئيس محمود عباس فقط".
وتمنى عليان، في ختام حدبثه، أنّ يكون المؤتمر التنظيمي العام الثامن، هو مؤتمر الوحدة في حركة فتح، لافتًا إلى وجود "من لا يريد لفتح أن تتوحد لكننا لن نيأس في المطالبة بتوحيدها".