هآرتس – نفتالي بينيت هو شخص شجاع

حجم الخط

هآرتس – بقلم  رفيت هيخت 

 

جهاز التعليم، مثل الحياة نفسها، خاضع لوضع مشوش على حدود الفوضى، والآباء والطلاب يواجهون نفس اليقين المؤلم. آباء لاولاد لم يتمكنوا من الحصول على التطعيم أو أنهم اصغر من أن يتطعموا، بالمناسبة أنا أنتمي لهذه المجموعة، يدخلون الى الحجر ويخرجون منه، وهكذا دواليك لا سمح الله، احيانا بمسافة ساعات تفصل بين الحجر والآخر، وهو امر يمكن أن يتسبب بالجنون ويحطم الروح القوية.

وزيرة التعليم، يفعات شاشا – بيتون، سيقول ايضا المقربون منها، اذا وجد كهؤلاء، بأنها كما يبدو ليست الشخص اللطيف والمريح في التعامل. وبعبرية بسيطة هي تصيب بالجنون كل من يعمل معها. التعليمات مع تغيير خطة الفحص كانت غامضة ومشوشة، أنا ايضا في البداية استغرقني عدة دقائق في غرفة فارغة وهادئة كي اعرف أي فحص يجب القيام به ومتى من اجل اخراج ابنتي من الحجر.

الوضع متطرف ودراماتيكي. فحسب بيانات وزارة الصحة، وهذا كان صحيح حتى أمس، تقريبا 104 آلاف من طلاب رياض الاطفال والمدارس كانوا في الحجر، اضافة الى حوالي 85 ألف اصابتهم مؤكدة (190 ألف من الطلاب الذين يتعلمون في رياض الاطفال والمدارس يوجدون في الحجر بسبب مخالطة مصاب أو لأنهم اصيبوا). ويضاف اليهم 13 ألف معلم مصاب و4600 يوجدون في الحجر.

بعد كل ذلك يقومون بتوبيخ شاشا بيتون ويافه بن دافيد بسبب غياب “نموذج تعليم هجين” أو بسبب مطهرات الهواء في الصفوف، ويغرقون في الشفقة على الذات أو في مجموعات الواتس اب للآباء، حيث تجري هناك كائنات مظلمة مع حراب مسلولة، يجب على المرء أن يعترف بنزاهة بالأمر الاساسي. حقيقة أنه ايضا في هذا الوضع المدارس ورياض الاطفال بقيت مفتوحة ولو للاولاد الذين يستطيعون ذات صباح الذهاب اليها وحضور الحصص، هي شهادة شرف تشرتشيلية للحكومة بسبب اظهار الشجاعة المدنية في وقت ازمة شديدة وفريدة حتى اثناء الوباء مثلما سبق وتعرفنا عليها.

من الواضح أن امور كثيرة تحتاج الى التحسين. هناك مكان لدراسة فحوصات الاجسام المضادة بشكل يومي للطلاب الذين لم يتمكنوا من استكمال كل عملية التطعيم من اجل تقليص نطاق الحجر، ويجب التخفيف على الوالدين العاملين العالقين مع اولادهم الصغار، ومساعدة المشغلين الذين يضطرون الى سد ثقوب بسبب امراض وحجر. ومن ناحية شخصية وسياسية: نائب رئيس الحكومة ومهندسها العام، يئير لبيد، يجب عليه، على أمل أن يتعافى بسرعة، أن يغوص في الوحل وأن يقف في مقدمة الوزراء الذين يعالجون الكورونا سوية مع شريكه في الحكومة (هل توجد مساواة في تحمل العبء أم لا؟).

من السهل جدا الاغلاق على المواطنين في البيوت وتوزيع الاموال عليهم مثلما اقترحت المستشارة المذعورة (والضارة). بنيامين نتنياهو فعل ذلك ليس اقل من ثلاث مرات. نفتالي بينيت المكروه من قبل اليمين واليسار، “الذي لا يصدق هو نفسه بأنه رئيس حكومة” وحتى أن “زوجته لا تصغي اليه وتسافر الى الخارج”، لم يغلق على أحد في بيته وهو يحارب مع وزير الصحة نيتسان هوروفيتس من اجل سير حياة ما في ظل الوباء الحازم هذا. إن فهم سلالة اوميكرون والتمترس في وجهها حدث بصورة سريعة نسبيا. أنا لا احسد الذي اضطر الى تحمل مسؤولية معينة في هذه الايام، التي فيها كل اسرائيل ثالث يتوقع أن يصاب بالمرض.

مع وجود آلاف الاختلافات: غولدا مئير اتهموها بالفشل الفظيع عن اندلاع حرب يوم الغفران. مع ذلك، عندما اندلعت الحرب بكامل الفظاعة لم تنكسر مئير امام الضغوط التي لم يكن ليتحملها الكثير من اصدقائها. فقد وقفت على رأس المنظومة وقادت الحركة من كارثة الى انتصار. مواصلة القيام بحركات الحياة طوال اليوم العاصف دون الاغراء بالفرار الى القبو المحصن للاغلاق – هذه تعتبر شجاعة. نعم، نفتالي بينيت هو شخص شجاع.