فيروس الانقسام قتل وأصاب منا أكثر مما فعل فيروس كورونا . ولم ينفع معه كمامات ولا أقنعة ولا مصل ولا تطعيم . بقي التباعد هو الواقع المرّ في كل المشهد .
ولا يزال فيروس الانقسام ينهكنا ، يرهقنا ، يهلكنا . ويصيب الوطن في مقتل ، ويحطّم أحلام الأجيال ويخدم مشروع الاحتلال للتقسيم . ومع ذلك تنخفض التوقعات كل مرة حين يعلن عن حوار وطني جديد . بعد عشر جلسات حوار سابقة !
اتفاق الشاطئ ( جرعة رقم واحد ) لم ينجح ، وجرعة قطر ، وجرعات القاهرة ، وجرعة تركيا ، وجرعة موسكو ، وجرعة لبنان . والعامل الجديد الوحيد هو ان الجزائر هي المستضيف هذه المرة للتنظيمات والفصائل .
الجزائر لها محبة كبيرة في قلب كل فلسطيني ، لدرجة أن كل الفصائل تذهب وهي تشعر بالخجل الى بلاد الثورة ، ولا يريد أي تنظيم ان يتحمل مسؤولية الفشل .
نسمع ونشاهد بيانات حذرة ، ولسان حال كل وفد يقول : لست انا المسؤول عن أي فشل قادم . وباختصار هم الوفود ان لا تتحمّل المسؤولية عن الفشل ، ويبدو هذا الحذر ضعيفا اذ ان همّ الوفود عدم تحمّل مسؤولية الفشل وليس همها الأول انهاء الانقسام .
ختاما . هل تريد الجزائر وهل تقدر على انهاء الانقسام ؟ الإجابة نعم .
هل ارادت مصر انهاء الانقسام وهل تستطيع ذلك ؟ الإجابة نعم .
هل ارادت قطر ؟ هل اردت موسكو ؟ هل ارادت الأردن ؟ هل ارادت اليمن ؟هل اردت لبنان ؟ الإجابة كلها نعم .
ولكن وعذرا على قسوة السؤال : هل تريد التنظيمات والقوى الفلسطينية حقا انهاء الانقسام ؟