تناولت مجلة فرنسية الشأن الفلسطيني والأزمات الداخلية، خاصةً على صعيد حركة فتح والخلافات بين زعيم الحركة الرئيس محمود عباس، وقائد تيار الإصلاح الديمقراطي بالحركة النائب محمد دحلان.
وقالت مجلة "موند إفريك" الفرنسية: "إنّه على الرغم من الأزمة الأزلية للفلسطينيين، تظل حركة فتح أهم مكون سياسي داخل منظمة التحرير، لكّنها تأتي في المرتبة الثانية في البرلمان، وفقاً لآخر انتخابات منذ 15 عاماً".
وأضافت: "تُبيّن هذه المعطيات الأزمات الداخلية لهذه الحركة المُهددة بالانفجار، والتي تأتي نتيجة عدم وجود خليفة للرئيس محمود عباس "86 عاماً"، والذي يحكم منذ ربع قرن، وتآكلت شرعيته بشكلٍ كبير، في الوقت الذي تتحول فيه السلطة إلى دولة شبحية"، وفق المجلة.
وتابعت: "هدف الرئيس عباس ليس اختيار خليفة له والذي يجب أن يتم بالانتخاب، بل عرقلة تطلعات محمد دحلان الذي لا يُخفي طموحه كخليفة لعباس"، لافتةً إلى أنّه وفقاً لمراقبين فإنَّ دحلان يُعتبر الرجل القوي في مواجهة الرئيس عباس.
وأكملت: "يعتبر دحلان، وهو مؤسس حركة الشبيبة، وأحد مُهندسي اتفاق أوسلو، ورئيساً لجهاز الأمن الوقائي، أكبر مُنافس للرئيس عباس، ولعب دوراً مهماً خلف الكواليس، وكان الركيزة الأساسية للسلام بين الإمارات وإسرائيل"، مُشيرةً إلى أنّ المكانة التي اكتسبها دحلان داخل فلسطين وخارجها، جعلت الرئيس عباس يرى في رفيقه السابق الرجل المكروه، والذي يجب منع طموحاته بأيّ شكلٍ كان.
وأردفت: "الرئيس الفلسطيني عباس ضعيفاً ومُهدد بالانقراض داخلياً، حيث إنَّ حركة فتح تُعاني منذ الانتفاضة الثانية ورحيل الرئيس ياسر عرفات، تراجعاً على المستوى الداخلي، وتستغل حركة حماس ذلك بملئ الفراغ"، مُبيّنةً أنَّ سياسة الرئيس الخارجية ليست على ما يُرام، ويُصبح بذلك احتمالية قيام دولة فلسطينية مجرد وهم يتبخر.
وأشارت إلى أنَّ الحالة الفلسطينية ليست سوداء بالكامل بعد، حيث يظهر بصيص أمل بعد تنظيم دحلان مؤتمر تنظيمي لانتخاب قيادة جديدة بقطاع غزّة في 15 ديسمبر الماضي، والتي تُعتبر خطوة أولى لبدء عملية ديمقراطية، في ظل غيابها عن غزّة، بعد إلغاء الرئيس الفلسطيني للعملية الانتخابية التي كان من المقرر إجراؤها في مايو 2021.
واختتمت المجلة تقريرها، قائلةً: "إنَّ دحلان يُعتبر بالنسبة للفلسطينيين مُجدداً لحركة فتح، وخلال المؤتمر التنظيمي فجَّر قنبلة القبول بحل الدولة الواحدة لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بعد الرفض الإسرائيلي لحل الدولتين الذي أقرته القرارات الدولية"، مُردفةً: "قبول دولة ديمقراطية "ثنائية القومية" بسلطة وإدارة مشتركة لجميع مواطنيها، على لسان زعيم فلسطيني بمثابة قنبلة من المُحتمل أنّ تُثير صدى كبير".
للاطلاع على تقرير المجلة الفرنسية: اضغط هنا