الإحتلال: فقدان حزب الله لثلث مُقاتليه بسوريا يضعفه في المواجهة القادمة ضدّ إسرائيل

a0ba3cac2c83080c51bf8df1657109be
حجم الخط

في إطار الحرب النفسيّة الشرسة التي تخوضها إسرائيل ضدّ الأمّة العربيّة بشكلٍ عامٍ، وضدّ محور المُقاومة والمُمانعة بشكلٍ خاصٍ، زعمت مصادر أمنيّة، وُصفت بأنّها رفيعة المُستوى في تل أبيب، زعمت أنّ حوالي ثلث من عناصر قوّة حزب الله البشريّة، أُصيبوا في الحرب الأهليّة الدائرة في سوريّة.

ووفقا لتقرير أعدته "رأي اليوم" ,نقل مُحلل شؤون الشرق الأوسط في موقع (WALLA) الإخباريّ- العبريّ، آفي إيسخاروف، عن المصادر عينها قولها إنّ التقديرات الإسرائيليّة، التي تعتمد على أجهزة المخابرات في الدولة العبريّة، إنّ ثلث المُقاتلين في الحزب أُصيبوا، لافتةً إلى أنّ عدد مُقاتلي الحزب يصل إلى 18 ألف مقاتل.

وتابعت المصادر نفسها قائلةً إنّ التقديرات الإسرائيليّة تُسير إلى أنّ ما بين 1330 مقاتل حتى 1500 من حزب الله قد قُتلوا منذ أنْ بدأ تدّخل الحزب في الحرب الأهليّة بسوريّة في كانون الأوّل (ديسمبر) من العام 2012، كما أنّ التقديرات ذاتها أكّدت على أنّ أكثر من خمسة آلاف مُقاتل من الحزب أُصيبوا بجراحٍ متفاوتةٍ خلال نشاطهم الحربيّ في سوريّة.
وزعمت المصادر أنّ هذه المعطيات التي وصفتها بالدراماتيكيّة من شأنها أنْ تُلقي بظلالها السلبيّة على القدرة الحربيّة لمنظّمة حزب الله في جبهاتٍ أخرى، في إشارةٍ واضحةٍ إلى المُواجهة القادمة مع الجيش الإسرائيليّ.

ولفت المُحلل إلى أنّه في الفترة الأخيرة يقوم حزب الله بنشر تفاصيل عن مُقاتليه الذين استشهدوا في سوريّة، ولا يعمل على إخفاء الحقيقة، وذلك خلافًا للسياسة التي كان قد انتهجها في السنوات الماضية، أيْ منذ بداية تدّخله العسكريّ لصالح النظام الحاكم في دمشق.
بالإضافة إلى ذلك، زادت المصادر الإسرائيليّة قائلةً للموقع الإخباريّ-العبريّ، إنّ حزب الله يقوم بتشييع عناصره الذين قُتلوا في جنازاتٍ رسميّةٍ، وأنّ علم حزب الله يكون ملفوفًا على نعوش الشهداء، على حدّ قولها. واعتمد المُحلل الإسرائيليّ في سياق تقريره على الأنباء التي نشرتها الصحف العربيّة في الأيّام القليلة الفائتة، والتي قالت إنّ حزب الله خسر 14 عنصرًا من عناصره في المُواجهات الشديدة ضدّ تنظيم “الدولة الإسلاميّة” في منطقة البقاع اللبنانيّة، وبحسب التقارير عينها، فإنّ تنظيم “الدولة الإسلاميّة” خسر في المعارك عينها عددًا كبيرًا من مُقاتليه، يُقدّر بالعشرات، ما بين قتيلٍ وجريحٍ. وبحسب المصادر الإسرائيليّة، أضاف الموقع العبريّ، فإنّ المعارك التي يخوضها حزب الله في سوريّة تتركّز في المنطقة الحدوديّة بين سوريّة ولبنان، إضافةً إلى جبهاتٍ أخرى، مثل جبهة شمال غرب سوريّة، في المنطقة التي تُسّمى “علويستان”، المتاخمة لمدينة اللاذقيّة، التي تُعتبر معقلاً للرئيس السوريّ، د. بشّار الأسد.
علاوة على ذلك، أوضحت المصادر الاستخباراتيّة في تل أبيب، إنّه في الأشهر الثلاثة الأخيرة يقوم عناصر حزب الله بخوض معاركّ ضدّ التنظيمات المُعارضة المُسلحّة في منطقة إدلب، مدعومين من قبل عناصر الحرس الثوريّ الإيرانيّ والجيش العربيّ السوريّ، مستغلّين التغطية الجويّة التي تمنحهم إيّاها المُقاتلات الروسيّة، ولكن مع ذلك، شدّدّت المصادر عينها، ففي الفترة الأخيرة عرّضت قوات الحرس الثوريّ الإيرانيّ لخسائر بشريّةٍ حيث قُتل أكثر من ثمانين جنديًا إيرانيًا، علاوة على أسر عددٍ منهم من قبل التنظيمات السوريّة المُعارضة.
واستدركت المصادر الأمنيّة في تل أبيب قائلةً إنّه على الرغم من كلّ ما ذُكر، فإنّ حزب الله سجلّ، مدعومًا من الجيش السوريّ، انتصارات لا يُمكن التقليل من أهميتها، وتمكّنوا من تحرير عددٍ من القرى التي كانت القوى المُعارِضة السوريّة تُسيطر عليها منذ أكثر من ثلاث سنوات حدّ تعبيرها.
وأشار الموقع الإسرائيليّ أيضًا إلى أنّ مصدر مطلع في وزارة الخارجيّة الإيرانيّة نفى أنْ تكون طهران بدأت بسحب مستشاريها العسكريين من سوريّة. وأضاف المصدر أنّ التواجد الإيراني الاستشاري لمواجهة الإرهاب في سوريّة سيبقى حاضرًا كما كان. من جهته قال المتحدث بلسان الخارجيّة الإيرانيّة إنّ سياسة إيران في هذا المجال واضحة وستتواصل.
مؤكدًا على أنّ إرسال مستشارين إلى سوريّة يأتي بناءً على طلبٍ من الحكومة السوريّة. وكان موقع “بلومبرغ” الأمريكيّ قد أشار في الرابع عشر من الشهر الجاري إلى أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة بدأت بسحب قوات النخبة التابعة للحرس الثوريّ من سوريّة، كما تناولت الموضوع مواقع عدة بعد تسريبات إسرائيليّة، وفي مُقدّمتها موقع (واللا العبري).