هارتس : الأخـــطــــــر مـــــن صفــــقـــة نتـنـيــاهـــو القضـــائــيـــة

عكيفا الدار.jpeg
حجم الخط

بقلم: عكيفا الدار



يتجاهل النقاش الصاخب حول المفاوضات بشأن صفقة ادعاء بين الزوجين نتنياهو والمستشار القانوني للحكومة، تقريبا بشكل كامل صندوق الحشرات المليء، الذي يحمله الزوجان على ظهرهما منذ عشرين سنة.
لم تقف هذه الزواحف في طريق نتنياهو نحو القمة، ولم تمنعه من أن يمكث هناك أياما كثيرة أكثر مما مكث جميع أسلافه.
سيرته الذاتية الرسمية، المحفوظة في الأرشيف، كانت تغلق أمام كل مواطن أبواب الخدمة العامة.
إن عبادة السياسيين وصانعي الرأي وعشرات آلاف المواطنين لهذا الشخص هي أكثر إثارة للقلق من مسألة نعم ستكون صفقة أو لن تكون صفقة.
تم فتح الصندوق في أيلول 2000 مع قرار المستشار القانوني للحكومة في حينه، اليكيم روبنشتاين، إغلاق ملف التحقيق ضد الزوجين نتنياهو في قضية عمدي والهدايا.
بسذاجته الكبيرة أو في محاولة لتخفيف الانتقاد لقراره (بما في ذلك انتقاد المدعية العامة في حينه عدنا أربيل) نشر روبنشتاين ما سمي في حينه «التقرير العام».
وقد كتب فيه أنه «محظور عند إغلاق الملف أن يتم عرض الأمور على الجمهور عن طريق جهات ذات مصلحة وكأن كل شيء سليم ونقي».
برر المستشار المهذب قراره برغبته في إنقاذ الزوجين نتنياهو من قفص الاتهام بوجود شكوك في الجانب الجنائي.
في المقابل، في الجانب الأخلاقي – العام لم يكن لروبنشتاين أي شك في ما يتعلق بأفعال نتنياهو وزوجته.
«لم يكن بيننا من كان يمكنه كمواطن أن ينظر إلى الصورة دون مشاعر صعبة»، كتب المستشار. «صورة بائسة لسلوك يتعلق برئيس الحكومة السابق السيد بنيامين نتنياهو وزوجته سارة».
وقد قال روبنشتاين أيضا إنه حسب الوقائع التي لا يوجد حولها خلاف، هذه القضية تستحق انتقادا لاذعا.
وقد طلب من منتخبي الجمهور وكل من يقفون على رأس الهرم أو قربه، أن يحرصوا على عدم الفشل في هذا الأمر، لأنه حتى لو لم يتم إثبات ارتكابه مخالفات جنائية بالمستوى المطلوب في محاكمة جنائية فإنه يوجد فيها درجة من القبح.
«من الجدير أن يقرأ هو والجمهور بشكل جيد ما يقال، ويكفي التظاهر بالحكمة»، أنهى المستشار أقواله. لقد عبر عن أمله في أن يستطيع الجمهور في إسرائيل في المستقبل أن يشعر بأن خادميه ليسوا سادته، وأنهم يقومون بعملهم من أجل الجمهور بنزاهة وطهارة يدين.
بعد مرور 26 شهر وضع حكماء الليكود نتنياهو في المكان الثاني في قائمة الحزب في انتخابات الكنيست الـ16، بعد مرشحهم لرئاسة الحكومة أرئيل شارون.
نتنياهو لم يطلب منه الاعتذار أو إظهار الندم من أجل أن يحصل على وزارة المالية وأن يكون عضواً في الكابينت السياسي الأمني.
يمكن الافتراض أنه لو أن شارون لم يقرر شق الليكود من أجل إقامة حزب كديما لما كان نتنياهو اضطر إلى الجلوس ثلاث سنوات في المعارضة. على أي حال، لم يعق العار الأخلاقي الذي التصق به عودته إلى رئاسة الهرم.
سواء استمرت محاكمة نتنياهو أو انتهت هذه القضية بصفقة، مع عار أو دون عار، فإن نتنياهو سيضطر إلى الابتعاد إلى الأبد عن الفضاء العام.
في كل يوم يواصل فيه الدخول من باب الكنيست وفي كل لحظة يواصل فيها رعاياه حمله على الأكتاف فإن وصمة عار تصب على وجه الدولة.

عن «هآرتس»