بقلم : خالد عيسى
في المجلس الوطني الفلسطيني الذي عقد في الجزائر اجبر الراحل ياسر عرفات الشاعر الراحل محمود درويش بقبول منصب عضوية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير مكرها وكنت يومها من بين الحاضرين الذين تابعوا المحاولات التي بذلها الراحل ياسر عرفات لإقناع محمود درويش بقبول المنصب ، يومها قال ياسر عرفات لمحمود درويش مازحا كعادته : يا محمود انا القائد العام وهذا امر عليك تنفيذه !! فرد عليه محمود درويش : وانا الشاعر العام وارفض !! وانتهى الامر باضطرار محمود درويش قبول المنصب مكرها وقال يومها عبارته الشهيرة لياسر عرفات :
شكرا لهذه "العقوبة الفخرية " !!
رحل القائد العام ورحل الشاعر العام ، وبين ضريحين ضريح الشاعر" الثقافي " وضريح القائد "السياسي " اتابع منذ يومين جدل رام الله حول علاقة المثقف بالسياسي بعد مرسوم الرئيس محمود عباس بحل مجلس امناء مؤسسة محمود درويش ، واتذكر هذه القصة التي تغني عن مشقة الجدل الذي يدور الان في رام الله !
واذا كان الادب بلا سياسة أحيانا فان السياسة بلا " ادب " دوما ، وفي الحالة الفلسطينية لم تتمكن الثقافة الفلسطينية مع الاسف تشكيل مؤسسة لها مستقلة عن الاعيب السياسة التي تعبث بها وتجعلها مرسوما رئاسيا يستخدم في المناكفات بين الاطراف المتصارعة على السلطة !
والى ان تتمكن الثقافة الفلسطينية من انجاز مؤسساتها المستقلة عن السلطة السياسية لا جدوى من كل هذا الصراخ في الهواء !