يديعوت –– الاكثر ظلاما قبل بزوغ الفجر؟

حجم الخط

يديعوت – بقلم  نداف ايال 

 

عندما تكون مساحة واسعة من انعدام اليقين ولا تكون طبيعة التهديد واضحة، يلزم الحذر. هذا القول ليس موضع خلاف، ورئيس الوزراء بينيت لا بد كان سيوقع عليه قبل بضعة اشهر. فاذا كنت لا تعرف ما الذي يوجد خلف الارهاب،  وانت تشك في شيء ما، فمن الافضل لك ألا تفتحه قبل أن تعرف المزيد. 

في وزارة الصحة لم يطلبوا الغاء نهاية الحجر لاطفال الرياض والمدارس بل تأجيله لاسبوع. بعد بضعة ايام سنعرف اذا كانت الموجة وصلت الى ذروتها، اذا كان عدد المرضى الصعاب اليومي بدأ يهبط ولعلنا نفهم اكثر ايضا التقارير الاولية – غير مؤكدة، شبه غامضة – عن نزول الاطفال في المستشفيات بسبب متلازمة “فيمس” التي تتلو الاوميكرون. كان ينبغي للحكومة ان تكون الاولى وبخاصة وزيري التعليم والصحة لتقول – من الافضل بعض الانتظار. على الاقل  مع اطفال ابناء صفر حتى خمس، ممن لا يمكن ان يتطعموا.

اضافة الى ذلك، توجد معطيات اولية لوزارة الصحة نفسها تبين فجوة كبيرة بين مناعة الاطفال المطعمين والمحفزين في اعمار 12 – 15 وبين اطفال غير مطعمين. في الشهرين الاولين على الاقل يصاب الاطفال غير المطعمين باربعة اضعاف اكثر- وعليه فانهم ينقلون العدوى اكثر. ابتداء من يوم غد سيتلقون  السياسة ذاتها في المدارس مثل المطعمين. افليس هذا جديرا بالبحث.

الحقيقة هي ان الحكومة خائفة. هي خائفة من الغضب الجماهيري على الحجر، الفحوصات والقيود. يمكن أن نفهم: فالاحساس هو احساس اجواء نهاية الوباء. “فالاكثر ظلاما قبل بزوغ الفجر”، كما قال امس احد المصادر، “توا سيكون هذا خلفنا”. هذه العصبة من جوقة المراسلين المدعين ممن ليسوا مطلعين على المعطيات على الاطلاق ارتبطوا معا كي يحشروا الحكومة في الزاوية وان يعلنوا بثبات بان كل شيء بات خلفنا. اما الخبراء على انواعهم فيعرفون جيدا بانه بعد الذروة سيكون مصابون اكثر، مثابة هبوط بعيد كهذا مما هو قبله. البروفيسور ينيف أرليخ اجرى حسابا كهذا مؤخرا يجسد جيدا بان هذا لا ينتهي دفعة واحدة. 

على اي حال ليس لدى احد اي فكرة، لا بينيت ولا نتنياهو، كم مصابا حقا يوجد في  اسرائيل، والاهم من ذلك – متى ستبدأ اعداد المصابين الصعاب بالهبوط. الوزراء يوزعون ويعرفون كيف يوزعوا الامتيازات، التسهيلات، التحريرات فقط؛ وحقا بعض من الخبراء يقولون لهم بان هذا لا يهم على اي حال. فالاصابة تعربد بحيث أن شيئا لم يعد ممكنا ان يوقفها. بعض من مدراء المستشفيات هم ايضا يساندون تماما القيادة السياسية وهذا هام للغاية. وللسؤال ما العمل الان يوجد موضوع الحجر، يوجد العبء في  المستشفيات،  فريق  من الاكاديميين يوصي بتقييد التجمهر، ورأيه غير مقبول وليس قريبا لان يقبل طالما كانت اعداد المصابين  الصعاب اقل من 1.200. 

ماذا كان المعارض بينيت سيقول عن الحكومة؟ بالضبط ما قال عنها المعارض بنيامين نتنياهو. نتنياهو يعمل لاسبابه ومصالحه، ولكن هذا لا يهم حقا؛ هكذا تعمل المعارضة. السؤال مختلف – هل الحكومة، باعطائها صورة وردية لم تبتعد بشكل متطرف عن الواقع البشع (حاليا) حين فتحت الباب لانتقاد رئيس المعارضة. يمكن الامل في ان يبدأ الهبوط اليوم. وانه بدأ أمس. ولكن الامل هو ليس سياسة. كان هذا صحيحا للحكومة السابقة وللحالية ايضا.