تعتبر الإدارة الأمريكية نفسها الحاكم والقاضي والجلاد لردع دول العالم من خلال فرض العقوبات الاقتصادية وتستثنى من تلك العقوبات "إسرائيل" التي تحتل فلسطين والجولان العربي السوري ومزارع شبعا في جنوب لبنان وتقوم بعملية التطهير العنصري منذ 73عاماً في فلسطين من خلال سلسلة المجازر الوحشية والقتل المتعمد والاعدامات الميدانية التي ترتكب بشكل يومي من قبل جيش الإحتلال الاسرائيلي وإرهاب المستوطنين، إضافة إلى قيام الميليشيات من المستوطنين والمنظمات الإرهابية المسلحة التي تقوم في الاعتداءات اليومية على المواطنين الفلسطينيين وعلى بيوتهم وحقولهم بما في ذلك الأشجار المثمرة وقيامهم إقتلاع إشجار الزيتون ومختلف ممتلكاتهم بما في ذلك مقتنياتهم الشخصية وإحراق سياراتهم، وكتابة الشعارات العنصرية على جدران المنزل وسيارات المواطنين الفلسطينيين،
إضافة إلى مصادرات الأراضي الفلسطينية وإقامة المستوطنات وطرق الإتفافية من أملاك المواطنين الفلسطينيين، هذا من حيث الإجراءات اليومية للاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري
ومن جانب آخر فإن سلطات الإحتلال الإسرائيلي لم تلتزم بأي من القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة والتي تتطلب من سلطات الاحتلال تنفيذ تلك القرارات، بما في ذلك قرارات الرباعية الدولية وحل الدولتين، ولم تقبل "إسرائيل" السماح بتفتيش الترسانة النووية والكشف برنامجها النووي، وقيام سلطات الاحتلال بإستخدام السلاح الكيماوية والبلوجي واليوناريم المخصب في حروبها العدوانية على قطاع غزة ، وأمام كل ذلك لم نشاهد الإدارة الأمريكية تقوم بفرض العقوبات على سلطات الاحتلال الإسرائيلي بما تمارس وتقوم بتحدي للنظام الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ولم يتحرك النظام الدولي!
في حين شاهدنا الحشد الأمريكي ودولي حين قامت أمريكا في إحتلال افغانستان وإعادتها إلى العصور الوسطى وشاهدنا إحتلال القوات الأمريكية والبريطانية العراق وما تسبب ذلك من كوارث إنسانية والإقتصادية والبيئة والعجز والمديونية والبطالة وإنعدام الحلول السياسية للسنوات بسبب التداخل الأمريكي السافر في العراق وتدمير مؤسسات الدولة العراقية خلال غزوة وإحتلال العراق، ونشهد اليوم بإطالة الأزمة السورية والتدخل الأمريكي المباشر في الشمال السوري من قوات سوريا الديمقراطية "قسد " ويتم صرف الرواتب الشهرية إلى 25ألف من مقاتلين قسد ضمن كشف القوات الأمريكية، إضافة إلى داعش وسلسلة من مختلف الجماعات الإرهابية والذين هم تحت إمرة الجيش الأمريكي، والسياسة التي تنتهجها وتمارسها الولايات المتحدة الأمريكية لا يسمح بأن تكون الحاكم والقاضي والجلاد، وتقوم بتداخل السافر بمختلف دول العالم، وباستثناء "إسرائيل"، حيث أن هذه الجماعات الإرهابية المسلحة ووفقاً لتعليمات الإدارة الأمريكية تنقل العمليات الإرهابية من سوريا إلى العراق وإلى تركيا وإلى العمق في إيران لزعزعة الأمن والاستقرار وعدم تمكن إيران من تنفيذ برنامجة النووي الإيراني.
واليوم يتكرر التهديد والوعيد من قبل الإدارة الأمريكية وبريطانيا وفرض العقوبات على روسيا؛ بسبب الحشود العسكري حول الأزمة على الحدود أوكرانيا كيف والخلافات السائدة بين روسيا الاتحادية، وكيف وفي إعتقادي،ضمن الأسباب الانحياز الأمريكي نابع بسبب موقف أوكرانيا وإعلان سفير أوكرانيا لدى تل أبيب عن نية بلادها ونقل السفارة من تل أبيب إلى القدس كما وعدت بذلك وطبيعة العلاقات الثنائية بين الجانبيين،
ومن جانب آخر تحاول الإدارة الأمريكية التواصل إلى إتفاق حول البرنامج النووي الإيراني خلال جولات المفاوضات في فينا من أجل أن تتصدى لدور الصين الشعبية المتنامي على كافة المستويات، وفي نهاية الأمر لن تبقى أمريكا القوى المهيمنة على العالم بدون ردع ولا تزال فيتنام الشاهد على على هزيمة أمريكا كما هزيمتهم في أفغانستان المتكررة، وفي نفس الوقت لن تستطيع "إسرائيل" البقاء إلى الأبد في فلسطين وسرطانها يتفشى في العالم العربي والإسلامي.
لن يبقى العالم مرهون ومحاصر تحت مقتضيات ومصالح الإدارة الأمريكية