قبل نحو عامين، في ذروة المحاولات السيزيفية لاستئناف المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين، ذهب جون كيري خائب الأمل الى ميونخ، حيث عقد هناك «مؤتمر الامن» السنوي.
وفي خطاب لاذع له حذر وزير الخارجية الأميركي من أنه اذا فشلت المحادثات بين اسرائيل والفلسطينيين فستواجه اسرائيل ردودا دولية شديدة وبما في ذلك المقاطعة.
منذ فشلت جهود كيري في اعادة محمود عباس الى طاولة المباحثات، وهو يعاند بنيامين نتنياهو، حيث صب عليه بعضا من مرارته قبل اسبوعين في منتدى سبان.
منغلق أمام التغيرات الراديكالية في المنطقة، فقدان الهوية، ومقاطعة اسرائيل حتى من اصدقائها. في الاسبوع الذي قدم فيه موقف العزلة والمقاطعة، أقامت دولة الامارات العربية علاقات علنية ورسمية مع اسرائيل.
وقالت استخبارات وزارة الخارجية له بالتأكيد إن دولا عربية اخرى كبيرة ومهمة، ولاسيما الامارات، تقيم علاقات مع اسرائيل. جزء كبير من الشركات الدولية الكبيرة وخصوصا في موضوع الهاي تيك والطاقة البديلة والزراعة المتطورة تأتي الى ابواب «دولة التمييز العنصري»، وكذلك عالم الاكاديميا مع بعض الاستثناءات يرفض المقاطعة الاكاديمية ضد اسرائيل.
قرارات مؤتمر المناخ في المدة الاخيرة عملت على تقويتنا بشكل كبير في الساحة الدولية. اذا تم تطبيق القرارات حول تطوير الطاقة البديلة، فان اعداء اسرائيل مثل ايران، وايضا اولئك الاعداء غير المباشرين مثل السعودية، سيفقدون، اضافة الى دولارات النفط، التأثير السياسي والاستقرار الداخلي.
وستجد بعض الانظمة أنه من اجل البقاء، فان عليها طلب المساعدة، وخصوصا في مجال الأمن، من إسرائيل. بشار الاسد، كما يقول كيري في المقابلة، كان مستعدا للسلام مقابل الجولان. لنفرض أن نتنياهو هو الذي رفض. هل كان يمكن تخيل جهنم التي كانت ستسقط على رؤوسنا لو أن «داعش» أو «حزب الله» وباقي أعداء اسرائيل يضعون أرجلهم في مياه طبرية.
إن الجلوس والانتظار، كما يقول كيري، سيزيد من خطورة وضع اسرائيل الدولي، في الوقت الذي يتحسن فيه هذا الوضع – وبشكل دراماتيكي. وبدلا من الاعتراف بذلك فان كيري وآخرين في العالم وفي اسرائيل يبثون خيبة الأمل.
نبوءات المقاطعة لم تتحقق. أما سياسة «الجلوس وعدم فعل أي شيء» لنتنياهو في «يهودا» و»السامرة»، والتي لا اؤيدها، فقد أثبتت نفسها. ففي حين أن نجاة الانظمة هي المطروحة فان «الاحتلال» لا يشكل عائقا حقيقيا أمام العلاقات المفيدة بين الدول العربية واسرائيل. العالم، وبالذات العالم العربي، يتغير أمام ناظرينا – لكن من تنبؤوا بالمقاطعة والعزلة لم يتغيروا.
عن «هآرتس»