أكد معارضته قيام دولة فلسطينية

بينيت: لن أسمح بإجراء أيّ مفاوضات سياسية مع الفلسطينيين

حجم الخط

أجرى المقابلة: موريا كور

- أيّ اتفاق في فيينا لن يكون مُلزماً لإسرائيل، ولسنا طرفاً فيه
- لا توجد لشركائي في الائتلاف صلاحيات للتحرك بالمجال السياسي

أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، معارضته قيام دولة فلسطينية، قائلاً: "أعارض قيام دولة فلسطينية وأدافع عن دولتنا". واعتبر بينيت أن أي اتفاق مع إيران يُبرم في فيينا "لن يكون مُلزماً لإسرائيل، ولسنا طرفاً فيه". وهدد بينيت بحل الحكومة في حال توصل شركاؤه إلى اتفاق مع الفلسطينيين، مؤكداً: "ما دمت رئيساً للحكومة لن يكون هناك اتفاق أوسلو، وإذا جرى ذلك لن تكون هناك حكومة".
وتأتي المقابلة بعد مرور أكثر من 7 أشهر ونصف الشهر على تولي بينيت منصبه. وفيما يلي مقتطفات من المقابلة.

إنجازات اليمين
* هل ما زلت يمينياً؟
- أنا يميني ومواقفي لم تتغير، وسأظل أعارض قيام دولة فلسطينية وأدافع عن دولتنا. أشخاص من اليمين يأتون إليّ أحياناً ويقولون لي بهدوء: هذه الحكومة جيدة. نحن متفقون على 70% من الأمور في الحكومة. المطلوب تعليم جيد، ومحاربة الجريمة، وبناء المزيد من المنازل. أشعر بأن هذه الحكومة هي حقاً حكومة إنقاذ. في المقابل، أقول لأنصار اليمين: انظروا، رئيس الحكومة هو شخص يميني. لقد وقفت في مواجهة الرئيس الأميركي، وسـألته عن فتح القنصلية الأميركية في القدس قائلاً: سيدي الرئيس، أنت صديق حقيقي لدولة إسرائيل، لكنّ لدولة إسرائيل عاصمة واحدة هي القدس، والقدس عاصمة دولة واحدة هي إسرائيل. في الموضوعات العميقة، الأمور واضحة جداً بالنسبة إليّ. شيء مهم أن هذه حكومة متنوعة، لكن في النهاية هناك سياسة. لقد عقدنا جلسة تاريخية للائتلاف من اليسار واليمين في هضبة الجولان، وقررنا مضاعفة الاستيطان في الهضبة، وهذه خطوة مثيرة.
* هل تعرف؟ هناك يساريون أيضاً مع الاستيطان في الجولان.
- لماذا والحال هذه هناك فقط 25 ألف يهودي يسكن هناك؟
* ربما لعدم وجود فرص عمل هناك؟
- من فضلكم. هذا ما نعمل عليه الآن، لأننا إذا لم نفعل ذلك، فسيأتي يوم يقول لنا فيه العالم: إن سورية أصبحت مستقرة، ودعونا نعطيها الجولان مقابل السلام.
* عندما أحاول إحصاء إنجازات اليمين مقارنة بإنجازات اليسار في الحكومة، أجد وقف تطوير الطرقات في الضفة الغربية وقانون الكهرباء للبدو، وعدم الموافقة على قانون المواطَنة الذي طرحته شاكيد، وهناك وقف لتشجير النقب، وهدم بؤر استيطانية وهضاب في الضفة لم يجرِ المسّ بها منذ أعوام. أمّا عندما أبحث عن إنجازات اليمين في الحكومة، فلديّ مشكلة.
- كلا، العكس هو الصحيح. طوال أعوام وافقت الحكومة السابقة على انتقال الأموال إلى "حماس" في الحقائب. عندما توليت منصبي أوقفت هذه الممارسات، ومسيرة الأعلام التي أوقفتها الحكومة السابقة سمحت بها، ببساطة أنا لا أثير ضجة حول كل أمر. هل أفعل كل ما أريد؟ ربما لا. فيما يتعلق بالتشجير في النقب، جاؤوا في تلك الليلة وقالوا لي: إن هناك تهديدات وعنفاً. وكان رأي البعض أنه يجب إلغاء التشجير. قلت: يجب القيام بذلك؛ هناك قانون، وليستعينوا بالعدد المطلوب من رجال الشرطة، ويجب تنفيذ التشجير، بعدها أنا مستعد للحديث مع الجميع. الجريمة في المجتمع العربي، التي انفجرت في وجهنا خلال عملية "حارس الأسوار"، هي موضوع أُهمل طوال أعوام. شكلتُ طاقماً وزارياً برئاستي، ونحن نجعل حياة زعماء الجريمة العربية صعبة، قسم منهم غادر البلد، ونحن نطاردهم بوسائل مبتكرة. أشعر بالرضا، لكن هذه حكومة وحدة وطنية، وهي ليست حكومة طرف واحد.
هذه حكومة معقدة. لأن جماعتنا في اليمين أصرّوا على المضي في انتخابات خامسة. لقد دعموا الشخص بدلاً من أن يدعموا المواقف. وكان الخيار قيادة الدولة إلى دوامة لا نهاية لها وانقسام وشلل. على المستوى العسكري، أدى هذا الوضع إلى نشوء فجوة أعمل الآن على ردمها. اتخذت القرار. وأنا دائماً أدعو أصدقاءنا من كتلة بيبي إلى الانضمام إلينا. لكن يتوجب عليهم أن يقرروا ما إذا كانوا سيسيرون وراء الشخص. لقد اتخذوا قراراً غير صحيح قبل أيام من المعركة الانتخابية الخامسة. بينما تصرفتُ بمسؤولية، وأنا فخور بذلك.

إيران
* ماذا يجري مع إيران؟
- لقد ورثنا إرثاً مخيفاً. حتى قبل تأليف هذه الحكومة، خصّبت إيران 60% من عمليات التخصيب ووصلت إلى نقطة متقدمة جداً. عندما توليت منصبي رأيت ضخامة الفجوة التي أورثوني إياها. نحن نوظف المليارات من أجل زيادة قوتنا، وهذا يعزز آرائي اليمينية، ومفادها أنه لا يمكن الاعتماد إلّا على أنفسنا. إنني أقدّر صداقتنا مع الولايات المتحدة، لكننا بحاجة إلى الدفاع عن أنفسنا، وليس بالكلمات فقط.
* ماذا يعني هذا فعلياً؟
- أنا أنظر إلى إيران بصفتها معركة مستمرة. منذ عشرات الأعوام، إيران هي الأخطبوط الذي يلفّ أذرعه حول إسرائيل في لبنان وغزة وسورية - لقد وقعت إسرائيل في الفخ وهي تنزف، بينما إيران نفسها، التي تُعتبر أساس الشر، محصّنة وبعيدة. تدور اليوم حرب باردة من جهة واحدة، هم يضربوننا ونحن لا نردّ عليهم. نحن بصدد تغيير هذه المعادلة، ونعمل على جميع المستويات لإضعاف إيران اقتصادياً، وعلى صعيد النظام، واجتماعياً وأمنياً. سنبقى نعمل، ولن نتخلى عن ذلك. وليس عبثاً أننا صعّدنا حجم الهجمات في سورية بصورة دراماتيكية، وأيضاً نوعية الهجمات والأهداف. وهذا الأمر يصعّب الأمور على إيران.
* إذا جرى إبرام اتفاق نووي جديد، غانتس ولبيد قالا إن هذا ليس سيئاً!
- مسار الاتفاق في فيينا خطأ كبير. مع اتفاق ومن دون اتفاق، نحن لدينا إستراتيجية عمل. وحتى لو أُبرم اتفاق في فيينا، فإنه لن يكون مُلزماً لإسرائيل، ولسنا طرفاً فيه. وستحافظ إسرائيل على حرية العمل في مواجهته. وأنا أنفّذ ذلك يومياً، ليس فقط بالكلام بل أيضاً بالأفعال.

رؤيا الدولتين
* غانتس التقى أبو مازن، ولابيد التقى وريثه المحتمل، وآيزنكوت يُجري مقابلات تسبق دخوله المرتقب إلى الحياة السياسية، ويتحدث عن رؤيا الدولتين. هل يجري وضع اتفاق أوسلو جديد رغم أنفكم، وعندما تحدث المناوبة في رئاسة الحكومة سيتحقق؟
- ما دمت رئيساً للحكومة لن يكون هناك اتفاق أوسلو، وإذا جرى ذلك لن يكون هناك حكومة. أنا أعارض قيام دولة فلسطينية، ولن أسمح بإجراء مفاوضات سياسية في هذا الشأن.
* الاجتماعات المتعاقبة مع أبو مازن ووريثه أليست تحضيراً لمفاوضات أم عمليات جسّ نبض؟
- لن أجتمع بمن يلاحق جنود الجيش الإسرائيلي في محكمة لاهاي، ويحوّل الأموال إلى قتَلة، وشركائي - وبينهم غانتس ولابيد - لديهم مواقف مختلفة عن موقفي. إنهم يمثلون مواقف اليسار، وهذا من حقهم، ما دام لدينا قاسم مشترك حددناه.
* أليست هذه اللقاءات بمثابة أفعال؟
- كلا. الذين كانوا قبلي اجتمعوا بأبو مازن أكثر من مرة، ومع أعلام فلسطينية خلفهم. إنها ليست نهاية العالم. أنا لا أحكم على شركائي، لكن ليس لديهم الصلاحيات للتحرك في المجال السياسي. هم يتحدثون في الاقتصاد، وأنا مع تعزيز التجارة بيننا وبين الفلسطينيين.
* ما هي أيديولوجيا رئيس الحكومة فعلياً؟
- لم تتغير قيَمي ووجهات نظري. أنا يهودي إسرائيلي وطني يميني، ولقد استقيت جذوري من أهلي، وهذا لم يتغير. ما تغيّر هنا أنني كرئيس للحكومة أعطي أهمية كبرى للوحدة والتضامن. يتعين علينا أن نهدأ. لقد خسرنا الهيكل الأول والثاني، ولن نحصل على فرص أُخرى، ويجب ألاّ نؤجج الخلافات ونزيد الكراهية.

عن "إسرائيل اليوم"