آيزنكوت: كادت إسرائيل تصفي قاسم سليماني
قبل سنة ونصف من اغتياله لكنه نجا من الصواريخ
قتلنا مئات النشطاء من «داعش» ودمرنا بنى تحتية تابعة لهم
الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي كان خطأً إستراتيجياً
«فقط يوسي كوهن، رون ديرمر، وبنيامين نتنياهو انشغلوا في موضوع الخروج من الاتفاق النووي. لم يتحدث أحد مع جهاز الأمن». هكذا يقول رئيس الأركان السابق، غادي آيزنكوت، في القسم الثاني والأخير من الحديث معه. ويضيف: «من ناحيتنا كان هذا برقاً في يوم صافٍ. برأيي كان هذا أيضاً خطأ استراتيجيا».
في مقابلة واسعة يتحدث آيزنكوت عن التهديد الإيراني، الاتفاق النووي، الهجمات في سورية، وأنفاق «حزب الله» وكيف كدنا نصفي قاسم سليماني، والحرب غير المعروفة للجيش الإسرائيلي ضد «داعش»: «قتلنا منهم مئات النشطاء، وضربناهم بحجم كبير جدا».
ويقول آيزنكوت: «عندما دخل نتنياهو الى مكتب رئيس الوزراء وعرض عليه اشكنازي ما تم عمله في الموضوع الإيراني، وفقا للتوصيفات أفهم انه فغر فاه. دخل بيبي الى هذا بشكل جدي جدا. خصص أولمرت من قبل ميزانيات كبيرة، وواصل نتنياهو توجيه المال، خصيصا لهذا الموضوع. وسرع وصول بيبي سياقات بناء القوة».
«باراك ونتنياهو على حد سواء وضعا ثلاثة مبادئ لاستخدام القوة تجاه إيران: ان تكون القدرة، أن يكون الاضطرار، بمعنى «السكين على الرقبة»، وان تكون شرعية دولية. أنت لا يمكنك أن تفعل هذا مجرد هكذا، وحدك، دون اعلان مسبق. هذا حدث اقليمي، عالمي، ذو معان عميقة جدا. الخطاب الذي يجري حوله ليس جديا بما يكفي».
وعن انسحاب أميركي من الاتفاق يقول رئيس الاركان السابق ان «هذا خطأ استراتيجي، في ضوء حقيقة أنه حرر الإيرانيين من بعض القيود. عندما بدؤوا يخرقون الاتفاق، كانت لديهم شرعية لهذه الخروقات، بسبب الخروج الأميركي. وبعدها كانت العقوبات الجزئية، لا رقابة، الصينيون والروس لا يتعاونون مع الأميركيين».
«لاجل الحصول على قنبلة لا تكفي المادة المشعة. ويوجد عنصر آخر، يسمى أميركا. الولايات المتحدة اليوم هي ولايات متحدة مختلفة عن تلك في 2015. بأي قدر ينطر الإيرانيون للأميركيين هو عنصر هام جدا، ولأسفي في هذه اللحظة هم ينظرون إليهم ولا يأخذون بالحسبان هجوما أميركيا. هم يستغلون الوضع، وهذه مشكلة.
- هل يمكن لإسرائيل أن تشن هجوماً كهذا وحدها؟
*»هذا معقّد. هيا نأخذ الولايات المتحدة. عندما تُطلق اف 35 لا يحتاجون لأن تطلعهم مسبقاً، فهم يعرفون هذا، كل شيء مرتبط بمنظوماتهم. لا تنس انه بعد معركة صغيرة 'حارس الاسوار' ركضت إليهم كي تتلقى قطاراً جوياً من الذخيرة وصواريخ الاعتراض. توجد مسألة الشرعية الدولية، اليوم التالي، على كل هذه الامور يجب العمل. بالمناسبة، من جهة اخرى، انت تتصرف بعد 'حارس الاسوار' وكأنك بعد حرب 'يوم الغفران'، من جهة أخرى عندما يأتي مبعوث الرئيس الأميركي، روب مالي، الى هنا تعلن أنك لن تلتقيه».
- انت تقصد رئيس الوزراء بينيت؟
*»نعم. هذه مشكلة، هذا غريب جدا. من الصعب عليّ أن أفهم لماذا ينبغي إصدار تصريح قبل أن يصل المبعوث الرئاسي بأن رئيس الوزراء لن يلتقيه. يوجد هنا غرور ما للاستهلاك المحلي. أفهم الخوف الكبير من بيبي، لكن لأجل كسب نقطة ونصف في العلاقات العامة يجب عدم عمل أمر كهذا».
قاسم سليماني، الذي كان قائد قوات القدس في الحرس الثوري الإيراني، صفاه الأميركيون في كانون الثاني 2020. يكشف آيزنكوت في المقابلة معه كيف كادت إسرائيل تصفيه قبل نحو سنة ونصف من ذلك، بعد اطلاق الصواريخ الإيرانية نحو هضبة الجولان. «في حملة بيت الأوراق نجا سليماني من الموت»، يروي آيزنكوت. «كان هناك قرار بالمس في ذاك الحدث بكل من يعمل ضدنا، مهما كانت مرتبته. قررنا انه اذا كان في غرفة عمليات أو في غرفة حربية ما او في المحيط، فسننزله بالقرار ذاته، فحيث إن كل من يعمل ضدنا هو ابن موت. وكان لنا الأذن بذلك. ولكننا لم ننجح في أن نغلق عليه دائرة».
-كيف ولدت المعركة ما بين الحروب؟
*»بدأ العمل الأول في عهد غابي أشكنازي، برأيي في محيط 2008 او 2009. كنت قائد المنطقة الشمالية، وطلبت منه أن آتي اليه كي أعرض عليه الفكرة. جاء الى قيادة المنطقة ورأى عرضا مرتبا. أسمينا هذا «معركة متداخلة». قلت له: «ايها القائد، انت تقول كل الوقت ان الجيش يمكنه أن يكون في واحد من وضعين: إما في الحرب أو في الاعداد للحرب. وبالتالي عندي وضع ثالث من أجلك، وضع ليس حرباً شاملة ولكنه ايضاً ليس إعداداً، بل معركة متداخلة من الاعمال المتواصلة ضد الخصم. اتفق على أن أدير هذا من القيادة. تل روسو يقود العمليات الخاصة الاركانية. هكذا عمل هذا بين 2008 و 2010. بعد ذلك في عهد بني غانتس تأطر وارتفع درجة. وعندي أصبح معركة كاملة».
كجزء من المعركة ما بين الحروب، يروي آيزنكوت بان الجيش الإسرائيلي شارك في الحرب ضد «داعش»: «نحن نقرر المشاركة في الحرب حيال 'داعش'، وتدير إسرائيل حربا في كل ارجاء الشرق الاوسط. نحن نعمل بالتعاون مع جيوش كثيرة، في عدد لا يحصى من العمليات الخاصة، ونضرب 'داعش' على نطاق واسع جداً. يمكنني أن اقدر بأنه في أعمالنا قُتل مئات من نشطاء 'داعش' وكان هناك اكثر من الف جريح، بل دمرت منشآت وبنى تحتية».
عن تصفية انفاق «حزب الله» في حدود الشمال يقول آيزنكوت ان «نصر الله قرر بناء خطة هجومية على الجليل. هم يتطلعون، بلغتهم، إلى «توجيه ضربة لإسرائيل لم يشهد لها مثيل أبدا». والتشبيه الذي يستخدمونه هو مثلما ضرب صلاح الدين الصليبيين. هم يأتون مع فكرة احتلال الجليل ويحفرون الأنفاق. لا يدور الحديث عن انفاق «حماس» بل عن شيء ما هائل، بعرض طريق، مع عشرة مسالك».
عن «معاريف»