أوضح أمين عام حزب "فدا"، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صالح رأفت، موقف الحزب من انعقاد جلسة المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، مشيرًا إلى أنها ستكون هامة جدا لمواجهة الإجراءات الإسرائيلية على الأرض وفي المحافل الدولية.
وأكد رأفت في تصريح صحفي اليوم السبت، على ضرورة عقد جلسة المجلس المركزي في هذه المرحلة لتعزيز الوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير وهو بند رئيسي على جدول اجتماعات المجلس المركزي.
وأشار إلى أن دورة المجلس المركزي ورغم الضغوطات التي مورست على القيادة لعدم عقده ستلتئم وسينتج عنها مخرجات هامة من بينها النهوض بشعبنا على الأرض وتشكيل قيادة موحدة لمواجهة عصابات واعتداءات الاحتلال.
وقال أمين سر المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية، عضو المجلس المركزي بلال القاسم، إن انعقاد المجلس المركزي يكتسب أهمية كبرى في ظل المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية، وضرورة صدور موقف وطني جامع وموحد يخاطب العالم والعرب وشعبنا الفلسطيني، لإسناد نضالنا وصمودنا على أرضنا.
وتوقع القاسم في تصريحات صحفي اليوم، أن تخرج الدورة الجديدة من المجلس المركزي بقرارات باتجاه توحيد الموقف الوطني الفلسطيني الجامع، مؤكدا ضرورة هذه الاجتماعات لتقييم المرحلة السابقة، ولوضع قرارات تكون على مستوى الوضع الحالي، ورسم صورة وطنية فلسطينية للمستقبل.
وشدد القاسم على أن انعقاد المجلس المركزي يعكس الحالة الديمقراطية التي تمارسها القيادة منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية وتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية.
كما بحثت اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني خلال اجتماع مطول بمشاركة أعضائها في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة والخارج، مسألة موقف الحزب من اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية يوم غد الأحد.
وأوضح الحزب في بيان صحفي، أن اللجنة المركزية شخصت أن عدم تنفيذ القرارات التي اتخذت في المجالس السابقة إضافة إلى قضايا أخرى، يمثل مصدر إضعاف متواصل لمنظمة التحرير وهيئاتها، الأمر الذي يخلق هذا الجدل والاحتجاج غير المسبوق في الشارع، ولدى الرأي العام وحتى في أوساط القوى والفصائل ذاتها تجاه التعامل مع هذه الجلسة للمجلس المركزي.
وبين أنه بعد نقاش واسع ومعمق، قررت اللجنة المركزية لحزب الشعب استئناف الحوار المكثف مع حركة فتح ومع كافة القوى للاتفاق على المخرجات المحددة لهذا الاجتماع والتي على ضوئها سيقرر الحزب موقفه النهائي، مشيرًا إلى أن اللجنة المركزية للحزب كلفت المكتب السياسي لمواصلة الحوار مع كافة القوى.
كما أكدت على الرسائل التي وجهت من الأمين العام والمكتب السياسي للحزب إلى رئيس المجلس الوطني وأعضاء اللجنة التحضيرية بهذا الخصوص، وما تضمنته من ملاحظات واعتراضات للحزب.
وحددت اللجنة المركزية الأسس التي تحدد موقف حزب الشعب من المشاركة في اجتماع المجلس المركزي، مستعرضًا الأسس التي حددتها وهي:
١- أن يقرر المجلس استئناف تنفيذ قرار اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والقيادة الفلسطينية في 19/5/2020 والمجلسين الوطني والمركزي بإنهاء العمل بالاتفاقات وتحديد العلاقات مع الاحتلال، كما يقرر استئناف العمل بالقرارات التي اتخذها اجتماع الامناء العامون والتنفيذية في 3/9/2020 بهذا الاتجاه ،ويدعو اللجنة التنفيذية الى التقيد بتنفيذ ذلك بصورة فورية.
٢- أن يقرر المجلس تشكيل لجنة تحضيرية من اعضاء التنفيذية ورئاسة المجلس ومن بين اعضائه للتحضير لعقد المجلس الوطني التوحيدي خلال مدة اقصاها ستة اشهر بما في ذلك التوافق على اجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية خلال ذات الفترة بعد الاتفاق الجماعي على الافق السياسي لهذه الانتخابات وقضية القدس فيها، وعلى قاعدة انهاء الانقسام وتطبيق الاتفاقات الخاصة بذلك دون زيادة او نقصان، وفتح الطريق بجدية لإنهاء الانقسام ودعم مبادرة الجزائر الشقيقة بهذا الخصوص بالإضافة الى الرعاية المصرية القائمة بهذا الصدد.
٣- أن يقرر المجلس التصويب الواضح للعلاقة مع السلطة الفلسطينية، بتأكيد مرجعية منظمة التحرير الفلسطينية للسلطة الفلسطينية، وبإعادة تعريف السلطة الفلسطينية، استنادا إلى قرار الامم المتحدة 19/76/ لعام 2012، وليس بوصفها نتيجة التزامات واتفاقات "أوسلو"، وأخذ المقتضى الضروري لذلك سواء على صعيد سياساتها وبرامجها الاقتصادية والاجتماعية وحماية الحريات الديمقراطية وحقوق المواطنين، وبما يخدم تعزيز صمود شعبنا، وعلى صعيد علاقاتها بالاحتلال ووقف التزاماتها في هذا الشأن، وفي مقدمتها الوقف الفوري للتنسيق الامني.
٤- أن يقرر المجلس إلى حين إجراء الانتخابات العامة، تشكيل لجنة رقابية برلمانية على الحكومة من أعضاء المجلس المركزي ومن ممثلي القوى والاتحادات، كذلك تشكيل لجنة رقابة تشريعية على كل التشريعات والقرارات بقانون التي يتم إصدارها.
٥- أن يقرر المجلس توسيع واطلاق المقاومة الشعبية للاحتلال نحو الانتفاضة الشعبية الشاملة والعصيان الوطني الشامل وتشكيل القيادة الموحدة فورا لتحقيق ذلك، باعتباره الرد الحقيقي على استمرار الاحتلال وممارساته العنصرية وباعتبار ان المهمة المركزية لشعبنا هي إنهاء الاحتلال وتحقيق الاستقلال الوطني.
6- أن يقرر المجلس التوقف الفوري عن اللقاءات مع قادة الاحتلال وأركان حكومته، خاصة وان هذه اللقاءات لا تستند لأية مرجعية مرتبطة بإنهاء الاحتلال، بل يجري الاصرار خلالها وبعدها من قبل الاحتلال على طابعها الأمني و"الانساني" ويستخدمها الاحتلال للمزيد من التضليل والتغطية على جرائمه ورفضه الواضح لإنهاء الاحتلال ولتنفيذ قرارات الامم المتحدة ذات الصلة.
٧- أن تنسجم قرارات المجلس المركزي مع النظام الاساسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتلافي الخلل القانوني في أية اجراءات تنظيمية تخص انتخاب رئاسة المجلس الوطني أو اللجنة التنفيذية بهذا الخصوص.
كما قالت لجان المقاومة في فلسطين إن عقد المجلس المركزي بمواصفاته الحالية "انقلاب جديد على التوافق والإجماع والقرار الفلسطيني".
وأضافت اللجان في بيان صحفي اليوم، أن عقد "المركزي" في ظل غياب التوافق الوطني سيعمق من الأزمة والانقسام ويزيد الشرخ في الساحة الفلسطينية .
واعتبرت أن عقد "المركزي" بشكله الحالي أيضًا، تفقده أي شرعية أو قيمة، لا يحق أبدًا للمجلس مصادرة صلاحيات المجلس الوطني صاحب الحق في انتخاب أعضاء اللجنة التنفيذية ورئيس المجلس الوطني.
ودعت لجان المقاومة قيادة السلطة والمنظمة إلى "مغادرة عقلية ونهج التفرد والاقصاء والإلغاء"، لأن هذا النهج يقطع الطريق على أي مبادرة هادفة للم الشمل الفلسطيني وإنهاء الانقسام.
وقال عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي عبد العزيز قديح، إن انعقاد المجلس المركزي يأتي في ظل ظروف غاية في الحساسية والخطورة، نتيجة تعطيل حكومة الاحتلال الإسرائيلي لعملية السلام، وتنكرها لكل القرارات الدولية.
وأضاف في تصريحات إذاعية صباح اليوم، أن انعقاد المجلس المركزي يأتي في ظل ما يتطلبه للانتقال بالوضع الفلسطيني باتجاه تجسيد قيام الدولة الفلسطينية على الأرض، وفق قرارات الشرعية الدولية، ما يدعو الجميع للمشاركة والمساهمة من خلال رؤيتهم السياسية في إنجاح عقده.
وبين قديح أن منظمة التحرير تقود النضال الوطني وتمثل الكل الفلسطيني، لذا فإن انعقاد المجلس فرصة لمراجعة القرارات السابقة، والتأكيد عليها ووضع الآليات المناسبة لتنفيذها.