روافع دولية مساندة

حمادة-فراعنة-1.png
حجم الخط

بقلم حمادة فراعنة

 

 

 

ليست منظمة العفو الدولية Amnesty International‏، ومقرها لندن، تأسست عام 1961، على يد المحامي بيتر بينيس، والأمين العام الحالي إيناس كالامار، ليست وحدها من يعمل لكشف وتعرية سياسات المستعمرة الإسرائيلية ضد الشعب العربي الفلسطيني، بل تقف معها أيضاً منظمة هيومن رايتس ووتش: human rights watch، مقرها نيويورك، تأسست عام 1978، بمبادرة من روبرت بيرنستاين وأريه نيير، والثالثة بتسيلم الإسرائيلية «المركز الإسرائيلي للمعلومات عن حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة»، مقرها القدس، تأسست عام 1989، على يد عضو الكنيست زهافا غال-أون، وديفيد زوكر.
ثلاث منظمات دولية: بريطانية وأميركية وإسرائيلية، تتطوع باتجاهين: 1- تعرية الممارسات الإسرائيلية. 2- إظهار معاناة الشعب الفلسطيني. وهو سلوك مزدوج يحقق المطلوب في إظهار حقيقية مشروع المستعمرة الإسرائيلية، وعدالة المطالب الفلسطينية ومشروعية نضال الشعب الفلسطيني في مواجهة العوامل الثلاثة: 1- النضال ضد التمييز العنصري في مناطق الاحتلال الأولى عام 1948. 2- النضال ضد الاحتلال والاستيطان والتضييق والحصار في مناطق الاحتلال الثانية عام 1967. 3- نضال اللاجئين الفلسطينيين في إنهاء التشرد واللجوء وحياة المخيمات.
نضال الفلسطينيين المثلث هو الأساس، ولكن الروافع الدولية هي العوامل المساندة لهذا النضال، التي تختصر عوامل الزمن لإنهاء المعاناة، وتحقيق الأهداف الثلاثة: المساواة في مناطق 48، الاستقلال لمناطق 67، والعودة للاجئين إلى المدن والقرى التي طردوا منها عام 1948، العودة إلى اللد والرملة ويافا وحيفا وعكا وطبريا وبيسان وبئر السبع، واستعادة ممتلكاتهم منها وفيها وعليها.
ولهذا كلما زادت وتيرة النضال الشعبي المدني السلمي الفلسطيني، زادت عوامل البطش والحماقات والجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، فيزداد نشاط وجهد ومتابعة العوامل الدولية المساندة وتضامنها، وتصادمها مع المستعمرة.
لقد كسبت الصهيونية، وحققت مشروعها الاستعماري على أرض فلسطين، بفعل: 1- تحالفها مع البلدان الأوروبية. 2- تضامن العالم مع معاناة اليهود وما تعرضوا له من ظلم على يد القيصرية والنازية والفاشية، فتم ترحيلهم إلى فلسطين. وها هم يرتكبون الجرائم ويقترفونها بحق الشعب الفلسطيني الذي لا ذنب له في جرائم أوروبا التي اقترفتها بحق اليهود.
ثلاث منظمات بريطانية وأميركية وإسرائيلية، نشاطها وتضامنها يُدلل على مدى الجموح والتطرف الإسرائيلي، الذي يدفع بالمنظمات الثلاث: أمنستي، وهيومن رايتس، وبتسيلم، للعمل على تسجيل الجرائم الإسرائيلية وتوثيقها، ودعم حق الفلسطينيين في الحياة والكرامة على أرض وطنهم.
إنها روافع قانونية سياسية إنسانية مهمة للنضال الفلسطيني من أجل المساواة والاستقلال والعودة.