كشفت الحكومة المصرية عن وجود مشروع مصري لاستكمال "الربط الكهربائي"، بين مصر ودول شمال إفريقيا بالكامل، وذلك في إطار مساعي الدولة المصرية لتصبح مركزا إقليميّا لتبادل الطاقة الكهربائية في القارة السمراء ومنطقة الشرق الأوسط.
وذكر المركز الإعلامي لمجلس الوزراء، في تقرير له الاثنين، أن هناك خطط ربط كهربائي قائمة بين مصر وليبيا، ومصر والسودان، إضافة إلى مشروع مصري مستقبلي للربط الكهربائي مع دول شمال إفريقيا.
الربط مع ليبيا والسودان
وتخطط الحكومة المصرية لزيادة حجم الكهرباء المُصدرة إلى ليبيا بمقدار 12 ضعف القدرة الحالية للربط الكهربائي بين الجانبين، بحسب التقرير المصري.
ويوضح التقرير أن هناك دراسات جارية لزيادة قدرة الخط الكهربائي بين القاهرة وليبيا من 150 ميغاوات حالياً، حتى 2000، واصفاً المشروع بأنه "مرحلة أولى لاستكمال الربط الكهربائي بين دول شمال إفريقيا بالكامل".
وكشف التقرير الحكومي أن قدرة خط الربط بين مصر والسودان وصلت عند بداية تشغيله في أبريل 2020 إلى 80 ميغاوات، وهناك دراسة لزيادة سعته إلى 300 ميغاوات، بعد انتهاء تركيب المهمات الكهربائية اللازمة.
وأوضح أن الربط الكهربائي القائم بين مصر والسودان وصل طوله إلى 170 كم بواقع 100 كم بالجانب المصري و70 كم بالجانب السوداني.
بوابة ليبيا
ويقول مصدر حكومي مصري، في حديثه، إن هناك تنسيقًا مشتركًا بين دول شمال إفريقيا وبعضها بشأن التنفيذ المستقبلي لمشروعات ربط كهربائي، موضحًا أن تدعيم قدرة الخط "المصري – الليبي"، سيُمهد الطريق لمباحثات إضافية لتحقيق الربط مع دول الإقليم، بحيث تكون ليبيا بوابة الربط الكهربائي بين مصر ودول إفريقيا.
ويشير المصدر إلى أنه عقب تدعيم "الخط الحالي"، ستتم دراسة الربط مع دول المغرب الكبير "تونس والجزائر والمغرب"، وحتى دولة موريتانيا مستقبلاً، موضحًا أن الأمر قد يحتاج لسنوات لتحقيقه، لكنه مشروع يجري العمل على تحقيقه على الأرض، بدعم من القيادة الساسية ووسط ترحيب من دول الإقليم.
حلم الربط العربي
ويقول السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، إن الدولة المصرية مُهتمة بتحقيق "الربط الكهربائي"، ليس فقط مع شمال إفريقيا، ولكنها تعمل منذ تسعينيات القرن الماضي على تحقيق الربط مع الدول العربية.
ويوضح السفير جمال بيومي، في حديثه، أن مصر ستصبح البوابة التي ستربط بين قارة إفريقيا ممثلة في دول شمال إفريقيا، وعدة دول تسعى مصر لتحقيق الربط الكهربائي معها في القارة، والدول العربية في الخليج وشمال غرب آسيا، ودول أوروبا، موضحًا أن هذا الأمر سيُمثل ما يمكن وصفه بـ"سوق الطاقة".
ويشير مساعد وزير الخارجية المصري إلى أن مصر سبق أن تقدمت بمقترحات بشأن "الربط العربي"، كما قدمت لقمة الاتحاد الإفريقي في فبراير 2021 مقترحًا بشأن الربط الكهربائي مع دول شمال إفريقيا، وتم التصديق عليه وإدراجه ضمن القائمة النهائية في مجموعة المشروعات العابرة للأقاليم.
فائض الطاقة
ويقول حافظ سلماوي، الرئيس السابق لجهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك المصري وأستاذ هندسة الطاقة، إن مشروعات الربط الكهربائي تحقق فوائد اقتصادية وسياسية واسعة للدول، بداية من اختلاف توقيتات الذروة في الاستهلاك الكهربائي بين الدول وبعضها، ما يتيح تبادل فائض الطاقة بين الدول التي تعاني عجزًا في توقيت ما، والدولة التي تمتلك فائضًا في هذا التوقيت.
ويضيف سلماوي، في حديثه، أن مصر لديها بالفعل شبكات ربط كهربائي مع العديد من الدول مثل الأردن وقطاع غزة والسودان وليبيا، وتخطط لمزيد من التوسع.
وأشار أستاذ هندسة الطاقة إلى وجود مقترحات للربط مع دول الخليج العربي عبر العراق وصولاً لباقي دول مجلس التعاون الخليجي.