بقلم: إياد الدريملي

في يوم الإذاعة العالمي.. لنجدد الثقة في الصحافة الإذاعية

إياد الدريملي
حجم الخط

غزة - وكالة خبر

في عام 2011 أعلنت الدول الأعضاء في منظمة اليونسكو عن تحديد يوم 13 فبراير يومًا عالميًا للإذاعة، واعتمدت ذلك الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2012. باعتبار ان الإذاعة هي وسيلة قوية للاحتفال بالمجتمعات بكل تنوعها لكونها تشكل منصة للحوار الديمقراطي والاتصال الانساني .

وعلى المستوى العالمي، تظل الإذاعة الوسيلة الإعلامية الأوسع انتشارًا وتشكل قدرتها الفريدة من الوصول إلى جمهور واسع وتشكيل تجربة المجتمع في التنوع، وخلق ساحة للجميع للتعبير عن آرائهم وتمثيلهم وإسماع صوتهم وينبغي أن تخدم محطات الإذاعة المجتمعات المختلفة،وأن تستمر في تقديم برامج ووجهات نظر ومحتوى يتسم بالتنوع، وأن تعكس تنوع الجماهير في مؤسساتها وعملياتها.

وعلي الرغم من مرور  أكثر من قرن من تاريخها، تعتبر الإذاعة واحدة من أكثر الوسائط الاعلامية الموثوقة والأكثر استخدامًا على مر السنين، حيث وفرت وصولاً سريعاً للمعلومات و للناس وبأسعار معقولة بالمقارنة بحجم المعلومات التي تساهم في نشرها ناهيك عن التغطية المهنية والمستمرة حول المسائل ذات الاهتمام العام، فضلاً عن ضمان التعلم عن بعد وبرامج الترفيه، من خلال الربط بين التقنيات التقليدية والحديثة، حيث أصبحت تقدم الإذاعة مجموعة متنوعة من المحتوى عبر وسائل وتقنيات مختلفة، مثل البث الصوتي والمرئي ومواقع الاعلام الرقمي والوسائط المتعددة وانشاء منصات وبث مشترك لتوسيع دائرة التأثير بالقضايا الهامة وقيادة الحملات التي ترسخ مفاهيم وقيم المجتمعات وتدافع عن الحقوق والقضايا الإنسانية والمعيشية وتوصل رسائلهم ووجهات نظرهم للمسؤلين وصانعى القرار.

 وفي هذا العام دعت اليونسكو الى ان يكون عنوان الاحتفالية باليوم العالمي للاذاعة هو تجديد شعار الثقة بالمحتوي والمعلومات وتجديد الثقة بالاذاعات بعد ان خلصت العديد من الدراسات الى ان الأحداث العالمية الأخيرة ووباء COVID-19 ادت إلى تآكل الثقة في وسائل الإعلام بشكل عام، وانتشار وتداول محتوى كاذب ينتشر بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي وبالتزامن مع ذلك، أدت الازنة المالية والتخفيض القصري لعدد الموظفين وفقدان الإعلانات لشبكات الإنترنت إلى تسريع الانخفاض في عائدات وسائل الإعلام الإخباري، بما في ذلك، الإذاعة، ورفع تكاليف المعلومات لا سيما الإذاعة المحلية.

وكشفت الدراسات الجديدة عن تراجع عالمي في الثقة في حجم المعلومات الكبير علي شبكات الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، بينما اظهرت ارتفاعًا كبير في الثقة بالراديو وفي الأخبار التي يتم بثها على الاثير ولا يزال الكثير من المواطنين يثقون في الراديو أكثر من أي وسيلة إعلام أخرى.

فلسطينياً تنتشر محطات اذاعية محلية متعددة متخصصة لكنه تعاني من الكثير من التحديات والصعوبات تتقاطع فيها مع تلك التي تعانيها مثيلاتها في العالم الا ان الخصوصية الفلسطينية تزداد أعباء الإذاعات اضعاف حيث لازالت تشهد اعتداءات  مستمرة من قبل الاحتلال الاسرائيلي الذي يحارب المحتوي الفلسطيني الذي يوثق الانتهاكات والجرائم اليومية ويحارب العديد من الاذاعات تحت حجج متعددة منها بذريعة التشويش علي الملاحة وعدم الترخيص والتأثير على الشبكات التي تتبع للمستوطنات الإرهابية الجاثمة على الأرض الفلسطينية واضافة الى توجيه اتهامات بالتحريض واثارة الراي العام بهدف خدمة سياسته العسكرية في قمع الحريات وحرية الصحافة والحد من تداول المعلومات ويفرض قيوداً علي طواقمها ويحد من الحريات الاعلامية واغلاق العديد من الاذاعات واعتقال العشرات من طواقمها والاعتداء عليها واقتحام مقراتها والتشويش على بثها والبث المرئي.

حيث سجلت جهات حقوقية وصحفية دولية ومحلية انتهاكات متعددة تتعرض لها الاذاعات من قبل إدارات مواقع التواصل الاجتماعي باغلاق العديد من المنصات والصفحات الرسمية والخاصة للعديد من الصحفيين والمراسلين وصل الي حد ارسال رسائل تحذير لهذه الإذاعات والصفحات بدعوى مخالفة معايير النشر والتحريض على العنف  مما يشكل خطورة على استمرار عمل الإذاعات الذي تقيده شركات التواصل الرقمي بحق المحتوى الفلسطينى.

نعم لازالت الاذاعات جديرة بثقة الجمهور ولها روادها ومستمعيها ومتابعيها ولازالت تتصدر أولويات الجماهير وتبقى الإذاعات الفلسطينية بحاجة لتعزيز الثقة بها ورفع كافة الإجراءات المقيدة لعملها وتستوجب الدعم جهوداً حقيقية لدعمها من القطاع العام والخاص والمجتمع المدنى وتذليل كل العقبات امام عملها ونجاحها في تأدية رسالتها الإعلامية والمجتمعية والتعبوية ورفع كافة المعيقات امام طواقمها وتعزيزهم بكل الإمكانيات الممكنة ليقدموا ابداعاتهم وافكارهم الخلاقة التي تنعكس على المجتمع وقضاياه.