أحيا أهالي الجولان السوري المحتل، اليوم الإثنين 14 فبراير 2022، الذكرى الـ40 للإضراب الكبير، بمسيرة حاشدة انطلقت من قرية مجدل شمس المحتلة، وصولا إلى خط وقف إطلاق النار شرقي القرية.
وفي ختام المسيرة، شارك الآلاف من أهالي الجولان المحتل من كلا شقي خط وقف إطلاق النار، أكدوا خلالها على انتمائهم العربي السوري، ورفضهم لقرار الضم الذي صدر عن حكومة الاحتلال في الرابع عشر من ديسمبر عام 1982، والذي شكّل الشعلة لإعلان الاضراب العام والشامل بكافة قرى الجولان المحتل في الرابع عشر من فبراير في العام ذاته.
وردد الأهالي هتافات وشعارات اكدت على انتمائهم لوطنهم الأم سوريا، كما شددوا خلال كلماتهم على إصرارهم المضي بمقاومة الاحتلال بكافة الطرق، حتى كنسه من أراضيهم.
يشار إلى أن إضراب أهالي الجولان التاريخي، كان قد استمر لمدة ستة أشهر متواصلة طالبوا خلالها حكومة الاحتلال بإلغاء قانون الضم واعتبار الجولان منطقة محتلة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى الإفراج عن كافة المعتقلين الذين تم الاعتداء عليهم واعتقالهم اثر تصديهم للاحتلال الإسرائيلي، ومعاملة سكان الجولان حسب المواثيق الدولية التي اقرتها الأمم المتحدة ومنظماتها الدولية. كما كانت أبرز مطالب أهالي الجولان، الكف عن محاولات فرض الجنسية الإسرائيلية عليهم، ورفع كف الاحتلال عن أراضيهم ومواردهم.
وقال الشيخ قاسم الصفدي من سكان قرية مجدل شمس في الجولان المحتل: "نجحنا في حينها بتحقيق جزء من مطالبنا، ابرزها عدم فرض الجنسية الإسرائيلية علينا، والتشبث بهويتنا العربية السورية. وعليه قررنا انهاء الاضراب بعد ستة أشهر، عانينا فيها من النقص الشديد بالمواد الغذائية والطبية وتقاسمنا رغيف الخبز، لكننا أصرينا على المضي بإضرابنا وعدم الخضوع لرغبة المحتل".
وشدد الشيخ رفيق ابراهيم من سكان قرية مجدل شمس على أهمية احياء هذه المناسبة المفصلية، وقال "ذكرى الاضراب الكبير تعني لأهالي الجولان السوري المحتل الكثير، بحيث شكلت نقلة بتعامل سلطات الاحتلال مع أهالي الجولان، بعد ادراكهم بأن احتلالهم لم ولن يغير شيء بانتمائنا العربي السوري".
وأضاف "لقد عانينا الامرين خلال هذا الإضراب الذي استمر لمدة ستة أشهر، لكنا ورغم ذلك لم نخضع، وحتى اليوم نصر على اعتبار قرار الضم باطلاً ولا قيمة له، مهما حاول الاحتلال الهيمنة على أراضينا".
وفي ذكرى الإضراب جدد الأهالي مطالبهم بالتفات المجتمع الدولي للانتهاكات المستمرة في حقهم، وتوفير حماية دولية لهم. إذ ما زالت سلطات الاحتلال تصر على مخططاتها في الجولان، بحيث صادقت حكومة الاحتلال قبل نحو شهر على مخطط لتوسيع الاستيطان في المنطقة، وبناء مستوطنتين جديدتين تحت مسمى "اسيف" و"ميتار"، ستتضمن كل منهما 2000 وحدة استيطانية، إضافة لمخططات توسعة لمستوطنات قائمة، بهدف مضاعفة عدد المستوطنين في المنطقة مع حلول العام 2030.
وتسعى حكومة الاحتلال، إلى تحويل الجولان لما أسمته "عاصمة تكنولوجيا الطاقة المتجددة" وذلك ضمن مخطط التوربينات الهوائية الذي يعتبر من اخطر المخططات التي يواجهها الجولان المحتل، إذ هيمن على آلاف الدونمات من أراضي السكان وبنى عليها 42 توربينه عملاقة يبلغ طول الواحدة منها 120 مترا، بهدف تطوير الطاقة المتجددة على حساب الأراضي العربية السورية.