الحب هو أسمى المشاعر في الحياة، ولا يقتصر مفهومه على المعنى الدارج له من حيث العلاقة بين الرجل والمرأة، ولكنه يتسع ليشمل جميع أنواع العلاقات الإنسانية. ومن أهم الأسس والقواعد النفسية التي يجب أن يحرص عليها الآباء خلال العملية التربوية تعليم أبنائهم كيفية تبادل مشاعر المودة والحب مع الآخرين.
وتشير الدراسات النفسية إلى أن الخبرات التي يقوم الأطفال باكتسابها من خلال القلب هي الأكثر ثباتاً في الذاكرة، لذا يجب على الآباء تعليم الأبناء مشاعر الحب حتى تصبح قلوبهم ذكية وذلك من خلال تنمية الذكاء المتصل بالعواطف.
كما أشارت دراسة أخرى أيضاً إلى أن الأطفال الذين يكتسبون المهارات العاطفية والتعوّد على تبادل مشاعر الحب مع الآخرين هم الأكثر اتزاناً وقدرة على تفهّم جوانب الحياة عند النضوج، كما يكونون أكثر استعداداً للتعاون مع الآخرين.
إن الأطفال الذين يفتقدون الحب والحنان هم الأكثر قابلية لتكوّن الاتجاهات السلبية لديهم، حيث تتولّد لديهم مشاعر التحفيز السلبي مثل القلق والتوتر والتي تؤدي بدورها إلى الإخفاق في التفكير السليم والتخطيط للحياة فيما بعد.
وأضافت أن الاهتمام والرعاية النفسية للأطفال من أهم العوامل التي تساعد على الاستقرار النفسي؛ ومن ثم تحفيز الطفل على الإبداع والإنتاج. مؤكدة بعض النقاط التي يجب أن يحرص عليها الآباء مثل: – تعزيز قدرات التفاعل العاطفي لدى الطفل تجاه الآخرين، مثل تدريبه على إبداء إعجابه بالأشياء الجميلة، وتوجيه الشكر لمن يسدي له معروفاً.
– تحفيز الأطفال على التعاون من خلال إشراكهم في الأنشطة والألعاب الجماعية. – تقديم الهدايا للجد والجدة مثلاً من الصور الواقعية التي تنمّي مشاعر الحب لدى الأطفال تجاه من حولهم. – الحرص على حث الأطفال على مساعدة بعضهم البعض داخل الأسرة وخارجها، مما يعلّمهم روح المسؤولية وكيفية الاعتناء بالآخرين.
أن الحب بمعناه المجرّد هو قيمة روحية نعبّر عنها بصورة سلوكية، وهو قيمة فطرية تساعد الإنسان على التواصل مع من حوله بصورة إيجابية. مضيفة أن الممارسات الخاطئة لمفهوم الحب مثل قصره على الرعاية المادية تجاه الأسرة مثلاً من أكثر الاتجاهات السلوكية الخاطئة، حيث إن الحب يحتاج إلى التعبير والإفصاح عن المشاعر سواء بين الأزواج أو تجاه الأبناء، لأن ذلك يعمل على إشباع الحاجات النفسية وهي الأهم على الإطلاق في تكوين الشخصية السوية للإنسان. كما أكدت الغامدي أن الحب يضيف الكثير إلى حياة الإنسان مثل: – تطهير النفس. – صفاء الذهن. – التواصل الإيجابي مع الآخرين. – الرضا عن النفس. – الشفافية في التعامل مع الأمور.
موضحة أن الرسائل الإنسانية التي تصل من خلال الحب هي الأكثر تأثيراً في الآخر، وعلى ذلك ينبغي ألا يخجل الإنسان من التعبير عن مشاعره تجاه الآخرين. كما أشارت إلى أنه لابد أن يصحّح البعض مفاهيمهم الخاطئة عن أن التعبير عن الحب يعد بمثابة نوع من ضعف الشخصية، بل العكس فإن قيمة الحب تجعل الإنسان يعتمد على الفطرة في المعاملات الشخصية وتجعله يتحرّر من الأقنعة الزائفة التي يلجأ إلى ارتدائها أحياناً خلال المعاملات الاجتماعية.