أكدت الحكومة المصرية بالأرقام والإحصاءات على أهمية قناة السويس في توفير الوقت بحركة التجارة العالمية، مقارنة بمسارات بديلة.
وقال تقرير للمركز الإعلامي لمجلس الوزراء المصري، إن قناة السويس "لا تزال تحتفظ بأهميتها كأحد شرايين الملاحة البحرية، وتوفر عشرات الأيام في زمن انتقال الرحلات بين شرق العالم وغربه".
وقدر التقرير عدد الأيام التي توفرها القناة في رحلات السفن مقارنة بالمسارات الأخرى، بما يتراوح بين شهر كامل وعدة أيام، حسب موقع انطلاق السفينة ووجهتها.
واستعرض التقرير الحكومي مقارنة بين مدة السفر عبر قناة السويس وأبرز الممرات البديلة لها، وهو طريق رأس الرجاء الصالح وقناة بنما، واستخلص أن المرور عبر القناة المصرية يوفر عشرات الأيام.
ووفق التقرير، يستغرق الطريق من جدة إلى بيرايوس 4 أيام بقناة السويس مقارنة بـ36 يوما في "الرجاء الصالح"، ومن رأس تنورة إلى نيويورك 25 يوما عبر قناة السويس مقارنة بـ35 يوما في رأس الرجاء الصالح، والطريق من كولومبو إلى نيويورك يستغرق 23 يوما من خلال قناة السويس مقارنة بـ37 يوما خلال قناة بنما.
وأفاد أن "قناة السويس حققت في 2021 عوائد ومؤشرات غير مسبوقة في تاريخها، بفضل مشروعات الازدواج والتوسعة والتعميق وجذب المنطقة الاقتصادية للاستثمارات العالمية".
وسجلت إيرادات قناة السويس 6.3 مليارات دولار خلال عام 2021، وقالت الحكومة إنها "أعلى إيراد سنوي في تاريخ القناة"، مقارنة بـ4.8 مليارات دولار عام 2010.
ورصد التقرير زيادة عدد السفن العابرة بالقناة، لتبلغ 18.8 ألف بحمولات 1270 مليون طن خلال العام المنتهي، مقارنة بـ18 ألفا في 2010، بحمولة 846.4 ملايين طن.
ومن الأرقام القياسية التي رصدها التقرير عام 2021، زيادة حجم التجارة العالمية عبر القناة بنسبة 8.5 بالمئة، وسجلت حركة الملاحة أعلى حمولة صافية شهرية في تاريخها بحجم 112 مليون طن في نوفمبر 2021، فضلا عن تحقيق حركة الملاحة أعلى إيراد يومي منذ جائحة "كورونا" قدره 30.4 ملايين دولار في 8 أبريل الماضي.
ويقول أمين عام اتحاد الموانئ العربية اللواء بحري عصام بدوي، إن الرقم القياسي في عدد السفن العابرة في القناة مرتبط بالنشاط المتسارع لحركة التجارة العالمية بعد عام من جائحة "كورونا"، إضافة إلى جهود قناة السويس في تيسير حركة الملاحة بها دون عوائق.
ويضيف بدوري في حديثه، أن الفترة الماضية شهدت حالات تكدس للسفن في عدة موانئ عالمية لوجود أزمة في سلاسل الإمداد، وهذا التكدس بدأ في الانفراج تدريجيا وانعكس على حركة التجارة العالمية.
ويشير إلى أن أعداد السفن على المستوى العالمي وحركة البضائع في ازدياد، وأكبر المستفيدين من هذه الحركة سواء من حيث عدد السفن أو الحمولات هو قناة السويس، باعتبارها شريانا رئيسيا للتجارة العالمية.
ويلفت الأمين العام لاتحاد الموانئ العربية إلى أن معدلات العبور العالية للسفن في قناة السويس خلال يناير مؤشر لحلحلة أزمة سلاسل الإمداد العالمية، التي انعكست بدورها على إيرادات القناة في الأسابيع الماضية وتستمر الفترة المقبلة.
ووفق آخر إحصاءات قناة السويس، فإن عدد السفن العابرة في القناة خلال يناير 2022 سجل زيادة قدرها 1800 سفينة مقارنة بيناير 2021، بإجمالي 1774 سفينة عبرت من الاتجاهين، بزيادة في حجم الحمولات مقدارها 1.9 ملايين طن.
وأكدت الحكومة المصرية حرصها على دعم مكانة قناة السويس وتنافسيتها العالمية عبر مشروعات تطوير لزيادة عامل الأمان الملاحي وتقليل زمن العبور، والتحول من "معبر تجاري" إلى "مركز صناعي ولوجستي عالمي" إضافة إلى عبور السفن.
إدارة القناة خلال "كورونا"
ويقول عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية محمد الشهاوي، إن الأرقام القياسية لقناة السويس يعود الفضل فيها لأمرين، الأول الإدارة الحكيمة للقناة برئاسة الفريق أسامة ربيع، وهو ما يمكن القناة من تفادي الأزمات وتيسير عبور التجارة العالمية عبرها.
أما الأمر الآخر، حسب حديث الشهاوي ، فهو بدء تعافي الاقتصاد العالمي من جائحة فيروس كورونا، والسياسات التسويقية المرنة التي تتبعها إدارة القناة مع الخطوط الملاحية، لا سيما في أثناء الجائحة وبعدها.
وأشار الشهاوي إلى أن قناة السويس ينتظرها المزيد من الأرقام القياسية والإنجازات خلال الفترة المقبلة، مع استمرار تعافي التجارة العالمية من تداعيات كورونا وجذب الكثير من السفن التي لم تكن تعبر القناة من قبل.
المصدر: سكاي نيوز عربية