اخترتُ هذه الشخصية العنصرية، لأنه عضو كنيست وزعيم حزب سياسي كبير في الحكومة الحالية، وهو أيضاً صغير السن ولد في إحدى مغتصبات الجولان، عائلته ترجع في أصولها إلى أوكرانيا، وهو اليوم من الحزب المهيمن، يمينا، وهو من أحفاد أحد أبرز مؤسسي إسرائيل، الحزب الصهيوني الديني!
لم تقتصر عنصرية هذه الشخصية على الفلسطينيين، بل طالتْ اليهود أنفسهم عندما قام بزيارة أوروبا الشهر الجاري.
اخترتُ هذه الشخصية العنصرية لسببين، أولاً بسبب افتتاح مكتب رفيق دربه العنصري، إيتمار بن غفير في حي الشيخ جراح في القدس لتعذيب أهلنا وإبعادهم عن مسقط رأسهم، أما السبب الثاني فهو أن هذه الشخصية العنصرية لم تكتفِ بالتمييز العنصري ضدنا، بل طالتْ أيضاً اليهود الأوروبيين الذين لم يهاجروا بعد إلى إسرائيل،
حرَّضني مجلسُ اليهود البريطانيين وهو أقدم مجالس الجاليات اليهودية في العالم على فتح ملفه العنصري، آملاً في أن أجد فلسطينيين يوثِّقون ملفات هذه الشخصيات العنصرية، ويترجمونها إلى لغات العالم الرقمي والقضائي!
طالب رئيس مجلسُ اليهود البريطاني، Michael Wegier هذه الشخصية العنصرية بأن يركب الطائرة ويُغادر لندن فوراً، لأنه محرضٌ على الكُره اليهودي اليهودي، فهو عارٌ على اليهود، لأنه صرَّح خلال جولته أمام يهود بريطانيا الإصلاحيين قال:
"أنتم تشبهون الجالية اليهودية في ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية قبل الهولوكوست، إنَّ تماثلكم مع الأغيار، وزواجكم من غير اليهود حرام شرعاً وخطيئة دينية، كما أن عمليات التهويد التي تنفذونها إثمٌ، لأن التهويد الصحيح يجب أن يتم على يد الحاخامية الكبرى في إسرائيل فقط"!
هذا العنصري، عضو الكنيست الذي يصول ويجول، لم يُخفِ مخزوناته من العنصرية، قال في شهر نيسان العام 2021:
"كل المسلمين ممن لا يؤمنون بحق اليهود في أرض الميعاد عليهم أن يغادروا البلاد"!
هو الذي قال لأعضاء الكنيست الفلسطينيين:
"أنا لا أحادثكم، أنتم أعداء، وجودكم في الكنيست خطأ فادح، أنتم ضد الصهيونية، تناصرون الإرهاب، لم يُكمل بن غوريون عمله بعد، فقد ترك (العرب) يسكنون في إسرائيل".
هو نفسه رفض أن تكون زوجته في غرفة ولادة مع امرأة فلسطينية، وطالب بفصل الفلسطينيات في المستشفيات عن اليهوديات، قال:
"كيف أترك زوجتي تلد مولوداً إلى جوار امرأة فلسطينية ستلد طفلاً يقتل ابني بعد عشرين عاماً"!
هذا العنصري يقود اليوم أخطر جمعية عنصرية في إسرائيل، جمعية ريغافيم، المختصة بتهويد سكان النقب، فهي تطارد كل سكان النقب، وتدعو لاستيطانه من يهود العالم.
إنه الحاخام عضو الكنيست من حزب يمينا، بتسليل سموترتش المولود العام 1980.
هذا العنصري يعمل محامياً يسعى إلى أن يكون وزيراً للعدل، حتى يُطبق الشريعة اليهودية تطبيقاً كاملاً على كل مناحي الحياة!
لإكمال صورة هذا العنصري، فهو ليس ظاهرة شاذة في الساحة السياسية الإسرائيلية، بل له أنصارٌ، هم اليوم الأكثرية! فقد دعمه رئيس الحركة الصهيونية الدولية الليكودي، Yaakov Hagoel قال عنه: "أعارض كل مَن طالبَ بخروج سموترتش من بريطانيا، فهو منتخبٌ ديموقراطياً" أي أن منتخبيه يشبهونه في عنصريته!
دعمه أيضاً رفيقه عضو الكنيست، إيتمار بن غفير، خليفة زعيم حزب كاخ العنصري، قال: "من المخجل ما فعلوه مع سموترتش، إنَّ مجلس أمناء يهود بريطانيا مصابٌ باليسارية"!
أما، عضو الكنيست المستقيل، أريه درعي، زعيم حركة شاس فقال: "من العار على مجلس يهود بريطانيا ما فعلوه مع سموترتش"!
أما بقايا اليساريين في إسرائيل فقد كشفوا حقيقة حكومة إسرائيل العنصرية، فقد غرد، نتسان هروفتش عضو الكنيست من حزب ميرتس:
"حزبك يا سموترتش العنصري الكهاني أفسد الجالية اليهودية في بريطانيا، وهي الجالية التي تدعو للتسامح والمساواة والعدالة"!
أما وزير شؤون الدياسبورا فقال:
"لا، لعنصرية سموترتش، عد إلى بيتك"!
أخيراً، أليستْ هذه الشخصية ومناصريها دليلاً على صحة تقرير منظمة العفو الدولية، أمنستي، الذي وصف إسرائيل بأنها دولة أبارتهايد عنصرية؟!