أن ترسل إسرائيل كل يوم،بل على مدار الساعة، طائراتها الحربية القاذفة والمقاتلة إلى لبنان فتنتهك سيادته وتقوم بإختراق حاجز الصوت فوق مدنه وقراه، ومن هناك لتقوم بقصف اهداف في سورية،فهذا بالنسبة لإسرائيل وحماتها في أميركا والغرب، شيئ طبيعي وحق مكتسب وأمر لا يستحق حتى التوقف عنده في عرف من يعتبرون أنفسهم العرق الأنقى وفرسان حضارة وتمدن وحقوق الإنسان.
ولكن ومن الجهة المقابلة،أن تقوم المقاومة اللبنانية بإرسال طائرة إستطلاع إلى اجواء الاحتلال الإسرائيلي لا لتقصف وتقتل بل لتحلق لمدة اربعين دقيقة وتقوم بعملية تصوير ومسح جوي لأراض تبلغ مساحتها ٧٠كم٢ ومن ثم لتعود بسلام إلى قاعدتها، فهذه جريمة لا تغتفر.
ولكي نضع النقاط على الحروف فإن من ارسل طائرة “حسان” لتحلق في اجواء دولة الاحتلال في هذا التوقيت بالذات، قد تعمد إرسال ثلاث رسائل مهمة إلى من يهمهم الامر في تل ابيب.
الأولى: أنه إذا كانت طائرة استطلاع مسيرة واحدة غير مسلحة قد اربكت إسرائيل بأسرها وادخلت سكان الشمال إلى الملاجئ، فكيف سيكون حالها إذا تم إرسال عشرات الطائرات المسيرة القاصفة،في وقت واحد، او في حال تم قصفها بمئات او آلاف الصواريخ الدقيقة وغير الدقيق دفعة واحدة؟!
الثانية: أن فشل منظومات الدفاع الإسرائيلية من قبة حديدية و”حيتس” و”مقلاع داوود” ومعها الطائرات الحربية الاميركية المقاتلة في إسقاط طائرة واحدة، لا تزيد تكلفة صناعتها عن بضع مئات أو آلاف من الدولارات، قد وجه ضربة عنيفة لمبيعات السلاح الإسرائيلية ولمخططات بيعها للإمارات واوكرانيا وغيرهما.
الثالثة: أن صبر سوريا ومحور المقاومة على الاعتداءات الجوية والصاروخية قد ينفد وعند ذلك فلا يلومن قادة إسرائيل إلا انفسهم.
في الختام،فإن الامر الذي لا شك فيه أن مسيرة “حسان” قد ادخلت قادة إسرائيل السياسيين والامنيين والعسكريين في ازمة حقيقية فهم أمام خيارين صعبين لا ثالث لهما: فإما إبتلاع الضربة وكأنها لم تكن، وهذا الارجح، او الرد عليها وعندها ستفتح عليهم ابواب جهنم.