أعلنت مؤسسات الأسرى، والقوى الوطنية، عن انطلاق برنامج الفعاليات الوطنية الإسنادية للحركة الأسيرة في كافة المحافظات، ابتداء من اليوم ولمدة أسبوع، فيما سيكون الثلاثاء المقبل يوم نفير عام، وغضب شعبي.
جاء ذلك خلال المؤتمر الذي نظمته الهيئة، ونادي الأسير، وهيئة شؤون الأسرى والمحررين، والقوى الوطنية، اليوم الثلاثاء، أمام مقر الصليب الأحمر بمدينة البيرة.
وقال رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين أمين شومان: "سيشهد اليوم اعتصامات أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مختلف المحافظات".
وأما غدًا الأربعاء، فسيشمل اعتصامات في كافة الجامعات، والمعاهد، والكليات الساعة الثانية عشر ظهرًا، أما الجمعة المقبل فسيتم تخصيصه للمشاركة الواسعة في الفعاليات المناهضة للاستيطان دعمًا وإسنادًا للحركة الأسيرة في معركتهم البطولية المتواصلة.
ويوم الأحد المقبل، سيتم وقف حركة السير في كافة أنحاء الوطن ولمدة دقيقتين عند الساعة 12 ظهرًا، لخلق أجواء التفاعل مع معركة الأسرى المتواصلة، إضافة لإطلاق التكبيرات في كافة المساجد الساعة 6 مساء، ولمدة دقيقة، فيما تقرع أجراس الكنائس ظهر ذات اليوم.
ويكون الثلاثاء المقبل، يومًا للنفير العام والغضب الشعبي الشامل في الوطن وخارجه، بحيث تنطلق المسيرات الساعة 11 ظهرًا من مراكز المدن باتجاه نقاط التماس مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتنظيم الفعاليات المساندة في كل من لبنان، والأردن، وسوريا، وجالياتنا في مختلف أنحاء العالم، بحيث يكون هذا اليوم يوما وطنيا بامتياز.
كما تنطلق الأربعاء، مسيرات مشاعل بعد صلاة المغرب مباشرة، إضافة للاعتصامات الأسبوعية أمام مقر الصليب الأحمر.
ونوّه شومان، إلى أنّه سيتم عمل برنامجًا أسبوعيًا جديدًا بعد انقضاء فترة البرنامج الحالي، وذلك في إطار فضح الإجراءات التّنكيلية الممنهجة بحق الأسرى، واستهداف مُنجزاتها، ولكي تحقق الحركة أهدافها من خلال تواصلها في هذه المعركة.
بدوره، قال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" صبري صيدم: "جئنا لندعم أسرانا داخل السجون، ولنحيي رسالتهم السامية في ظل الهجمة الاستعمارية والسياسات التعسفية بحقهم".
وأضاف: "سنكون في الميدان من أجل هذه الرسالة حتى تصل للجميع، وليسمع العالم أن هناك شعبا تأخر تحريره وخلاصه من المحتل، وأنه يجب أن ينتهي الظلم بإحلال الحق، وبانتصار الإرادة".
من جهته، أكّد رئيس نادي الأسير قدورة فارس، أنّ الحركة الأسيرة تقود انتفاضاتها ومعاركها، جراء مساس إدارة سجون الاحتلال بمنظومة حياتهم اليومية، لذلك لجأ الأسرى الى أسلوب المشاغلة، واستنزاف طاقتها من خلال تنصلهم من التزاماتهم التي كانت بموجب اتفاق ضمني بينهم وبينها، مشيرا الى أن الإدارة مست بجوهر هذا النظام.
وأوضح فارس، أنّ الرسالة الأهم هي أن يكون هناك حركة شعبية واسعة خارج السجون، بحيث ترفد معركتهم وتمكنهم من حسمها في وقت قصير، ولنوصل رسالة لحكومة الاحتلال بأنهم ليسوا وحدهم من يتحكموا بحدود المعركة، وأن علينا مسؤولية توفير مظلة حماية للأسرى.
من جانبه، شدّد وكيل هيئة شؤون الأسرى والمحررين عبد القادر الخطيب، على أنّ الأسرى يواجهون إجراءات إدارة سجون الاحتلال التعسفية التي ازدادت بعد انتزاع الأسرى الستة حريتهم من سجن "جلبوع" قبل أشهر، والتي تستهدفهم من الناحيتين النفسية والجسدية، والهدف منها إذلال الاسير الذي أثبت على مدار كل سنوات الاعتقال أنه صامد، ويتمتع بإرادة وعزيمة لن تقهر.
وأشار إلى أنّ إدارة السجون لديها برنامج و قرار أن تقوم بسحب معظم الإنجازات التي تحققت عبر سنوات الاعتقال الطويلة، والتي لم تقدم لهم على طبق من فضة، وإنما جاءت عبر نضالات، ومعارك طويلة من الأمعاء الخاوية، وتخلل ذلك ارتقاء العديد منهم شهداء.
وتابع: "وفي المقابل فإن الأسرى اليوم لديهم قرار أنهم لن يعودوا خطوة للوراء، وهم عاقدون العزم أن يستمروا في الدفاع عن كرامتهم وإنسانيتهم، ووجودهم، ويقاومون كل الإجراءات العقابية التي تستهدفهم، ولديهم قرار أن يتوحدوا، وقد فعلوا ذلك عبر تشكيل لجنة وطنية قيادية عليا، ولديهم برنامج يهدف للمناورة ومجابهة هذه الإجراءات".
من جانبه، أكّد مدير مركز حريات للدفاع عن الحريات حلمي الأعرج، أنّ الأسرى يخوضون معركة الدفاع عن حقوقهم، وكرامتهم الانسانية والوطنية، وعن وجودهم، ودورهم النضالي، وهم يطالبون الجميع أن يقف ويلتف معهم في هذه المعركة التي يحاول الاحتلال كسر إرادتهم، وإعادة الأمور الى الوراء.
ويواصل الأسرى انتفاضتهم ضد السّجان منذ 17 يومًا، بعد أن أقرّت إدارة سجون الاحتلال جملة من الإجراءات التّنكيلية الممنهجة بحقّهم، في محاولة جديدة لاستهداف مُنجزات الحركة الأسيرة، حيث تصاعد هذا الاستهداف وبقرار سياسيّ منذ تشكيل ما عُرفت بلجنة "أردان" عام 2018.