أكّد لقاء أكاديمي أهمية تطبيق نظم المناعة التنظيمية؛ للتكيف مع التحديات وحماية المؤسسات الإعلامية من المخاطر والأزمات، من خلال الاهتمام بتدريب العاملين واكسابهم المهارات وتطويرها وتبادل المعارف والخبرات والتجارب وتوريثها.
وشدّد اللقاء على ضرورة بناء أنظمة استشعار وإنذار مبكر للأزمات المتوقعة، وتزويد المؤسسات الإعلامية بمنظومة دفاعية تحمي كيانها الإداري من الأخطار والتهديدات التي تتعرض لها؛ وذلك لضمان بقائها واستمرارها وتميزها.
جاء ذلك خلال اللقاء الأكاديمي "مع الباحث" صابر أبو الكاس، الذي عقده د. يحيى المدهون بمكتبه في مدينة بيت لاهيا شمال غزة، بعنوان: "دور استراتيجيات التدريب في تعزيز المناعة التنظيمية ".
وفي بداية اللقاء قال د.يحيى المدهون: "إنَّ حالة التغير والتحول السريع التي تمر بها بيئة الأعمال المعاصرة، تتطلب قدرة عالية على التوقع والاستجابة الفورية والفعالة والاستعداد لمنع الانحرافات والوقاية من الأزمات".
وأضاف: "إنَّ المناعة التنظيمية تزود المنظمات بقوة فاعلة وكافية، للتعامل مع التهديدات ومخاطرها المتوقعة، وتسهم في تحصينها بالإجراءات التنظيمية التي تساعدها وترفع من كفاءتها في التكيف مع المتغيرات البيئية المتعددة، والتصدي للأخطار التنظيمية والبيئية المتنوعة".
وأشار المدهون، إلى أهمية بناء جهاز مناعي بالمؤسسات الإعلامية، باعتباره ركيزة أساسية ومكون رئيس في الكيان التنظيمي، ولدوره الهام في تعزيز سلوكها المناعي وزيادة قدرتها في رصد كافة التغيرات، وتحديد مختلف التهديدات وإزالتها.
كما لفت إلى أهمية تعزيز الدفاع المناعي في المؤسسات؛ لتأمينها من المفاجئات والاضطرابات البيئية غير المتوقعة، من خلال توافر كوادر بشرية مؤهلة، وأنظمة إنذار مبكر؛ لاستشعار الأزمات ورصد المشكلات والتنبؤ بالاضطرابات المحتملة.
بدوره قال الباحث صابر أبو الكاس: "إنَّ التدريب استراتيجية مهمة ولها دور رئيس في زيادة المعرفة لدى العاملين وإكسابهم المهارات والخبرات، التي تحميهم من التهديدات الداخلية والخارجية".
وعن فوائد المناعة التنظيمية، أوضح الباحث أنّها تزيد من قدرة المنظمة الدفاعية؛ لتجنب الأخطار البيئية والعوامل الضارة التي تؤثر سلباً على المنظمات، وتجعلها غير قادرة على أداء المهام المطلوبة منها.
وبيّن أبو الكاس، أنَّ تعزيز السلوك المناعي في المؤسسات يتطلب الاهتمام بالتعلم التنظيمي؛ للاستفادة من الأخطاء وتصحيحها من خلال اكتساب الأفراد للمعارف والخبرات، داخل عملهم في المؤسسة، والاهتمام أيضاً بالذاكرة التنظيمية المتمثلة في المخزون المعرفي الذي يتكون من خبرات وتجارب المؤسسة والذي يتم استدعائه مستقبلاً عند اتخاذ القرارات.
ونوّه إلى أهمية الحمض النووي التنظيمي في تعزيز السلوك المناعي، والذي يشير إلى بصمة المؤسسة الإعلامية الخاصة، أو موروثها المنظمي الذي يساعد الإدارة في تحديد هوية تلك المؤسسة، وتاريخها، وصفاتها، ونظامها، وقوانينها، والتي تميزها عن غيرها من المنظمات الأخرى.
وحصل أبو الكاس مؤخراً على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من الجامعة الإسلامية بغزة، بعد مناقشة دراسة علمية بعنوان: " دور استراتيجيات التدريب في تعزيز المناعة التنظيمية لدى المؤسسات الإعلامية في قطاع غزة ".
وبيّنت نتائج الدراسة أن المؤسسات الإعلامية تطبق استراتيجيات التدريب والمناعة التنظيمية بدرجة متوسطة، وأكّدت وجود أثر لاستراتيجيات التدريب على المناعة التنظيمية للمؤسسات الإعلامية.
وأوصت الدراسة بضرورة دعم الإدارة العليا في المؤسسات الإعلامية للتدريب كاستراتيجية، وتنفيذ برامج تدريبية أكثر تخصصية، وأهمية استفادة المؤسسات الإعلامية من خبرات وتجارب العاملين وعقد تحالفات استراتيجية مع مؤسسات أخرى بهدف تبادل المعارف والخبرات الإعلامية.
وفي نهاية اللقاء قدم د. المدهون درع شكر وتقدير للباحث أبو الكاس، تقديراً لجهوده وإسهاماته البحثية المتميزة في العلوم الإدارية.
