أصدرت عائلة الأسير أحمد مناصرة، بيانًا صحفيًا مساء يوم الأربعاء، استنكرت ادعاء الاحتلال الإسرائيلي بأن عزله في غرفة عزل منفردة جاء لحمايته وباقي الأسرى بسبب تدهور حالته النفسية.
وأكدت العائلة في بيانها، على ثقتها المطلقة بحاضنة مجتمع الأسرى لكل الحالات المرضية وخاصة في المتابعة مع الأسير، والحرص على إعطاء الأدوية بالوقت والجرعة المناسبة، مشيرة إلى أن نجلها تعرض لضرب مبرح من قبل قوات الاحتلال عند اعتقاله مما أدى لكسر في جمجمته والتسبب بورم دموي داخل الجمجمة.
وأوضحت أن الأسير مناصرة الذي اعتقل في سن الـ 13؛ تعرض إلى أقسى أنواع التعذيب الجسدي والترهيب النفسي واستخدام أسلوب التحقيق الطويل دون توقف والحرمان من النوم والراحة، وتعرض إلى ضغوطات نفسية كبيرة.
وأشارت عائلته إلى أنه ونتيجة للتعذيب الجسدي والتنكيل النفسي، عانى وما زال يعاني الأسير أحمد مناصرة من صداع شديد وآلام مزمنة وحادة تلازمه حتى اللحظة.
ولفت بيان العائلة أن الاحتلال قام بعزل الأسير أحمد مناصرة في معظم فترات الأسر، في ظروف صعبة جدا وغير محتملة، وجعله لوحده يعاني من آلام الرأس الحادة والضيق النفسي والحرمان من الاختلاط مع باقي الأسرى لأوقات طويلة، وحرم عائلته من زيارته بحجة العقاب، وفصله تماما عن باقي الأسرى وحرمه من العلاج المناسب الكفيل بتخفيف الألم، مما أدى الى ظهور اضطرابات نفسية والتي تفاقمت مع استمرار عزله واقتلاعه من بيئته وأهله ورفاقه في السجن.
وأشار البيان إلى أن عائلة الأسير حاولت من خلال محاميها ومؤسسات حقوق الإنسان، إدخال طبيب وأخصائي في الطب النفسي لمعرفة تطورات حالته، حيث تمكن من زيارته بعد جهود طويلة، والذي تبين أنه يعاني من اضطراب نفسي نتيجة الظروف الاستبدادية والعنف الذي تعرض له، منها الكسور في الجمجمة ونتيجة لعزله في زنزانة ضيقة وعدم السماح له بالاختلاط مع باقي الأسرى
وبدوره، أوضح الأخصائي النفسي للعائلة، أن الأدوية التي يتناولها غير مناسبة وتزيد من تفاقم حالته النفسية وأنه بحاجة إلى تشخيص مهني سليم ومعالجته بأدوية مناسبة وإنهاء عزله في الزنازين، وأن العلاج الأمثل هو وجود حاضنة اجتماعية في غرف السجن أو في الفضاء الخارجي تساعده في تجاوز الأزمة النفسية التي ساعد بل وعمل الاحتلال على تفاقمها بالعزل والعلاج غير المناسب والإفراط في تناول الأدوية المخدرة والمنومة.
وأكدت العائلة في بيانها، على محاولتها والطاقم القانوني والطبي والنفسي والاجتماعي تنفيذ توصيات الأخصائية النفسية بعد زيارتها، الوحيدة ولكن دون أية استجابة من الاحتلال، الذي يواصل حرمانه من الأدوية الصحيحة ويضعه في ظروف عزلة تامة دون أدنى حقوق وحرمانه من زيارة الأهل أو مخاطبتهم عبر الهاتف، وجعلته رفيقا لجدران الزنزانة الضيقة يتألم ويتوجع لوحده ويتكلم مع نفسه ويعيش حالة من التخيلات والأحلام التي لا يقوى أمامها الإنسان.
كما وشددت على ثقتها المطلقة بحاضنة مجتمع الأسرى لكل الحالات المرضية وخاصة في المتابعة مع الأسير، والحرص على إعطاء الأدوية بالوقت والجرعة المناسبة، وأن الخطر الذي يواجهه الأسير أحمد سببه ومصدره الاحتلال والاحتلال فقط، وأن عزله عن باقي الأسرى هو عقوبة قاسية، وكأن السجن وحده لا يكفي لعقابه.
وأكدت على أن حالة ابنها تأتي ضمن منظومة شاملة طورها الاحتلال لمعاقبة الأسرى جسدا ونفسا وعائلة في آن واحد. محملة الاحتلال وأذرعه المختلفة مسؤولية ما آلت إليه الحالة الجسدية والنفسية والوجدانية للأسير أحمد.
وقالت العائلة: هذه الحقيقة وهذا الواقع الأليم يحتم على عائلات الأسرى والشهداء والشعب الفلسطيني والمؤسسات القانونية الأهلية والرسمية المحلية والمؤسسات الدولية أن تضع استراتيجية واحدة موحدة في مواجهة احتلال النفس والجسد والبيت والأرض الفلسطينية والتصدي لانتهاكات الاحتلال بحق الأسرى عموما والمرضى على وجه الخصوص.