بالصراحة راحة وبعدم المجاملة وصول للحقيقة ، وعدم التفكير الا بالمصلحة يجعل الكلام صادقا ومعبرا ، بعد ان مللنا من «صف» الكلام وتكراره منذ سنوات بدون تحقيق أية نتيجة او الوصول الى أية فائدة وإنما مجرد كلام نادرا ما نجد من يقرأه كاملا ويستوعبه او يستفيد منه، تعمّق الاحساس بأن الذين يكتبون او حتى يتحدثون عبر وسائل الكلام المختلفة من فضائيات واذاعات ومقابلات صحفية او حتى كتابة المقالات احيانا ، لم يعودوا يجدون من يستمع اليهم او يقرأ ما يكتبون او يستمع ما يثرثرونه او يكررونه.
والسبب بتقديري، بسيط وواضح، وهو ان كل ما يقال صار مكررا وواضحا ولا قيمة او اي تأثير له الا ان المتحدث هو الذي يحقق شيئا بالتفكير انه قال شيئا هاما وهو في الواقع قال ما قاله كثيرون غيره وقبله وما قاله هو نفسه سابقا.
خلاصة هذه المقدمة وما اريد ان اوضحه، وقد لا اكون صائبا ولكني اقول رأ يي بصدق وأمانة وهذا يقتضي عدم اللف والدوران بالكتابة وعدم الاطالة او الحديث عن قضايا جانبية.
نحن نعاني من الانقسام، ونحن نعاني من طول فترة حكم من يحكمنا بها الرئيس ابو مازن الذي طال حكمه وطال عمره كثيرا ويبدو راضيا قانعا ومتمسكا بكل مقاليد السلطة الى ما شاء الله وما دام فيه نبض حياة. وكثيرون حوله شاخوا واهترأت امكاناتهم وحتى ذبلت وجوههم وتبدو وقد اهترأت ، وما زالوا يسيطرون ويكررون الاقوال والتصريحات ويقومون بالدور الوظيفي البسيط المطلوب منهم ليكتمل الدور السياسي الذي يقومون به ولو نظريا. وبالطبع لن ادخل في سجل ذكر الاسماء التي هي معروفة للجميع ولا ضرورة لذلك.
والانقسام صار امرا قائما وثابتا ولم يعد احد يجادل او يحاول البحث عن استعادة الوحدة لأن الامور مستحيلة بسبب تمسك كل طرف بمناصبه وميزاته وفوائده وخيراته من هذه المناصب، ولهذا ترسخ الانقسام وتزعم المنقسمون وكأنهم هم القادة.
في هذه الاثناء وكما هو معروف فإن الاحتلال يتغول في مصادرة الارض وتهجير المواطنين وبناء المستوطنات وهدم المنازل في كل انحاء الضفة. وفي هذه الاثناء ايضا تعمق الانقسام وصار امرا واقعا والى حد ما واقعا مقبولا سواء رضي الذين ينقسمون او رفضوا.
والمسافة، في تقديري، بين الناس والقيادات ان لم تكن مقطوعة انقطاعا كليا تماما فهي شبه ميتة ، لأن الناس باستثناء الفئة الصغيرة المستفيدة ، لم يعودوا يثقون بالقيادات ولا بالذين يمكن ان تقوم به والخدمات غير الشخصية التي تقوم بها.
سيكتشف النائمون فوق الكراسي والمصالح ان الزمن لن يكون معهم الى الابد وان الشعب لا يمكن ان يصبر الى ما لا نهاية. ولذلك فإن المطلوب ، لتوفير مخرج من هذه الدائرة المغلقة سواء بالسيطرة المطلقة على السلطة او الانقسام المخجل، في تقديري لا بد من اجراء انتخابات سريعة رئاسية وتشريعية بالتوافق بين فتح وحماس او بين الضفة وغزة لكي يختار الشعب من يريد للقيادة الواحدة الموحدة، ومن المطلوب والضروري ان تشرف على مثل هذه الانتخابات لجان دولية محايدة لضمان الصدق والنزاهة وعدم بقاء الامور كما هي.
ايها السادة القادة في فتح وحماس وبقية الانظمة والمنظمات انتم تتحملون المسؤولية والتاريخ لا يرحم ، ولهذا اجتمعوا معا بصدق ونوايا حسنة وقرروا اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية متفق عليها بالضفة وغزة وبقدر الامكان لدى الفلسطينيين في المهجر وخيام اللجوء . وان يتم فورا انتخاب رئيس ومجلس تشريعي وقيادة جديدة تغيب عنها معظم الوجوه الحالية ، وانا اعتقد اننا بدون ذلك سنظل ندور في الحلقة المفرغة ولن نقوى على عمل اي خطوة جدية وقوية في سبيل تحرير الوطن وبناء الدولة التي نحلم بها.